"كل ذنبى أنى خلفتى كلها بنات".. بهذه الكلمات بدأت"ب.م" ذات ال33 ربيعا رواية تفاصيل مأساتها ل"صدى البلد" من داخل إحدى قاعات الجلسات بمحكمة الأسرة بمصر الجديدة أثناء انتظارها لحضور جلسة دعوى تخفيض نفقة صغير التي رفعها طليقها ضدها. وبوجه تعلوه ابتسامة تخفى وراءها حزن دفين وتسكن قسماته القهر تكمل: "ذقت المرار، وتعرضت لأقصى درجات التعذيب البدنى والنفسى أنا وبناتى، وكأنى ارتكبت جريمة، لأنى لم أنجب ولدا، رغم أن الأمر بيد الله، فهو الذي يهب الإناث لمن يشاء، ويهب الذكور لمن يشاء، لكن البشر خلت من قلوبهم الرحمة، ولاتزال الأعراف البالية تحكم بأن الولد سند، والبنت عار لابد التخلص من وصمته، وللأسف حظى العثر أوقعنى في رجل من هذه النوعية، رجل متجرد من كافة معانى الإنسانية، احتسب فلذات أكباده في عداد الأموات لمجرد أنهن بنات، وأعماه الكرة لدرجة أنه كاد أن يتسبب في مقتل إحداهن ذات مرة، بسبب قطعة بسكويت رغبت الصغيرة أن تضعها في كوب الشاى". ترتكن الزوجة الثلاثينية برأسها المثقل بالهموم الى جدار رابض بجوارها وتغمض عينيها البائستين وهى تقول:"هوس زوجى بإنجاب ولد تملكه لدرجة الجنون، لاتزال ملامح وجهه عندما اخبره الطبيب بنوع المولود، وكلماته الساخطة: "خلى والدتك تدفع مصاريف المستشفى"، وهيئته وهو يجردنى من مصوغاتى ويطردنى في منتصف الليل حاملة ابنتى الرضيعة على كتفى، وتركه لى سنة ونصف فى بيت أهلي دون سؤال أو مال بعد إنجاب ابنتى الثانية تعصف بذهنى كل ليلة وتعتصرصدرى". تنفلت الدموع من عين الزوجة الثلاثينية وهى تتذكر هجر زوجها لها وزواجه من اخرى لانجاب "ولى العهد" حسب تعبيرها:"كنت أتعجب من موقفه، غيره يحمد الله أنه رزقه بطفل بعد زيجتين فاشلتين، ومع ذلك رضيت أن يتزوج بأخرى، لعله يبتعد عنى، ويتركنى أربى بناتى، وفعلا تزوج بأخرى في نصف عمره تقريبا، وهجرنى تماما، لكن سبحان الله فشل في الإنجاب منها بالطرق الطبيعية، فلجأ للحقن المجهرى، وأنجب الولد الذي طالما حلم به، لكن شاء القدر أن ينتقم منه، وضبط "ضرتى" بين احضان ابن شقيقته، ورغم ذلك سامحها وغض بصره عن خيانتها، لمجرد أنها أم الولد، بعدها عاد لى نادما وحكى لى ماحدث معه وطلب منى أن أعود له، بشرط ان نعيش في شقة مكونة من حجرة وصالة، رفضت عرضه، ورفعت قضية طلاق ودعوى نفقة، والمحكمة حكمت لى ب400 جنيه فقط، وحاليا رفع هودعوى لتخفيض نفقةالصغار". "كل ما اتمناه ان يتركنى احيا فى سلام مع بناتى، انا عايشة فى رعب بسبب محاولات المستميتة لاذيتى، فتارة يرسل لى رجالا تنتظرنى تحت مقر عملى لتعاكسنى أو تعرض على زواجا عرفيا، لدرجة أنى تركت عملى واحتجبت في بيتى ولم أعد أرى الشارع الا للضرورة، وتركت له شقتى رغم صدور حكم من المحكمة بتمكينى منها، لأنى خفت أن يؤجر "بلطجى" ليتهجم على، أنا وبناتى ليلا، بعد أن بنى جدار وقسم الشقة الى نصفين ولم يحاسبه أحد، حتى قسم الشرطة رفض إثبات الواقعة". بهذة الكلمات ختمت الزوجة الثلاثينية حكايتها.