وصف الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند العلاقات الفرنسية - الأسبانية بالنموذجية، مشيرا إلى أن مباحثاته اليوم بالإليزيه مع رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي تناولت مكافحة الإرهاب والمشروعات المشتركة في مجال النقل والطاقة. وأكد اولاند- في المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده اليوم الاثنين بقصر الاليزيه مع رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي- أنه بحث العلاقات الثنائية والتعاون المشترك في مجال النقل والطاقة، فضلا عن قضايا المناخ و السياسات الاقتصادية لدفع معدلات النمو في أوروبا. وأضاف أولاند أن هذا اللقاء كان فرصة لبحث عدة قضايا تهم البلدين وتحظى باهتمام دولي ومنها مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة وتجارة المخدرات. و فيما يتعلق بمكافحة التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها (داعش)، أكد أن هناك تعاونا استخباراتيا و تبادل معلومات مستمر بين البلدين. من ناحية أخرى، أكد أولاند أن هناك تعاون بين البلدين لمكافحة وباء إيبولا، مشيدا بإعلان رئيس الوزراء الإسباني عن توفير موارد و أطقم طبية لمساعدة المنظمات الإنسانية التي تكافح هذا الوباء. كما أكد أولاند أنه انطلاقا من العلاقات التاريخية التي تربط البلدين، لاسيما في المجال الثقافي، سيقوم ملك أسبانيا فيليب السادس بزيارة دولة إلى فرنسا في مارس المقبل لافتتاح معرض (فيلاسكيز) الذي ينظم للمرة الأولى في فرنسا. وأشار إلى أن هناك رغبة مشتركة لتقريب الشعبين الفرنسي والاسباني من خلال إنشاء شبكات نقل ومنها خط سكة حديد لربط البلدين يتيح قطع المسافة بينهما في خمس ساعات فقط، فضلا عن إقامة مشروعات لربط شبكات الغاز والكهرباء. وقال إن هناك تقدما تم إحرازه في أوروبا فيما يتعلق بالاستقرار والثقة التي تتمتع بها المصارف حاليا نتيجة تبدد المخاوف التي كانت تحيط بمنطقة اليورو قبل عامين. وشدد على أهمية دفع معدلات النمو والبطالة من خلال خطة الاستثمار التي تقدم بها جون كلود جونكر رئيس المفوضية الأوروبية والتي تقضي بتعبئة 315 مليار يورو من الاستثمارات لتحريك النمو و"إعادة أوروبا إلى العمل". وأضاف أنه ناقش مع ضيفه الإسباني الاستثمارات التي تستهدف الشباب في مجال التدريب والتشغيل. من ناحيته، أكد رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي أنه تناول مع الرئيس الفرنسي الأوضاع في ليبيا وضرورة اتخاذ قرارات سريعة في هذا الشأن وتشجيع الحوار بين مختلف الأطراف للحفاظ على وحدة و استقرار ليبيا. وأكد تطابق وجهات النظر بين البلدين فيما يتعلق بالأوضاع في مالي وأفريقيا الوسطى وسوريا و العراق، فضلا عن الجهود الدولية لمكافحة وباء ايبولا. وقال إن بلاده تدعم خطة "جونكر" لدفع معدلات النمو في أوروبا إلا أنها ترى أنه من الضروري الإسراع في تنفيذها عبر تدشين استثمارات جديدة في الشهور القادمة. وفيما يتعلق بمشروعات النقل و ربط شبكات الكهرباء و الغاز بين البلدين، أكد على ضرورة طلب تمويل لتلك المشروعات في إطار خطة رئيس المفوضية الأوروبية جون كلود جونكر. من ناحية أخرى أوضح أن بلاده نجحت في خفض معدلات البطالة في السنوات الاخيرة من خلال خلق 550 الف وظيفة جديدة في أسبانيا.