فقدان الثقة في الآخرين بداية غير محمودة من الممكن ان تقتاد الأشخاص و المجموعات إلي تخبطات و مسالك قد تؤدي إلي مزيد من المسارات التي تنتهي غالبا بمراحل من الركود و الفشل في التواصل الطبيعي والمطلوب كي تستمر الأمور في مسالكها الطبيعية . مسألة الثقة إذا حاولنا تفنيدها و ترتيبها في عدة فروع تابعة لها سنجد بداية الثقة في الذات والتي تأتي علي رأس الموضوع حيث أن ما من شخص تهتز ثقته في ذاته إلا و يبدأ في مرحلة من الانقياد الذي يؤدي به إلي السير ربما خلف أفكار أو إيدولوجيات قد تهلكه و تجعله عضو بالمجتمع لا يسير وفق ما تقتضيه الأمور من تصرفات سوية ومطلوبة. الأشخاص التي تهتز ثقتهم في أنفسهم يكونون هدف يسعي إليه العديد من أصحاب المدارس سواء السياسية أو الإقتصادية و في كثير من الأحيان الدينية للتأثير عليهم لتقبل أوضاع معينة قد لا تكون هي الأصوب علي الأرجح وبالتالي فإن هؤلاء اصحاب تلك المدارس دائما يسعون إلي تجريف الذوات من أدوات التحكم الداخلية والتي تمكنهم من مزيد من الثقة بالنفس . مقومات الثقة بالنفس لا تبتعد كثيرا عن المقومات الطبيعية التي يحتاجها أي إنسان ليكتمل لديه الهرم الطبيعي للإحتياجات و يستطيع الوقوف بصلابة في وجه أية تأثيرات قد توجهه إلي طريق ملتوٍ ومختلف تماما عن مسارات طبيعية سار عليها وأرتضي بها المجتمع لفترات ليست بالقليلة . يتكون هرم ماسلو من خمسة مستويات للاحتياجات, من الاسفل الى الاعلى الفيسيولوجية (العضوية),السلامة والأمان ,الحب والانتماء,الاحترام والتقدير و يأتي علي رأس الهرم إدراك وتحقيق الذات. إن حقيقة الادراك والتقدير تنبع من قوة النفس؛ إذ أن الحياة لا تأتي كما نريد، فالشخص الذي يعتمد على الآخرين في تقدير ذاته وتقييم قوته قد يفقد يوما هذه العوامل الخارجية التي يستمد منها قيمته وتقديره، وبالتالي يفقد معها قوته؛ لذا لا بد أن يكون الشعور بالتقدير ينبعث من ذاتك وليس من مصدر خارجي يمنحه لك.. يؤثر تقديرك لذاتك في أسلوب حياتك، وطريقة تفكيرك، وفي عملك، وفي مشاعرك نحو الآخرين، وفي نجاحك وإنجاز أهدافك في الحياة، فمع احترامك وتقديرك لذاتك تزداد الفاعلية والإنتاجية، فلا تجعل إخفاقات الماضي تؤثر عليك فتقودك للخلف أو تبعدك عن السير قدما، انس عثرات الماضي، واجعل ماضيك سراجا يمدك بالتجارب والخبرة .