سقطت ضحية اخطبوط الاحباط فأعطت نفسها لليأس عجزت عن العودة إلي انسانيتها التي ضاعت منها. صارت غريبة في بيتها وكلما حاولت العودة إلي العقل ضلت طريقها احتارت لم تترك سبيلا إلي قلبه إلا سلكته، لماذا كرهها كل هذا الكره ولماذا تزوجها بعد أن خطبها ولماذا يصر علي طردها من البيت بعد أن أصبحت صاحبة خمس سنوات .. لم تكن تحدث نفسها بذلك فقد تعبت من الكلام مع نفسها .. ولكن كانت صورة كبيرة تلاحقها وهي تنتظر دخولها إلي رئيس النيابة كانت تنوي أن تقول الحقيقة التي حملتها ثلاثة شهور دخلت نيابة الساحل وأمام أحمدمجدي البسيوني وكيل النيابة اعترفت انها قاتلة .. نعم قتلت "ضرتي" الزوجة الأولي لزوجي منذ شهور.. "فواكه" في الثلاثين من عمرها .. طويلة .. سمراء .. نحيفة .. كانت تجلس في تحفز ورغبة في الاعتراف التفصيلي تردد "أريد راحة ضميري" صورتها تفزعني ليلا .. فقد قتلت "صفية" وقد تم دفنها منذ ثلاثة شهور خرجت لها شهادة وفاة تؤكد وفاتها طبيعية بارادة الله .. ولكن "فواكه" تقول أنا القاتلة وبيدي نفذت الجريمة .. فقد كتمت انفاسها بيدي وايشارب كان معلقا في حجرة نوم "صفية قبل أن تسترسل فواكه" في اعترافها سألها وكيل النيابة .. هل أنت واعية لما تقولين؟. ردت في هدوء واطلب تسجيل كل كلمة انطق بها .. بعد اعترافها انتقلت قوة إلي منزل المبلغة "القاتلة" حتي تتأكد النيابة من صدق روايتها في منزل بسيط مكون من ثلاث حجرات وصالة كان رجل عجوز في السبعين من عمره يجلس يتناول الغداء مع أطفال صغار وبعض النساء عندما سأله رئيس المباحث هل تعرف "فواكه" رد في هدوء زوجتي الثانية .. سأله مرة ثانية وزوجتك الأولي "صفية" توفيت منذ ثلاثة شهور بسكتة قلبية .. هكذا قيل له لحظة دفنها وعندما سئل هل تم الكشف عليها نعم استخرج لها شهادة وفاة ولا اعرف الاجراءات "واكرام الميت دفنه" هكذا قال الزوج العجوز تم استخراج "الجثة" بإذن نيابة وتوقيع الكشف الطبي بعد تشريح الجثة لمعرفة سبب الوفاة وبدأ التحقيق مع "فواكه" قالت انها قريبة للزوجة الأولي"صفية" وكانت تعاملها كابنه لها .. ولأنها مدرسة إعدادي فقد كانت تذاكر للبنات السبع .. بنات "صفية" وشعرت بحزن وتعاسة البيت وعندما كانت تنفرد بالست "صفية" تحدثها عن رغبة زوجها في انجاب "ولد" .. حدثت أمي عن رغبة الست "صفية" في زيارتها ووافقت "أمي" وعلمت أن الست "صفية" طلبت منها أن تقنعني بالزواج من "عبدالله" زوج "صفية" لانجاب الولد .. فقد كان الحاج "عبدالله" رجلا ميسور الحال ولديه محل لعب أطفال وبيت في الساحل .. وأن "الست صفية" انجبت سبع بنات ووصلت لسن اليأس ولن تنجب بعد بلوغها الخمسين .. فكرت "فواكه" في الموضوع بعد إلحاح من أمها وانها ستكون سعيدة من هذا الزواج وبعد تفكير وافقت وتمت الخطوبة، وقام ببناء دور ثالث بالبيت وتم الزواج في فرح عائلي وتكمل فواكه، وعاملتني الست صفية معاملة طيبة كانت تخاف من غضبي وبناتها السبع كرهوني ولكن الست صفية كانت تحميني منهم وخلال عامين تزوجت ثلاث بنات وأنا لم أنجب خلال العامين ثم مر عام ثالث ولم تظهر علي علامات الحمل وشعرت أن زوجي مل وجودي بل كثرت اقامته لدي زوجته "صفية" بالدور الأرضي بعد أن شعر أنني لن أحقق له أمله في انجاب ولد .. تغيرت معاملة الست صفية بل كثرت المشاكل وشعرت أنه يحاول البعد عني وقلل من تردده علي بيتي .. وسمعته يعلن أنه سوف يطلقني بعد زواج دام خمس سنوات لم أنجب فيها سألته يوما أن يكتب لي شيئا من املاكه . طلبت منه أن يبيع لي الشقة التي أسكن بها "تمليك" اردت أن اطمئن لوجودي في حياته، بعد أن شعرب أن حياتي الزوجية مهددة .. ولكن زوجي رفض واخبرني أن "الست صفية" قررت أن أترك البيت وسوف يطلقني بعد عودته من المنصورة هو "الست صفية"، طار عقلي كيف يطردني ملت علي يده أقبلها اعترافا بجميله وأنني أحبه ولكنه تعلثم واضطرب وسألني أن اسامحه فهو لايستطيع أن يرفض رغبة زوجته الست "صفية" بأن اترك البيت وسوف يطلقني وضيق الخناق علي بأن طردني من البيت .. قابلت كلماته بهدوء وطلبت منه أن يؤجل طلاقي شهرا .. ووافق وفكرت في قتل الست "صفية" هي السبب في طلاقي .. ونفذت ما قررته وهي التي وضعت النهاية .. كانت نائمة وكتمت أنفاسها ولم تنكشف الجريمة وتم دفنها في هدوء وقرر زوجي التراجع عن طلاقي وطلب مني أن اسامحه وأن الست صفية هي السبب في طلب الطلاق.. ولكن منذ وفاتها وأنا أعيش في كابوس وخوف من مطاردتها لي في كل لحظة .. عذبني الصراع وعذبني انقسامي علي نفسي وشعرت بالاختناق وقررت الاعتراف حتي اريح نفسي وضميري وترتاح الست "صفية"!