قال موقع جلوبال ريسيرش البحثي،إنه بالنسبة للأمريكيين يجب العودة بالذاكرة إلى تفاصيل التاريخ القذرة لفهم ما يحدث بمنطقة الشرق الأوسط، فخلال فترة الخمسينات من القرن الماضي رفض الرئيس الأمريكي إيزنهاور ووزير خارجيته جون فوستر في ذلك الوقت، مقترحات معاهدة الاتحاد السوفيتي لمغادرة الشرق الأوسط، وخلق منطقة محايدة في الحرب الباردة، والسماح للعرب بحكم الجزيرة العربية، واتجهت واشنطن لشن حروب سرية ضد القومية العربية، خاصة حينما هدد العرب امتيازات النفط التي كانت تتحكم بها أمريكا. ويضيف الموقع، أن الولاياتالمتحدة حينها أرسلت مساعدات عسكرية للسعودية والأردن، بهدف نشر الأيديولوجيا التكفيرية بالمنطقة، لا سيما وأن هذا الفكر يعتبر أحد أعداء الماركسية السوفيتية. ويشير جلوبال ريسيرش، إلى أنه بين عامي 1932 و1948، تمت زراعة بذور الحرب الراهنة في العراق، بعد إنشاء خط أنابيب النفط من الموصل إلى حيفا، المعروف باسم خط أنابيب البحر المتوسط، وخط أنابيب النفط الخام من حقول النفط في كركوك بشمال العراق عن طريق الأردن إلى حيفا، ومن مدينة حيفا إلى أوروبا. ويلفت الموقع الكندي، إلى أنه تم بناء خط الأنابيب من قبل شركة نفط العراق بين عامي 1932، و1935، تحت الانتداب البريطاني، وكان خط من اثنين لنقل النفط من حقول كركوك إلى ساحل البحر المتوسط، واعتبرت الحكومة البريطانية مصافي حيفا ذات أهمية استراتيجية، فقدمت الكثير من الوقود للقوات البريطانية والأمريكية في البحر المتوسط خلال الحرب العالمية الثانية. ويوضح الموقع، أن خط الأنابيب كان هدفا للجماعات العربية خلال الثورة الكبرى، ونتيجة لذلك كان واحدا من الأهداف الرئيسية التي يتم استهدافها للتأثير على موقف بريطانيا في الحرب، وكان يتولى مهمة حماية هذا الخط الضابط البريطاني أوردي وينجت، لكن لاحقا تمت مهاجمة خط الأنابيب. ويضيف الموقع، أنه في عام 1948 مع اندلاع الحرب بين العرب والعصابات الصهيونية، رفضت الحكومة العراقية ضخ أي كميات نفط من خلال خط الأنابيب، ومع بداية حرب العراق عام 2003، طالبت الولاياتالمتحدة من تل أبيب ضخ النفط مرة أخرى إلى مصافي حيفا، وحينها كانت المكافأة التي منحتها الولاياتالمتحدة للكيان الصهيوني مقابل دعمها المطلق للغزو الأمريكي في العراق. ويشير الموقع البحثي، إلى أن تاريخ التدخل الغربي في سوريا مشابه للعراق، فدعمت المخابرات الأمريكية الانقلاب العسكري في سوريا عام 1949، وشجعته سرا، وفي عام 1945 أعلنت شركة النفط العربية الأمريكية "أرامكو" بناء خط أنابيب عبر البلاد العربية من السعودية إلى البحر المتوسط، وحصلت الشركة على حقوق البناء من لبنانوالأردن والسعودية، وتبقت سوريا وهي المعقل الوحيد لخط الأنابيب المربح، وكان يجب إدخال تكتل اليمين في البرلمان للموافقة على بناء الخط. ويوضح الموقع الكندي، أنه حتى عام 2009 الماضي، رفض الرئيس السوري بشار الأسد التوقيع على اتفاق مقترح مع قطر من شأنه تشغيل خط أنابيب من حقل بالشمال، متجاوزا حقل جنوب بارس الإيراني، من خلال السعودية والأردنوسوريا ومنها إلى تركيا، بهدف تزويد الأسواق الأوروبية. ويضيف جلوبال ريسيرش، أن الصراع استمر حتى عام 2011 مع بداية الأزمة في سوريا، فحينها أرادت السعودية والأمير بندر بن سلطان تحديدا، إزاحة الرئيس الأسد لتتمكن دولة قطر من نقل الغاز عبر سوريا إلى أوروبا وتنافس صادرات الغاز الروسية إلى أوروبا. ويؤكد الموقع، أنه على وجه التحديد ترغب تركيا والكيان الصهيوني والولاياتالمتحدةالأمريكية تدفق الغاز عبر سوريا، لذا يجب أن يكون في دمشق نظام موالٍ لهم، وهو الأمر الذي لا يتحقق سوى برحيل الأسد. وفيما يخص إيران، قال الموقع، إن الولاياتالمتحدةالأمريكية غيرت النظام في عام 1953، مما قاد إلى التطرف في البلاد بالمقام الأول، وبالتحديد قامت المخابرات المركزية الأمريكية بالإطاحة برئيس الوزراء المنتخب ديمقراطيا محمد مصدق، بعد أن أصدر قرار تأميم النفط الإيراني الخاضع لسيطرة شركة برتيش بترليوم وغيرها من شركات النفط الغربية، وبعدها دعمت واشنطن التفجيرات والعمليات الإرهابية في البلاد لإثارة غضب الشعب ضد رئيس الوزراء. واستكمل جلوبال ريسيرش تقريره قائلا: ومن إيران إلى ليبيا، لا يختلف الأمر كثيرا، فقد تدخلت الولاياتالمتحدة لإسقاط معمر القذافي، وشاركت في التدخل العسكري المباشر عام 2011 الماضي، وأكدت رسائل البريد الإليكتروني الصادرة من وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون، أن تغيير النظام في ليبيا كان سببه النفط.