اتخذت الكرة المصرية خطوات تطبيعية مع الكيان الصهيوني، سواء من خلال إطلاق تصريحات تطالب بالتطبيع مع إسرائيل، عن طريق خوض بعض المباريات الودية وإقامة بعض المعسكرات للطرفين في مصر أو فلسطينالمحتلة، أو من خلال التعامل المباشر بإبرام تعاقدات والدخول في مفاوضات. البداية جاءت من خلال عزمي مجاهد، المتحدث الرسمي باسم الاتحاد المصري لكرة القدم، الذي أكد في مداخلة هاتفية لبرنامج «كلام جرائد» الذي يذاع على قناة «العاصمة» أن: «مصر تقدمت بملف لتنظيم بطولة كأس العالم للشباب تحت 19 سنة، وليس معنى منافسة الكيان الصهيوني لنا الانسحاب من البطولة». وأضاف عضو الاتحاد المصري لكرة القدم: «هناك تبادل دبلوماسي مع إسرائيل، وفيه لاعبين مصريين لعبوا مباريات في تل أبيب، وفيه علاقة مع الصهاينة، ولازم نتكلم بوضوح ما فيش مشكلة مع الصهاينة أو اشتراكنا في الرياضة معها». وتابع: «افصلوا الرياضة عن السياسة. وطالما فيه تمثيل دبلوماسي ما عندناش مشكلة». واختتم: «أرى إن قطر أخطر من الكيان الصهيوني علينا». الخطوة الثانية في طريق التطبيع الرياضي مع الكيان الصهيوني جاءت عبر نادي الزمالك، الذي قام بالتعاقد مع المهاجم الزامبي إيمانويل مايوكا، الذي سبق له تمثيل فريق مكابي الصهيوني في الفترة من 2008 وحتى 2010، قبل الانتقال إلى صفوف فريق يونج بويز السويسري. وقدم مجلس إدارة نادي الزمالك، برئاسة مرتضى منصور، العديد من التنازلات؛ من أجل ضم اللاعب الزامبي، أولها التغاضي عن تاريخه وتواجده لمدة عامين مع الفريق الصهيوني، والثانية التفاوض مع وكيله الصهيوني نير كارين، والثالثة توقيع العقود باللغة العبرية قبل تغييرها مرة أخرى للغة الإنجليزية. وتساءل عدد كبير من نشطاء موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»: كيف يتعاقد رئيس نادي الزمالك مرتضى منصور، الذي يمثل جزءًا كبيرًا من الشعب المصري في البرلمان، مع لاعب سبق له اللعب في فريق مكابي الصهيوني؟ وكيف يتفاوض مع وكيل لاعبين صهيوني؟ الخطوة الثالثة في طريق التطبيع جاءت عن طريق القطب الثاني للكرة المصرية النادي الأهلي، الذي تعاقد مع المدرب الهولندي مارتن يول صاحب الأصول اليهودية. المدرب الهولندي سبق وأن قام بتدريب الثنائي المصري أحمد حسام «ميدو» لاعب الزمالك السابق، وحسام غالي قائد الأهلي الحالي، حينما كانا لاعبين في صفوف توتنهام هوتسبير الإنجليزي. ولا ينسى غالي أو الجماهير المصرية الواقعة الشهيرة بين قائد الأهلي والمدرب الهولندي، حينما قام الأول بإلقاء قميص الفريق في وجهه عقب تبديله في إحدى مباريات الدوري الإنجليزي. غالي خرج في أكثر من لقاء تليفزيوني، وأكد أن إلقاءه قميص توتنهام في وجه مارتن يول بسبب عنصريته ضد المسلمين، كاشفًا أن "نادي توتنهام يمتلكه رجل أعمال يهودي، ومارتن يول أيضًا يهودي، وما قام به معي خلال فترة تواجدي في السيبرز بتبديلي في كل مباراة يعود لعنصريته كرجل يهودي". المنظومة الكبرى في كرة القدم المصرية، والمتمثلة في قطبي الكرة المصرية والاتحاد المصري لكرة القدم، تنادي بالتطبيع مع الكيان الصهيوني، واتخذت بالفعل أولى الخطوات لذلك، فما رد الشارع الرياضي المصري خلال الأيام القليلة المقبلة على تلك الخطوات؟