دشّن الكاتبان المصريان سامح قاسم وأحمد صوان والناشر زياد إبراهيم، مدير بيت الياسمين للنشر والتوزيع على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، حملة تحت عنوان "احرق عملك الإبداعي"، لتوجيه دعوة للمبدعين بتجميع نسخ من أعمالهم الإبداعية سواء كانت كتب أو صور فوتوغرافية أو لوحات فنية، وحرقها أمام مقر دار القضاء العالي في القاهرة، كخطوة رمزية احتجاجا على الحكم الصادر ضد الكاتب أحمد ناجي، ورئيس تحرير أخبار الأدب بالحبس لمدة عامين وغرامة 10 آلاف جنيه. وقال قاسم، صاحب الفكرة: "الموقف بأننا في بلد لا يقرأ، وفي الوقت نفسه فإن الدولة التي تشهد عمليات قتل يومية في الشوارع لمواطنين عاديين، وحالات اختفاء قسري، يتم فيها الحكم بالحبس على الكتاب ومنع كتبهم ومصادرتها في الكثير من الأحيان، بينما يتم تجاهل العديد من القضايا الحيوية التي تمس المواطن". وتابع: "لا اعتراض على أحكام القضاء، لكن في الوقت نفسه المهزلة تكمن في أن تتم إحالة المبدعين إلى القضاء، بينما يتم الإفراج عن من يدّمرون هذا البلد". وأوضح صوان، إن هناك الكثير ممن يعترض على ناجي وأسلوبه، لكن الأمر يتعلق بالفكرة والخيال، حيث نصّب البعض أنفسهم حماة لما يدّعون أنه الفضيلة بينما حياتهم الخاصة مليئة بما يبدو أمامه وصف ناجي أو غيره ضئيلاً، لا أحد يعترض على أفكار الآخرين إلا لو كان يريد غرس فكرة أخرى بعيدة عن الحرية؛ ربما كانت هذه المرة ذريعة أن ناجي يخدش الحياء، بينما يحققون هم للبرنامج البذيء الذي يقدمه محمد سعد أعلى نسب المشاهدة. وأضاف أنه من قبله تم حبس إسلام بحيري والتهديد بحبس فاطمة ناعوت لمجرد اختلاف أفكارهم عن السائد، المرة المقبلة ربما يكون ضحية الحسبة المجتمعية التي لا أساس لها قتيلا وليس سجينا. ومن جانبه قال الناشر زياد إبراهيم، إن الحكم على أحمد ناجي بسبب كتاباته هو العبث ذاته، لأن محاكمة الخيال شيئ واهي جدًا، فلا يمكن أن تكون دولة بحجم مصر تتصدر المراكز الأولى في البحث على جوجل عن مواقع إباحية يُخدش حياءها بسبب رواية، مضيفا أن من باب أولى أن تتفرغ الدولة لمحاسبة ومحاكمة أمناء الشرطة الذين يقتلون ابناء البلد يومًا بعد الآخر، ويتحرشون بالنساء، ويتقاضون الرشوة في الشوارع، واصفًا حبس المفكرين بالعار. يذكر أن محكمة جنح بولاق أبو العلا قررت حبس الكاتب الصحفي والروائي أحمد ناجي سنتين وغرامة مالية 10 آلاف جنية، لطارق الطاهر رئيس تحرير جريدة أخبار الأدب، وذلك في القضية رقم 9292 جنح بولاق أبو العلا، التي تتهم ناجي بتهمة خدش الحياء العام لنشره فصلًا من روايته "استخدام الحياة" في عدد مجلة أخبار الأدب.