كل شخص منَّا يمتلك سمات فريدة يمكن الاعتماد عليها، وهى عبارة عن سمات أصيلة وُلدت معنا أو قمنا نحن بتنميتها وتطويرها.. ومهما كانت الجراح التى نتعرض لها، ومهما شعرنا بالهزيمة أو عدم الكفاءة والأهلية، فإن هذه المصادر المُتوارثة تكون دائمًا فى الانتظار، جاهزة لكى نستخدمها لمصلحتنا فى أى لحظة من لحظات حياتنا.. فعندما نثق بأنفسنا نستطيع أن نُبحر بشكل أفضل عبر الأوقات الانفعالية الصعبة.. تلك الأوقات التى نشعر فيها بالضياع، أو الحزن، أو الغضب، أو الخوف، مُؤمنين من أعماق قلوبنا وأرواحنا بأننا سوف ننجح، حتى إذا لم نكن نعرف "كيف" أو "متى"..!! فقد قالتها لى إحدى الصديقات، التى أُكن لها كل الاحترام والتقدير، "لابد أن تثق بنفسك"، تلك الثقة التى أكاد أجزم أننى أمتلكها أو على الأقل أمتلك الاعتزاز بالنفس، لكن ليس الشعور بالعظمة وتوّهم الكمال الذى يُسميه البعض "الغرور".. فالثقة أو الاعتزاز بالنفس فضيلة، وهى عبارة عن نسيج مُتراكب من صفات عاطفية روحية منها التقييم الدقيق لأنفسنا واهتماماتنا، وهى أيضًا الاعتقاد الذى يؤكد شخصية، أو قدرة، أو قوة، أو حقيقة شخص ما أو شيء ما.. وعندما نثق بأنفسنا يصبح لدينا هدوء داخلى، هدوء وارتياح تحت الضغط يعكسان سيطرتنا على طاقاتنا وقدراتنا.. وبالتالى نعرف أننا نستطيع أن نتعامل مع كل ما تُلقيه لنا الحياة، من مهام وواجبات.. وأقول: "ليت حياتنا مثل أمهاتنا نقسوا عليها أحيانًا ورغم ذلك ترضى عنّا" وعلينا أيضًا تقبّل أنفسنا بكل ما فيها من تعقيدات.. بالإضافة إلى القدرة على استخدام ما نعرفه عن أنفسنا للحصول على النتائج التى نرغبها ونريدها فى حياتنا دون أن يُقلقنا دائمًا قبول أو عدم قبول الآخرين لنا.. كل ما مضى أحاول أن أقنع نفسى به خلال تلك المرحلة الفاصلة التى أمر بها الآن ، والتى توصلت خلالها إلى أن أساس الثقة بالنفس هو "الاحترام".. احترامك لذاتك.. فكلما كان احترامك لذاتك أكبر، كانت ثقتك بنفسك أكثر.. فلاشك أنه من السهل أن تستدرجك مشاعرك لتشعر بالقلق وعدم أهمية نفسك وبهذا قد تُقلل أو تفقد احترامك لذاتك .