أفادت تقارير إخبارية بأن تنظيم "داعش" الإرهابي يجني ما يقرب من 50 مليون دولار أمريكي شهريا من مبيعات النفط، مما يسمح لهذا التنظيم بالحفاظ على توسع سيطرته في مناطق واسعة من سوريا والعراق، ونقلت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية عن هذه التقارير أن مبيعات النفط هي أكبر مصدر مالي للتنظيم، الذي يتيح أمامه إعادة بناء البنية التحتية ومواصلة تمويل عناصره ومساعيه العسكرية. وأضافت أن داعش يبيع النفط الخام للمهربين بأسعار مخفضة تتراوح بين 10 و 35 دولارا للبرميل، أي أنه يعرض بسعر أقل عن السعر العالمي بحوالي 50 دولارا للبرميل، ومن ثم يقوم المهربون ببيعه للسماسرة في تركيا، وفي هذا السياق، قال موقع "جلوبال ريسيرش" البحثي إن تنظيم "داعش" الإرهابي يحصل على ملايين الدولارت كمصدر رئيسي للدخل من خلال خطوط أنابيب الغاز في سوريا، والتي تقوم تركيا بشرائه من التنظيم الإرهابي. ويوضح الموقع أن حملة القصف الأمريكي ضد داعش تتجنب قصف حقول النفط السورية التي يسيطير عليها داعش حتى الآن، وهذه النقطة تلفت النظر إلى الأسباب الحقيقية الخاصة بالحملة التي يقودها الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" ضد داعش، حيث رفضه لتدمير المصادر الرئيسية لدخل التنظيم. ويلفت الموقع إلى أن الطائرات والأقمار الصناعية يمكنهم رصد شاحنات النفط والغاز الخاصة بداعش خلال عبورها إلى تركيا، ولكن الولاياتالمتحدة تغض النظر عن هذه الشاحنات، فإذا أرادت واشنطن أن تقطع الدخل عن هذا التنظيم، لبدأت بقصف هذه الحقول منذ العام الماضي، وعطلت الإنتاج. ويوضح الموقع الكندي أن الحملة الروسية كانت أكثر فاعلية من الأمريكية، حيث وفرت غطاءً جويا يسمح بتقدم الجيش السوري على الأرض، ليحقق مكاسب ثابتة، وتحرير العديد من المناطق التي خضعت لسيطرة تنظيم داعش الإرهابي، وكسر الحصار عن مدينة حلب، ووفقا لمصدر عسكري سوري، تمكن الجيش من فك الحصار الذ دام أكثر من عامين. ويضيف "جلوبال ريسيرش" أن الولاياتالمتحدة تستهدف البنية التحتية لسوريا وليس داعش، حيث قبل أسابيع، هاجمت طائرات حربية أمريكية محطة للطاقة بمحافظة حلب، مما أدى إلى انقطاع الكهرباء عن حوالي 2.5 مليون نسمة، بالإضافة إلى استهداف مصنع يضم مدنيين، وليس مقاتلي داعش، ولكن وسائل الإعلام الغربية تجنبت الحديث عن هذا الهجوم. ويلفت الموقع إلى أن واشنطن أيضا قبل أيام استهدفت محطة لتوليد الكهرباء وتوزيع المحولات شرق حلب، وقد قال الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" إن الطائرات الحربية الأمريكية قصفت محطة توليد الكهرباء في حلب، لماذا فعلوا ذلك؟، وما هو المغزى؟، لا أحد يعرف. ويرى الموقع أن استهداف واشنطن للبنية التحتية لسوريا يعد جزء من استراتيجية واشنطن في كل الحروب، حيث تحول الدولة بطريقة ممنهجة إلى ركام، وإيذاء المدنيين، ويعتقد الموقع أن عدم مهاجمة واشنطن للحقول النفطية التي تسيطر عليها داعش، هو خطة ممنهجة خاصة بأغراض إرهابية، حيث تريد الإدارة الأمريكية حرمان الرئيس السوري "بشار الأسد" من السيطرة على حقول النفط، التي من المرجح أن تصبح ركاما قريبا.