عالم فلكي: * موجة البرد القارسة أحد نتائج "الثورة الصناعية" في العالم * كل فصول الشتاء القادمة ستكون قاسية البرودة * كل فصول الصيف القادمة ستكون "متطرفة" * ارتفاع درجة حرارة الجدول تسببت في عنف حركة تيارات الهواء * نهايات القرن الحالي ستشهد أقصى درجات التطرف المناخي الأرصاد: * تعامل الإنسان مع الطبيعة و "الصناعة" أحد أهم أسباب التطرف المناخي * لا يمكن التنبؤ بحجم التطرف في فصول الشتاء و الصيف المستقبلية "التطرف".. يبدو أن هذا المصطلح أقسم أن يكون مسيطرًا على العالم بكل الأشكال في هذ الحقبة الزمنية التي يعيشها كوكب الأرض، فالمناخ أيضًا ناله "التطرف". التطرف المناخي ظهر بوضوح في الأسبوع الاول من عام 2015، حيث تأثرت الرض بموجة بارد قارسة خاصة مصر ومنطقة الشرق الأوسط، فضلًا عن الموجات الحارة التي اعترت الكوكب في الصيف المنقضي، فهل ثمة علاقة بين علوم الفلك وما تتعرض له الأرض من تطرف مناخي.. هذا مايجيب عنه الخبراء في التقرير التالي: وكانت مصر ومنطقة الشرق الأوسط شهدت في الفترة مابين 1 يناير 2015 وحتى 12 من الشهر ذاته موجة برد قارسة وصفها خبراء الأرصاد بأنها من أقسى موجات البرد التي شهدتها المنطقة. قال الدكتور مسلم شلتوت، أستاذ بحوث الشمس والفضاء بالمعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، إن موجة البرد القارس التي هاجمت سكان الأرض الأسبوع الماضي هي أحد أشكال التطرف المناخي الناتج عن تدخل الإنسان في الطبيعة، لافتا إلى أن جميع فصول الشتاء القادمة ستشهد ظروف أكثر تطرفًا عامًا تلو العام. وأوضح "شلتوت" في تصريح خاص ل"صدى البلد" إن استخدام الإنسان للطاقة "الأحفورية" من "بترول" و "فحم" و غاز طبيعي" في الصناعة و المواصلات بشكل عشوائي و غير محسوب، ومانتج عن ذلك من ارتفاع نسبة غاز ثاني أوكسيد الكربون بمقدار يزيد على الضعف، كل ذلك أدى إلى إضعاف الغلاف الجوي، وأحدث خلل في الديناميكية الخاصة به نتيجة تغير محتوى الطاقة في الغلاف، وهذا كله أدى إلى عنف شديد في تحرك التيارات الهوائية الباردة في الشتاء والحارة في الصيف. وأضاف: هذا مايشعرنا بشدة البرودة أحيانا في الشتاء وشدة الحرارة في الصيف، وهو ما يسمى بالتطرف المناخي المصاحب لارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض، الذي تسببت فيه الثورة الصناعية، و اللذي ستظهر عواقبه السيئة جلية جدا مع نهايات القرن الحالي حيث ستغرق مدن بأكملها في الماء نتيجة انصهار الجليد في القطبين. وأكد إن كل فصول الشتاء القادمة ستشهد بردًا قارصا و كل فصول الصيف القادمة أيضا ستشهد موجات شديدة الحرارة. ومن جانبه اتفق الدكتور علي قطب، رئيس الإدارة المركزية لأجهزة ومحطات الأرصاد، مع جانب كبير من تحليل "شلتوت"، حيث أرجع التطرف المناخي إلى عدة عوامل من بينها العوامل البشرية الخاص بثورة التصنيع، وكذلك مرتبط بأشعة الشمس وجغرافية المكان، فالأماكن المزروعة تختلف في طقسها مثلا عن المناطق السكنية. وأضاف "قطب" في تصريح خاص ل"صدى البلد" إنه على الرغم من ذلك فيصعب التنبؤبمدى قوة التطرف المناخي على مدار الأعوام القادمة، ولا يمكن إعطاء رأي حاسم فيها، حيث إن التنبؤات مرتبطة بالفترة الزمنية، كلما كان التنبؤ لفترة قصيرة كلما كان أكثر صدقًا والعكس صحيح.