موجة من الغضب اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي عقب الإعلان عن ترحيل الكاتب والصحفي المصري أحمد ناجي إلى السجن، أمس السبت، بعد الحكم عليه بالسجن لمدة سنتين بتهمة خدش الحياء العام، وعبر عن هذه الموجة الكتاب والمثقفون على حساباتهم على «فيسبوك» منتقدين محاكمة الفكر والخيال. بدأت القضية حين تقدم مواطن بشكوى رسمية العام الماضي بعد مرور عام على نشر فصل من رواية «استخدام الحياة» ل«أحمد ناجي» في جريدة «أخبار الأدب» أغسطس 2014، زعم فيها أن هذا الفصل تسبّب في خدش حيائه، وكان «ناجي» قد حصل على حكم سابقاً بالبراءة لكن النيابة استأنفت القرار، وصدر الحكم في الاستئناف أمس بحبسه عامين. علّق الشاعر والصحفي محمد خير على الخبر بحسابه على «فيسبوك» ب«دولة الفشل والبلطجة مصممة تجمع العار من جميع أطرافه»، بينما كتب الروائى إبراهيم عبد المجيد: «حبسوا أحمد ناجى عامين، عليه العوض فيكى يا مصر، ليه.. ليه.. ليه.. متضامن مع أحمد ناجى، متضامن مع الخيال، متضامن مع الأدب والأدباء، متضامن مع المستقبل، متضامن مع مصر، مش قادر أصدق إن إحنا وصلنا لكده». فيما اعتبر الناشر زياد إبراهيم، أن الحكم على أحمد ناجي بسبب كتاباته هو العبث ذاته؛ لأن محاكمة الخيال شيء واهي جداً فلا يمكن أن تكون دولة بحجم مصر تتصدر المراكز الأولى في البحث على جوجل عن مواقع إباحية يُخدش حياءها بسبب رواية، من باب أولى أن تتفرغ الدولة لمحاسبة ومحاكمة أمناء الشرطة الذين يقتلون أبناء البلد يوماً بعد الآخر، ويتحرشون بالنساء، ويتقاضون الرشوة في الشوارع، واصفاً حبس المفكرين بالعار. كما كتب الشاعر والصحفي إسلام حامد: «الحقيقة أنا مش متفاجيء بالحكم علي أحمد ناجي بسنتين سجن بسبب رواية كتبها، كل اللي بيحصل طبيعي في ظل عدم وجود دولة أصلا، ومستعد أسمع أسوأ من كده، وببساطه، النظام بيقول لنا هي هتمشي كده، عاجبك أهلا بيك قاعد علي جنب بتاكل عيش وحاطط جزمة في بقك، مش عاجبك سيبها وغور أو انتحر أو اكتئب أو ارفض وتقعد جنب ناجي وغيره في السجن، دي القواعد يا حضرات، يا تلعب يا تنسحب، ومافيش بطوله في بلد بتعظم الجبناء». أما الشاعر صلاح الراوي فعلّق، الدولة التي لا تريد مفكرين لا تكون دولة بالمعنى الحضاري لمفهوم الدولة، لكنها فقط كيان مشوّه وهذه الكيانات الشائهة نفسها تتباهى بأسماء المفكرين التي حاربت وجودهم وطاردتهم وربما قتلتهم مادياً أو معنويا، المفكرون خطر على أى كيان مستبد أو فاسد أو غبي وبين هذه الصفات صلات عميقة ومتينة. وأدان الناشر محمد هاشم، صاحب دار ميريت، الحكم، قائلًا: إذا لم يكن موقف الكتاب والأدباء والفنانين يوازى هذا الإرهاب الفاضح من الدولة فلننتظر المشانق للحرية والحالمين بها والمدافعين عنها غير مأسوف علينا أو عليها، ارفع صوتك، أحمد ناجى تالت عدوان بعد إسلام بحيرى وفاطمة ناعوت أيا كان خلافك أو اتفاقك معاهم، رقبتك هى الهدف، الصامت شريك فى الجريمة التى يرتكبها حليف السلفيين الدواعش، الذى يقاوم الإرهاب بحبس الكتاب، ويجدد الفكر الدينى بفتح منابر الأوقاف للخطابة والتجنيد السلفى، وفتح المسارح للوعاظ. فيما دعا هاشم، لعقد اجتماع في الساعة الرابعة مساء غد الاثنين مع المثقفين والأدباء والكتاب، لمناقشة الإجراءات اللازم اتخاذها تجاه حكم حبس الكاتب الشاب أحمد ناجي لمدة سنتين. ويهدف الاجتماع إلى الخروج بموقف موحد لجميع الأدباء والمثقفين، تعبيرًا منهم عن رفضهم التام لكبت حريات التعبير من خلال أحكام الحبس التي زادت بشكل ملحوظ مؤخرًا على المفكرين والأدباء، مثل إسلام بحيري، الكاتبة فاطمة ناعوت، والكاتب أحمد ناجي.