قال محامون يوم الثلاثاء إن محكمة عسكرية تونسية قضت بسجن مدون معروف لمدة عام بتهمة إهانة الجيش بسبب تدوينات منتقدة لوزير الدفاع على الفيسبوك. جاء ذلك في قضية أثارت جدلا بشأن حرية التعبير في تونس بعد أربع سنوات من الثورة التي أطاحت بالرئيس السابق زين العابدين بن علي. وقال المحامي مالك بن عمر لرويترز "المحكمة العسكرية قضت بسجن المدون ياسين العياري اليوم الثلاثاء لمدة عام بتهمة إهانة الجيش والمس من هيبته بعد تدوينات انتقد فيها أداء وزير الدفاع". وأضاف بن عمر أن "القضية هي قضية رأي بامتياز والعياري تم سجنه بسبب آراء حول أداء وزير الدفاع وهذا أمر يتنافي مع مبادئ الثورة التي رسخت حرية التعبير واليوم هذه الحرية مهددة". ومن المقرر ان يستأنف محامو العياري الحكم. والعياري مدون معروف اشتهر بمواقفة المنتقدة لتقييد حرية التعبير والاعلام في عهد بن علي. وبعد الثورة كان العياري من اشد المعارضين للشق العلماني في تونس وكانت تدويناته لاذعة لكثير من المسؤولين العسكريين. والعياري ابن ضابط عسكري قتل على يد مسلحين اسلاميين في 2011. واطاحت الثورة قبل اربع سنوات بالنظام السابق لكن حزب نداء تونس العلماني الذي يضم مسؤولين من النظام السابق عادوا من جديد للمشهد السياسي بعد فوزهم في اول انتخابات برلمانية حرة نهاية العام الماضي. وفاز الباجي قائد السبسي زعيم نداء تونس وهو رئيس برلمان في عهد بن علي بمنصب رئيس للبلاد. وكلف السبسي هذا الشهر الحبيب الصيد وهو مسؤول عمل مع بن علي ايضا بتشكيل حكومة جديدة. وتثير العودة القوية لمسؤولين من الحرس القديم خشية جزء من الناشطين ومن بينهم العياري من عودة التضييق على حرية التعبير وهي أبرز مكسب حصل عليه التونسيون بعد الثورة. لكن مسؤولي نداء تونس قالوا انهم سيضمنون حرية التعبير وأسس الديمقراطية الناشئة في تونس.