جامعة القاهرة احتضنت السياسة منذ عام 1935 يحتمي بها الرؤساء من "شبهات" السياسة شهدت 7 خطب لعبد الناصر وسار على نهجه السادات ومبارك مرسي يحلف اليمين في جامعة القاهرة و"أردوغان" يدين اسرائيل شيراك أول رئيس أجنبي يقف على منصتها أوباما يلقي يلقي خطاب البداية من تحت قبتها الرئيس عبد الفتاح السيسي يتخذ من جامعة القاهرة قبلة كما فعل سلفه، ويقف اليوم فوق منبرها ليخاطب المصريين، فهو خامس رئيس مصري والثامن على مستوى العالم اللذي يلقي كلمة من فوق منبر الجامعة التي تأسست عام 1908 تحت اسم جامعة فؤاد الأول. وعن علاقة الساسة بجامعة القاهرة، قال المؤرخ المصري الدكتور عاصم الدسوقي، إن ارتباط زعماء العالم بجامعة القاهرة و تعمدهم إلقاء كلماتهم تحت قبتها يعود تاريخه إلى سنة 1935، حيث شهدة الجامعة التظاهرات السياسية لأول مرة منذ نشأتها في 1908، وهو ما يؤكد الارتباط الوثيق بين جامعة القاهرة و الحدث السياسي. وأوضح "الدسوقي" في تصريحات خاصة ل"صدى البلد" إن طلاب جامعة القاهرة هم من ابتدعوا فكرة النشاط السياسي في مرحلة التلمذة، حيث شهدت تظاهرات على مدار تاريخها بداية من عام 35، ومرورا بعام 1946 و يناير 1952 ، فأصبح زعماء العالم حريصون على تخصيص الجامعة بخطبهم السياسية. وأشار إلى ان جامعة القاهرة كانت اول جامعة عربية في العالم العربي والشرق الأوسط كله، وكانت البلدان العربية تحرص على إرسال أبناءها للتخرج في جامعة فؤاد الأول – القاهرة- ليتلقوا علومهم باللغة العربية بدلا من أن ينالوا شهاداتهم من الجامعات الأوروبية أو الأمريكية – الفرنجة-، و عدد كبير من الساسة المعروفين تخرجوا فيها. و أكد إن الزعماء اللذين يتوجهون لإلقاء خطبهم فيها، يتوجهون إليها باعتبارها معقل العلم والسياسة معا، كما أنها تحمي الرؤساء من "الشبهات" و قذارة السياسة ، فعندما يلقي رئيس دولة كلمته من فوق منبر علمي، أفضل من أن يلقيها أمام البرلمان مثلا أو أي كيان سياسي آخر، قد يتم التشكيك في نوايا الرئيس و كلماته بعدها مباشرة. زعماء الأمة المصرية ألقى الرئيس جمال عبدالناصر نحو 26 خطاباً بجامعة القاهرة، منها 7 خطب بمناسبة عيد العلم، وخطب بمناسبة عيد الوحدة مع سوريا، وخطب بمناسبة افتتاح عدد من المؤتمرات من بينها مؤتمر الشباب مايو 1966، المؤتمر القومي للاتحاد الاشتراكي والاحتفال بالعيد ال16 للثورة عام 1968، وافتتاح مؤتمر الشعوب الإفريقية من جامعة القاهرة عام 1961، المؤتمر الوطني الفلسطيني 1965. ومن بعده ألقى الرئيس الراحل محمد أنور السادات خطابين من تحت قبة الجامعة. أما الرئيس الأسبق حسني مبارك فزارها مرتين إحداهما في العيد الماسي للجامعة، و تبعه الرئيس المعزول محمد مرسي حيث زارها بععد تقلده الحكم مباشرة. قبلة الغرب ثم الرئيس الفرنسي جاك شيراك، حيث كان أول رئيس أجنبي يخطب تحت القبة النحاسية في 8 أبريل عام 1996 أثناء مشاركته في افتتاح مستشفى قصر العيني الفرنساوي بالقاهرة، على هامش عقد مؤتمر "عدم الانحياز"، كما ألقى الرئيس الأمريكي باراك أوباما في الرابع من يونيو 2009 خطبةً سُمّيت "بداية جديدة"، في قاعة الاستقبال الكبرى في جامعة القاهرة، وكانت الخطبة وفاءً بوعد من أوباما أثناء حملته الانتخابية بأن يوجه رسالة إلى المسلمين من عاصمة إسلامية في أشهره الرئاسية الأولى. كما ألقى رئيس وزراء تركيا، رجب طيب أردوغان، خطاباً في جامعة القاهرة في نوفمبر من العام 2012، أكد فيه أن جرائم القتل اللاإنسانية التي تمارسها إسرائيل في غزة لابد أن تنتهي وتتم مساءلة مرتكبيها. وفي 30 يونيو من العام 2012 وتحت ذات القبة ألقى الرئيس المصري السابق محمد مرسي أول خطاب له تحدث خلاله عن ملامح بداية عهد الجمهورية الثانية في مصر. واليوم الأحد 28 سبتمبر يلقي الرئيس عبدالفتاح السيسي خطاباً سياسياً تحت قبة الجامعة، ليكون الرئيس الثامن الذي يلقي كلمة من داخلها بعد عبدالناصر والسادات ومبارك وشيراك وأردوغان ومرسي وأوباما. شهادة تقدير وكما كانت الجامعة منصة وقف أمامها زعماء العالم، كانت أيضا هي الجامعة التي كرمت كثير من الساسة، فقد كرم بقاعة لطفي السيد زعماء كبار حصل كثيرون منهم على درجة الدكتوراة الفخرية كان أولهم الملك فاروق الأول ومن بعده الدكتور محمد مصدق رئيس وزراء إيران وكوامي انكروما رئيس جمهوريةغانا، والفريق إبراهيم عبود رئيس السودان، ومحمد الخامس ملك المغرب، والحبيب بورقيبة رئيستونس، وشارل حلو رئيس لبنان، والرئيس الفرنسي الأسبق فاليري جسكار ديستان، والمناضل الأفريقي الراحل نيلسون مانديلا رئيس جنوب أفريقيا.