حثت روسيا الرئيس السوري بشار الاسد وخصومه يوم الاثنين على الموافقة على هدنة انسانية يومية في دعم لمبادرة من اللجنة الدولية للصليب الاحمر لعلاج الجرحى في الدولة التي يمزقها العنف. ودعت وزارة الخارجية الروسية دمشق والمعارضة المسلحة على الموافقة "دون تأخير على وقف يومي (للقتال) للاغراض الانسانية" بعد ان أجرى رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر جاكوب كيلينبرجر محادثات مع وزير الخارجية السوري سيرجي لافروف يوم الاثنين. ودعت موسكو ايضا الى السماح للجنة الدولية للصليب الاحمر بزيارة "الاشخاص الذين احتجزوا في سوريا لمشاركتهم في الاحتجاجات". وكانت اللجنة الدولية للصليب الاحمر وهي الوكالة الدولية الوحيدة التي تنشر عمال اغاثة في سوريا قد اقترحت يوم 21 فبراير شباط هدنة لمدة ساعتين يوميا للسماح باجلاء الجرحى وتقديم الاغذية والادوية والامدادات الحيوية الاخرى للمحتاجين. وقال كيلينبرجر انه ابلغ لافروف اليوم بأن الوضع اصبح أكثر "إلحاحا" وان من المحتمل حدوث تدهور في الوضع مما يجعل الحاجة الى هدنة يومية امر بالغ الاهمية. وقال كيلينبرجر في مقابلة اجرتها معه رويترز "لا يمكن أن تكون غير قادر على الدخول لاجلاء الجرحى عندما تكون أشد المعارك دائرة. نريد ايضا ان نقوم بأنشطة الحماية واعني بهذا حماية البعثات الطبية وهو ما يعني الوصول الى المعتقلين حتى يمكننا فحص حالاتهم وعلاجهم." وقال كيلينبرجر لرويترز ان لافروف "وافق بوضوح وكان مؤيدا" لفكرة وقف اطلاق النار. وقال رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر انه لم يتضح ما هي القنوات التي ستستخدمها روسيا للضغط على الاسد. وقال كيلينبرجر انه كي ينجح وقف اطلاق النار "أريد التزاما لا لبس فيه من جميع الاطراف المعنية. وليس لدي هذا الالتزام. اعني من جانب الحكومة وايضا من المعارضة المسلحة." واضاف ان الحكومة "تؤيده من حيث المبدأ لكن.. لن اعتبره التزاما صريحا." وبخصوص المعارضة قال كيلينبرجر انه تلقى ردا ايجابيا من الجيش السوري الحر لكنه لم يحصل على نفس التأييد من المجلس الوطني السوري وهو تنظيم شامل لجماعات معارضة في الخارج. وقال هشام حسن المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر لرويترز في جنيف ان اجتماع اللجنة مع لافروف عقد "في اطار اتصالاتها مع كل من يمكن ان يكون لهم تأثير ايجابي على عملها في سوريا. نأمل ان نرى نتائج ملموسة لمثل هذه الاتصالات على الارض في الايام أو الاسابيع القادمة." وجنبت روسيا الاسد الادانة في مجلس الامن بعدما استخدمت هي والصين مرتين حق النقض (الفيتو) ضد مشروعي قرارين ساندهما الغرب. وتواصل روسيا تسليم الاسلحة الى سوريا التي تعود علاقاتها بموسكو الى الحقبة السوفيتية وتحذر الدول الغربية والعربية من التدخل العسكري او السياسي في حين تعبر عن دعمها لجهود الاغاثة الانسانية الدولية. وفي عرض نادر للوحدة مع القوى الغربية انضمت روسيا والصين الى الدول الاخرى الاعضاء في مجلس الامن التابع للامم المتحدة في الاول من مارس اذار للتعبير عن "خيبة امل عميقة" ازاء رفض دمشق السماح لمسؤولة الشؤون الانسانية في الاممالمتحدة فاليري اموس بزيارة البلاد وقالتا انه يجب السماح لها بالزيارة فورا. وسمح لاموس منذ ذلك الحين بدخول سوريا وطالبت بعدم وضع العراقيل امام دخول المساعدات الانسانية الى المحتاجين. وحث لافروف سوريا على دعم جهود كوفي عنان المبعوث المشترك لجامعة الدول العربية والاممالمتحدة لاحلال السلام "دون تأخير" في تصريحات نشرت يوم السبت في نبرة حازمة على نحو غير مألوف مع حكومة الرئيس السوري. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الامريكية فيكتوريا نولاند ان دعم روسيا العلني لاقتراح الصليب الاحمر بوقف اطلاق النار يبعث الولاياتالمتحدة على التفاؤل.