بحث رئيس الوزراء الأردني الدكتور عبدالله النسور اليوم الخميس مع نائب رئيس الجمهورية رئيس الحكومة اليمنية المؤقتة خالد بحاح ، الذي يزور المملكة حاليا على رأس وفد رسمي ، تطورات الأوضاع الإقليمية خاصة على الساحة اليمنية وسبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين. ومن جهته .. أكد النسور على أن الملك عبدالله الثاني من أكبر الداعمين لجمهورية اليمن ووحدتها وسلامتها واستقرارها ، منوها في هذا الصدد بالجهود التاريخية التي بذلها الراحل الملك الحسين بن طلال لخدمة وحدة اليمن واستقراره وهذه سيرة متصلة من حب لهذا البلد وخدمة أهدافه في تحقيق الاستقرار والوحدة والسلام. وقال إن الأردن يعتبر جزءا من التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن (عاصفة الحزم) الهادفة إلى إعادة الأمن والاستقرار وإنهاء حالة الفوضى في ذلك البلد..مؤكدا محبة الأردن وتقديره وتعاطفه مع الشعب اليمني بكل فئاته ومكوناته مثلما أكد على توجيهات الملك عبدالله الثاني بالتعاون مع الحكومة اليمينة والشرعية التي تمثلها. ولفت إلى أن اليمن يعاني من موجة هائلة من الحرب دمرت الكثير من المكاسب وأوجدت مشاعر لم يعهدها الشعب اليمني ولم تشهدها الأمة العربية من قبل "فهي طارئة دخيلة وخبيثة ومدانة فرقتنا وأوصلتنا إلى هذا الحد"..مبديا استعداد بلاده والتزامها بتزويد الجانب اليمني باحتياجاته من الإغاثة الصحية والمنتجات الدوائية والكوادر البشرية كلما توفر الأمن. وبدوره.. قال بحاح "إن ما يجري في اليمن هو وجود ميليشيات بحاجة أن تعود إلى طريق الصواب ، ونحن نتمنى أن يكونوا جزءا من تكوين دولة يمن المستقبل ، ولدينا قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 والمبادرة الخليجية ومسودة الدستور والحوار والتي تشكل جميعها مرجعيات لإيجاد حلول للازمة اليمنية"..منوها بأن الحكومة اليمنية وافقت خلال هذا الأسبوع على هدنة إنسانية. وأعرب عن الأمل في أن يسهم المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ في إيجاد حلول للأزمة في اليمن ، مشيرا إلى محاولة المبعوث الجديد إلى جمع الأطراف المعنية في جنيف . وقال نائب الرئيس اليمني إن الأولوية خلال الفترة الحالية والقادمة هو أن تنعكس المعادلة في اليمن من قانون القوة إلى قوة القانون وإعادة الدولة إلى مسارها الصحيح واستعادة المسار السياسي. وأبدى تقديره للدعم الكبير الذي قدمه الأردن لليمن ولدعم الأمن والاستقرار فيه كما نقل تحيات الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي إلى الملك عبدالله الثاني ، مستذكرا في الوقت ذاته الجهد الكبير الذي بذله الراحل الملك الحسين لتوقيع وثيقة العهد والاتفاق عام 1994 لقيام الوحدة اليمنية ، قائلا "إن بذور الفتنة السيئة زرعت في تلك الفترة في ظل نظام حكم لم يبن على الأسس والقواعد الصحيحة كما أن ما يحدث في اليمن اليوم هو نتائج لتلك الأخطاء". وأشار إلى أن الأردن يعتبر من الدول القليلة التي لم تمنع دخول اليمنيين أراضيها حتى في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها..معلنا أن اليمن ستقوم بترشيح سفير لها إلى الأردن في وقت قريب لتنشيط العمل الدبلوماسي بين البلدين. وعرض أعضاء الوفدين الرسميين التوجهات المستقبلية لأفق التعاون المستقبلي بين الجانبين ، فيما أبدى الجانب اليمني تقديره لدور الأردن في دعم ومناصرة اليمن معربا عن الأمل في أن يحمل الأردن الملف السياسي اليمني لدعم الشرعية في اليمن من خلال المنابر الدولية كافة. وأبدى الرغبة في الاستفادة من الخبرات الأردنية في مجالات الإغاثة والمساعدات الإنسانية والطبية العاجلة وزيادة أعداد الطلبة ضمن التبادل الثقافي ، مشيرا إلى أن الأردن كان على الدوام الملاذ لليمنيين في كل الظروف الصعبة التي مر بها.