القبة "النحاسية" أو"قاعة الاحتفالات الكبرى"، بجامعة القاهرة، التي أسسها الملك فؤاد الأول في فبراير 1928، تم تشييدها على مساحة 3160 مترًا في العام 1935، وكانت شاهدة على العديد من الأحداث السياسية والفنية والاجتماعية المهمة فى تاريخ مصر الحديث. جمعت "القبة" الكثير من زعماء ورؤساء دول العالم، فكانت "جامعة" ومحطة رئيسة لمخاطبة الشعب المصري، والعالمين العربي والإسلامي، إضافة إلى كونها منبرًا لتوجيه الرسائل إلى العالم في كافة الاتجاهات.. وفي كل خطاب أو كلمة، كانت محط أنظار الشعوب والسياسيين والقادة. ارتبطت "القبة" الشهيرة بالعديد من المناسبات، فكان أبرزها "عيد العلم" الذي تحتفل به مصر سنويًا كل عام في 21 ديسمبر، "تاريخ افتتاح جامعة القاهرة عام 1908". اعتاد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر أن يلقي خطابًا سياسيًا سنويًا تحت القبة بمناسبة "عيد العلم"، كما زارها الرئيس الراحل أنور السادات مرتين، وألقى من داخلها خطابين، ثم زاراها الرئيس المخلوع حسني مبارك مرتين، إحداهما خلال احتفالات الجامعة بعيدها الماسي. ومن تحت القبة ذاتها، وفي 30 يونيو 2012، ألقى الرئيس المعزول محمد مرسي أول خطاب له، عقب حلف اليمين الدستورية أمام المحكمة الدستورية العليا كأول رئيس منتخب بعد ثورة 25 يناير. وسيشهد يوم28 سبتمبر 2014، أول زيارة للرئيس عبدالفتاح السيسي "خامس رئيس لمصر" يلقي خطابًا للأمة من داخل جامعة القاهرة وتحت قبتها، حيث سيقوم بتكريم 20 طالبًا متفوقًا من 20 جامعة حكومية، بعد أربعة أشهر من توليه الرئاسة. أبرز زعماء العالم حرصوا عند زيارتهم مصر أن يخاطبوا العالم العربي والإسلامي من تحت قبة جامعة القاهرة، أولهم كان الرئيس الفرنسي الراحل جاك شيراك، الذي يعد أول رئيس أجنبي يخطب تحت "القبة النحاسية" في 8 أبريل عام 1996 أثناء مشاركته في افتتاح مستشفى قصر العيني الفرنساوي بالقاهرة، على هامش عقد مؤتمر قمة "عدم الانحياز". كما ألقى الرئيس الأمريكي باراك أوباما في يونيو 2009 خطبة سُمّيت "بداية جديدة"، في قاعة الاستقبال الكبرى في جامعة القاهرة، وكانت الخطبة وفاءً بوعد من أوباما أثناء حملته الانتخابية بأن يوجه رسالة إلى المسلمين من عاصمة إسلامية في أشهره الرئاسية الأولى. وعندما زار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، "رئيس الحكومة التركية آنذاك" مصر، في نوفمبر 2012، حرص على إلقاء كلمة في جامعة القاهرة، ليهنىء الشعب المصري بعد ثورته على نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك. كما شهدت "القبة" قاعة الاحتفالات الكبرى بجامعة القاهرة، العديد من الأحداث الفنية، أبرزها ما أُطلق عليه في التاريخ الموسيقي المصري آنذاك "لقاء السحاب"، وهو أغنية "إنت عمري" التي جمعت لأول مرة بين صوت المطربة أم كلثوم وألحان الموسيقار محمد عبدالوهاب، وشدت بها أم كلثوم عام 1964 داخل هذه القاعة. تحت مظلة "القبة" العريقة تم تكريم العديد من الشخصيات العامة والزعماء والرؤساء، كما تم منح بعضهم الدكتوراه الفخرية، وكان أولهم الملك الراحل فاروق الأول عام 1939، ود. محمد مصدق رئيس وزراء إيران فى العام 1951، ورئيس جمهورية غانا الراحل كوامي أنكروما عام 1957، والحاكم الكمبودي نردوم سيهانوك في 1959، والرئيس السوداني إبراهيم عبود عام 1959، والعاهل المغربي محمد الخامس عام 1960، والملك الأفغاني محمد ظاهر شاه في 1960، ورئيس باكستان محمد أيوب خان عام 1960، وأخيرًا رئيس جنوب أفريقيا الراحل نيلسون مانديلا في العام 1990. وشهدت قاعة الاحتفالات الكبرى "قبة جامعة القاهرة" العديد من الأحداث الفنية، أبرزها ما أطلق عليه في التاريخ الموسيقي المصري "لقاء السحاب"، وهو أغنية "إنت عمري" التي جمعت لأول مرة بين صوت المطربة أم كلثوم وألحان الموسيقار محمد عبد الوهاب، وشدت بها كوكب الشرق عام 1964 داخل هذه القاعة. تاريخ عريق يرتبط بالقبة الحديدية "لجامعة القاهرة" المغطاة بالنحاس، والتي يصل قطرها ل46 مترًا وارتفاعها ل75 مترًا، ويصل وزنها إلى 2000 طن. قصة بناء قبة جامعة القاهرة تعود إلى عصر الملك فؤاد الأول في 7 فبراير 1928، حيث تم وضع حجر أساس مبنى إدارة الجامعة، وبعد الانتهاء من بناء حجرات الطابق الأرضي في يناير 1934، بدأ بعد ذلك بناء القبة، وتم الانتهاء منها في العام 1935، أما القبة التى تعلو المبنى فقد نفذها مهندسون بريطانيون تابعون لشركة "كوجاتين"، ولكنهم فشلوا في بنائها، حيث سقطت أكثر من مرة، وبعد ذلك قام أساتذة من كلية الهندسة في جامعة القاهرة بإعادة تصميم القبة من جديد، حيث استغرق العمل بها 3 سنوات.