* رئيس الوزراء يتابع أعمال التطوير في معهد القلب * الانتهاء قريبا من فرع جديد للمعهد بأرض مطار إمبابة للتوسع فى العيادات الخارجية * الهيئة الهندسية تنتهى من المرحلة الأولى للتطوير الشهر المقبل * محلب يعبر عن سعادته بصفحة "علشان ما تتفاجئش" ويشكرهم مؤكدا: "أنا ما بتفاجئش" ومستمرون فى العمل والتطوير * وزير الصحة: 50% من عمليات القسطرة على مستوى الجمهورية تجرى بالمعهد.. و25% من الجراحات * قوائم الانتظار تنخفض فى الجراحات من عام ل3 أشهر وفى القسطرة من 6 أشهر لشهرين في أول أيام شهر رمضان المعظم، قام المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، صباح اليوم، الخميس، بزيارة إلى معهد القلب القومي، لمتابعة أعمال التطوير الجارية، يرافقه وزيرا الصحة، والبحث العلمي، ومحافظ الجيزة. وفي مستهل الزيارة، قدم وزير الصحة عرضا حول أعمال التطوير التي تتم في المعهد، حيث أشار إلى أن معهد القلب القومي كيان كبير تحت مظلة الهيئة العامة للمستشفيات والمعاهد التعليمية، والتي تضم أيضا معهدي الأورام والكبد، وقال إن معهد القلب تم إنشاؤه في الستينيات ليقوم بالجانب العلاجي، بالإضافة إلى الجانب البحثي والتعليمي وكذا تدريب الأطباء، مشيرا إلى أن وضع المعهد الحالي يعكس تركيزا على الجانب العلاجي على حساب الجانب التعليمي، ونحن بحاجة إلى ثورة في هذا المجال لإعادة الدور البحثي المهم للمعهد. وأضاف الوزير أن موقع بناء المعهد كان مثاليا، ولكن مع مضي السنوات أصبح المكان مزدحما، بما يفرض إعادة هندسة المكان ليسمح بدخول وخروج المرضى، مع توسيع مدخل المعهد ليسمح بدخول السيارات وعربات الإسعاف، كما أن البنية التحتية للمعهد حدث بها شيء من التهالك، خاصة في شبكات المياه والصرف الصحي والغاز. وأكد أن المعهد يقدم الخدمة العلاجية للمرضى من جميع أنحاء الجمهورية في مجال أمراض القلب، وقسطرة القلب، وزرع الصمامات، وتركيب الدعامات، ورعاية ما بعد جراحة القلب، ورعاية الأطفال. وأشار الوزير إلى أن معهد القلب يضم 120 سريرا للعناية المركزة لجراحة القلب، و9 غرف عمليات من بينها 7 غرف للكبار وغرفتان للأطفال، و164 سريرا بالأقسام الداخلية، و30 سريرا في قسم الاستقبال تستوعب نحو 300 مريض. وقال إن القوة البشرية بالمعهد تضم 81 طبيبا من الكادر الجامعي أو الخاص، و 500 طبيب مقيم وإخصائي، و507 من هيئة التمريض. وأضاف الوزير أن المعهد يستقبل آلاف المترددين من جميع أنحاء الجمهورية، ويتم في داخله إجراء نحو 50% من القسطرات على مستوى الجمهورية، ونحو 25% من الجراحات على مستوى الجمهورية. وأشار الوزير إلى أن قوائم الانتظار في المعهد شهدت تحسنا خلال الثمانية أشهر الماضية، حيث انخفضت فيما يخص الجراحات من عام إلى 3 أشهر، كما انخفضت فيما يخص القسطرات من 6 أشهر إلى نحو شهرين. كما استعرض وزير الصحة مشروع إنشاء فرع معهد القلب بأرض مطار إمبابة، بهدف التوسع في خدمة العيادات الخارجية، حيث من المقرر أن يضم 15 عيادة طبية، ستسهم في التغلب على الازدحام في المبنى الرئيسي، وكذا التوسع في خدمات القسطرة، والقضاء على قوائم الانتظار بها، ويضم المبنى الجديد 2 غرفة قسطرة قلبية وغرفة عمليات قلب مفتوح و12 سرير رعاية مركزة و12 سرير رعاية متوسطة، مشيرا إلى أن هذا المشروع بدأ العمل به منذ 4 سنوات، ووصل العمل إلى دورين، ومن المقرر افتتاحه في نوفمبر 2015. ووجه رئيس مجلس الوزراء بضغط العمل في هذا المشروع، وطلب لقاء مسئولي الشركة المنفذة للمشروع. كما تطرق الوزير إلى التحديات التي تواجه أعمال تطوير معهد القلب، ومن أهمها محدودية المساحة التي لا تستوعب الزيادة، وتفرض عدم القدرة على التوسع في الخدمات، لكونه يستقبل حالات من جميع أنحاء الجمهورية، وضيق الشوارع المحيطة بالمعهد وعدم وجود أماكن انتظار، بالإضافة إلى زيادة معدل التردد وعدم وجود نظم إحالة بين المستشفيات، وعدم وجود مراكز تابعة للمعهد في المحافظات، وعدم وجود منتج يمكن من خلاله تقييم أداء الأطباء وترقيتهم. وأشار وزير الصحة إلى أن التحديات تشمل أيضا ارتفاع تكلفة الخدمات المقدمة، خاصة عمليات القلب المفتوح، مع ضعف العائد المادي، ولفت رئيس الوزراء إلى ضرورة وجود نظام غير تقليدي لتشغيل المعهد، بمقابل مجزٍ يعوض الخدمة المقدمة، مؤكدا أن نصيب قطاع الصحة في الموازنة الجديدة سيكون داعما لخطط التطوير القائمة والمطلوبة. ثم تطرق الوزير إلى خطط التطوير الجارية بالمعهد، حيث أشار إلى أن الخطة تتم على ثلاث مراحل: فالمرحلة الأولى تشمل العيادات الخارجية وأقسام الطوارئ والاستقبال، ومن المقرر نهوها في يوليو 2015، ثم المرحلة الثانية وتضم أقسام القسطرة والخدمات العلاجية المختلفة، ومن المقرر نهوها في ديسمبر 2015، و المرحلة الثالثة وتضم غرف العمليات وتحويلها إلى كبسولات طبية مجهزة وحديثة، ومن المقرر نهوها في فبراير 2016. وقال إن أعمال التطوير تشمل أيضا تطوير شبكات الإنذار والمياه والصرف الصحي والغاز، و تطوير دورات المياه، ونظم المعلومات، وقد تم تسليم الموقع للهيئة الهندسية للقوات المسلحة، والتي قامت بمراجعة الوضع والبدء في العمل فورا. وأضاف أنه تم توزيع عدد من الحالات بالمعهد على مستشفيات دار السلام، الشيخ زايد، القاهرة الجديدة، وشبرا، وتم توفير 15 سيارة إسعاف لنقل الحالات إلى المراكز المستحدثة، وأوضح أنه سيتم شراء 2 جهاز قسطرة، وجهاز مسح ذري، وجهاز رنين مغناطيسي، واستحداث 15 سرير عناية مركزة. وأكد أن هناك برنامجا تدريبيا على المدى القصير والطويل، لتدريب الأطباء وتأهيلهم على أحدث ما وصل إليه العلم في هذا المجال، يشمل تدريبا نظريا وعمليا، مع وجود خطة بحثية متكاملة. من جانبه، أكد رئيس الوزراء أن زيارته الأخيرة للمعهد كشفت عن أن المكان به الكثير من عدم الانضباط، وقال إن كل المواطنين الذين كانوا يستفيدون من المعهد كانوا يريدون عودته لأداء دوره، ونحن نعمل على إعادة الانضباط إليه، ومصرون على عودة المعهد للقيام بدوره في تقديم الخدمة العلاجية الممتازة للمرضى، ومعاملة المواطنين بصورة لائقة. وأعرب رئيس الوزراء عن سعادته بقيام بعض الأطباء بتدشين صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" بعنوان "علشان ما يتفاجئش"، مؤكدا: أنا ما بتفاجئش.. فنحن نعلم مستوى الخدمة الصحية جيدا، وقبل أن أقتحم أي مكان لتطويره يتم عقد العديد من الاجتماعات"، مؤكدا أن الصحة تقع على رأس اهتمامات الحكومة الحالية، ومستمرون في العمل والتطوير. وتوجه رئيس الوزراء بالشكر للقائمين على الصفحة على محاولتهم كشف تلك الأمور للحكومة، مشيرا إلى أن هذا دور تبصيري مهم ولكن المهم ألا يكون من منطلق "اذهب أنت وربك فقاتلا"، فهذه المرحلة تحتاج إلى تكاتف الجهود بين الدولة والمجتمع المدني والناس. وطلب رئيس الوزراء لقاء القائمين على هذه الصفحة، فأكد وزير الصحة أن أدمن الصفحة - حسب المعلومات المتوافرة - طبيب مصري مقيم في المملكة العربية السعودية. ثم قام رئيس الوزراء بجولة في أنحاء المعهد لمتابعة أعمال التطوير الجارية، حيث وجه باستغلال شهر رمضان لإنجاز نصيب أكبر من الأعمال فهو شهر العمل والإنتاج، ووجه بضغط الجدول الزمني للانتهاء من مراحل التطوير في توقيتات سابقة، كما وجه بضرورة رفع مخلفات أعمال التطوير ساعة بساعة، وتغطية أي أعمال حفر موجودة، والاهتمام بتطوير نظم الإنذار والحريق لأهميتها في الحفاظ على أرواح المواطنين. ثم عقد رئيس مجلس الوزراء اجتماعا بحضور الوزيرين والمحافظ، وقيادات المعهد، حيث توجه بالحديث إلى وزير الصحة ومحافظ الجيزة قائلا: "أسلمكم أمانة، وسأتابع خطة التطوير خطوة بخطوة"، وأكد أن أسهل شيء هو تطوير الحجر، ولكن المهم تطوير البشر، ونحن نحرص على أن يكون المعهد نموذجا للنجاح، يتكرر في أكثر من مكان على مستوى الجمهورية، مضيفا: "نريد إعادة هيكلة إدارة المعهد على أعلى مستوى، ومراجعة نظام التشغيل ونظام الجودة ليصبحا على مستوى ممتاز". وكلف رئيس الوزراء، محافظ الجيزة بإعادة تخطيط المنطقة المحيطة بالمعهد، وإزالة الإشغالات، كما وجه وزير الصحة بالاهتمام بنظافة المعهد والإرتقاء بمستوى خدمات التمريض وسد النقص بها. كما تطرق رئيس الوزراء خلال الاجتماع إلى معهد تيودور بلهارس، الذي سبق أن قام بزيارة أخيرة له، حيث أكد وزير البحث العلمي أنه حصل على موافقة من وزارة التخطيط بتوفير مبلغ 40 مليون جنيه لتطوير المعهد، فكلفه رئيس الوزراء بإعداد عرض متكامل للتطوير للبدء في التنفيذ على الفور. وخلال جولة محلب بمعهد القلب، استوقفه أحد المواطنين، مؤكدا أنه من سكان إحدى العمارات المواجهة للمعهد، ويشكو من مخالفات بعض المواطنين أصحاب "سوبر ماركت" بالمنطقة، وبلطجتهم المستمرة، وعلى الرغم من صدور أحكام ضدهم، فلم تنفذ هذه الأحكام، وعلى الفور أكد رئيس الوزراء أن "القانون سيطبق ولن نسمح بأي بلطجة على أي مواطن، وإذا كان معك حكم سينفذ اليوم، وأمر محافظ الجيزة بالحصول على بيانات هذه المشكلة، وتكليف مدير الأمن بتنفيذ القانون اليوم، ويتم تقديم تقرير عن هذه الواقعة، وانتهاء شكوى المواطن". وفى ختام جولته بالمعهد، وبعد أن استقل سيارته، فوجئ المهندس إبراهيم محلب، برجل مُسن عند باب السيارة، فَتَرجَّل رئيس الوزراء على الفور من سيارته، قائلا: "أنا تحت أمرك"، فطلب الرجل سرعة إجراء عملية له بالقلب، فكلف محلب وزير الصحة برعاية المواطن، وتلبية طلبه على الفور.