مساء يوم 26 يوليو 1952 تحركت الباخرة ( المحروسة ) من ميناء الإسكندرية وهى تحمل آخر ورثة الخلافة العثمانيةفى مصر.. ومنذ 1517 وحتى يوم الخروج لم يترك ( عبد الناصر) (طربوش واحد فى مصر) !! لقد حملت الباخرة أبو و أبو أبو .. وجد جد اللي أتى (باوردغان ) نفسه !! وفى أوائل الستينات اكتشف ( عبد الناصر ) أثناء عرض الموازنة أن هناك بند عن ( الجزية ) لصالح الخلافة العثمانية مما جعله يستشاط غضبا وأسقط الجزية إلى الأبد. هذا هو السبب الرئيس الذى جعل ( اوردغان ) فى حالة من الهسترية الدائمة.. الرجل له الحق فى أن يغضب فقد فقد كل تاريخ أسلافه وأجداده منذ ( سليم الأول ) وحتى آخر خليفة عثماني.. من حق أردوغان أن يصاب بما هو فيه الآن.. لقد ترك الرجل رئاسة الوزراء حيث توجد السلطة الشعبية التركية التى تحكم. وأصبح رئيس للجمهورية التركية (مش مهم أن تكون له سلطات.. لكن المهم أن يرتدى ملابس الخلفاء العثمانين).. لقد أحدث أوردغان فى المنطقة ما لم يحدثة اى خليفة عثمانى من قبل.. لقد مرت الفصائل الإرهابية من بوابة اوردغان نفسه وتحت رعايتة وبتمويل وسلاح منه كى يعيد لقب أجداده.. لقد وقف أردوغان مع جماعة الإخوان فى مصر حتى يضمن المرور التجارى من البحر المتوسط إلى البحر الأحمر . كان هدف أردوغان أن تمنحه حكومة الاخوان ضفاف قناة السويس حتى يضمن لتركيا الوصول إلى بوابة الخليج ويستولى لنفسه على التجارة العالمية وفى بداية حكم الإخوان أودع أوردغان 2 مليار دولار عربون احتلال قناة السويس ومكافأة له على تأييده المطلق للجماعة.. وبالفعل قامت جماعة الإخوان بإعداد مشروع القانون.. جاءت عاصفة 30 يونيه لتطيح بجماعة الإخوان وبآخر ( طربوش ) من أعلى ساري فوق إسطنبول. ويصاب أوردغان بارتجاج فى المخ مما جعله يفكر دائما نحو الخلف!! هذا هو السر الحقيقي للحالة التى وصل إليها الخليفة العثماني وليس كما يردد عن الانقلاب.. ويعلم أردوغان أن الانقلاب الحقيقى قام به ( كمال أتا تورك ) عندما حطم الخلافة العثمانية.. والانقلاب الأكبر.. عندما انقلب أوردغان نفسه على ( كمال أتا تورك ) وحطم وعبث ( بالعلمانية ) حيث أفكار اتا تورك نفسه.. وقد أقسم أوردغان يمين الولاء للعلمانية. ولكنه انقلب عليها كى يعيد مرة أخرى الخلافة العثمانية.. أي أن أوردغان نفسه مدمن انقلابات حتى على نفسه هو !! لقد وافق أوردغان على قيام الدولة الإسلامية بالعراق و الشام ( داعش ) حتى يتمكن من بسط سلطاته عليها ويصبح هو الخليفة بدلا من (ابو بكر البغدادى) وما يحدث الآن بسوريا والعراق هو بداية حلم أوردغان بعد أن عاش كابوسا مما حدث له بعد سقوط حكم الإخوان فى مصر.. ما لم يعلمه أحد سوى المخابرات العالمية أن رجال أوردغان يشترون البترول المستخرج من سوريا لصالح (داعش) والدفع مقدما ونقدا.. بل وتقديم الغذاء والسلاح. هل تصدق شعوب العالم ذلك ؟؟ اسألوا أوردغان لقد قدمت له ( داعش ) 45 من الدبلوماسيين الأتراك الأسرى لديها دون مقابل!! وقدمت داعش نفسها رؤس الامريكان والإنجليز وكل الدول الأخرى مقطوعة من الجسد.. ما هو المقابل الذى دفعه أوردغان لعملائه من (داعش) !؟؟ وقف الرجل فى منصة الأممالمتحدة ليسمع العالم هزيانه نحو مصر وشعبها وقائد إنقاذها ومحرر وطنها ومحطم حلم أودغان فى الخلافة العثمانية !! أننى ذهبت فى التسعينات بدعوة من البرلمان التركى للاحتفال بمرور 75 عاما على إنشائه قابلت الرئيس التركى نفسه ورئيس الوزراء و قادة البرلمان وهم لا يعلمون أن هناك خليفة سوف يأتي من بعدهم ليحطم دولتهم. كنت فى ( قصر الوالدة ) وهو منزل أم الخديوي توفيق والسفارة المصرية الآن فى إسطنبول ذهبنا إلى حى شيده المصريون الأوائل سألت من هم !؟؟ كانت المفاجأة أن أجداد ( أوردغان ) قد مارسوا القرصنة على المصريين أثناء الاحتلال العثمانى وأثروا كل النوابغ المصرية من علماء وصناع ماهرة وأتوا بهم إلى هنا ليشيدوا الحضارة العثمانية.. هذا هو ما جعل الخليفة العثماني فى هذه الحالة فقد كان يحلم باسر نوابغ المصريين كى يعيد التاريخ إلى الوراء وبدنوا مجده.. ولكن جاءت الرياح بما لا يشتهي أوردغان !! لقد فقدت تركيا نهائيا حلمها التاريخى بعضوية الاتحاد الأوروبي، بعد أن اكتشف الأوروبيين أنهم أمام ( هتلر جديد ) ونازية تفوق ماتسبب للبشرية من الم فى القرن الماضي. إننا نبايع أوردغان الخليفة العثمانى فوق جبال الجماجم وانهار الدم الطويلة التى تسبب فيها وكل خليفة لايستحق أن يكون كذلك إلا بشاهدات عليا تعترف بها الدول والمدن التى اصبحت خرابات لتؤكد دموية هذا الخليفة الجديد..! إننا ندعو المنظمات الدولية التى تتحدث دائما عن حقوق الإنسان وعن جرائم الحرب أن تقدم ( أوردغان ) كمجرم حرب اعتدى على الشعوب والدول المجاورة وغيرها مما أدى إلى تدمير الكثير من المدن وقتل الملايين من أبنائها.. وهذا هو ما فعله النازيون.. ولكن الشعوب حاكمتهم وأعدمتهم فى ( نورامبيرج ) نحن الآن ننتظر محاكمة الخليفة العثماني بعد أن بايعناه كأشهر خليفة قتل من المسلمين!!