لا يزال الفقر وقلة الطاقة عقبات تعرقل التنمية الاجتماعية والاقتصادية في القارة الإفريقية بشكل عام، لاسيما أن أكثر من نصف سكان القارة لا يحصلون على الكهرباء بشكل منتظم. عقد عدد من وزراء الطاقة بالقارة ومجموعة مستثمرين قمة في الفترة من 27 29 يناير الماضي بالعاصمة واشنطن، لتعزيز قوة إفريقيا ومناقشة استراتيجيات قطاع الطاقة بالقارة، الأمر الذي يدعو للتساؤل، هل يمكن أن تساعد تلك القمة إفريقيا في تحقيق قفزة نحو تكنولوجيات نظيفة وبأسعار معقولة؟ وفي هذا السياق، يقول موقع أوول أفريكا: إن القفزة الممكنة تتمثل في استخدام الرياح وتقنيات الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء كنموذج جديد يبرز الصورة الصحية للطاقة النظيفة منخفضة الكربون، كما أنها فعالة من حيث التكلفة وتعد نموذجًا فريدًا يناسب القارة الإفريقية. وأظهرت دراسة حديثة أعدتها الوكالة الدولية للطاقة المتجددة أن ما لا يقل عن ثلثي البلدان في شرق، وجنوب إفريقيا لديهم ما يكفي من طاقة الرياح وإمكانيات الطاقة الشمسية لتلبية احتياجاتهم بالكامل المتوقعة لعام 2030، ووثقت دراسات أخرى إمكانيات مماثلة لغرب إفريقيا. ويضيف أوول أفريكا أن العديد من البلدان حولت تركيزها بالفعل نحو مصادر الطاقة المتجددة، مشيرًا إلى أن الصين تثبت نجاح التجربة، حيث استخدمت أكبر كمية في العالم من طاقة الرياح والطاقة الشمسية خلال عام 2014، كما تستهدف الهند توليد 100 جيجاوات من الخلايا الكهروضوئية الشمسية بحلول عام 2020. وأوضح الموقع أن القارة أظهرت بالفعل علامات على حدوث التقدم في جنوب إفريقيا، وأصبحت الرياح والطاقة الشمسية الخيارات الأقل تكلفة لمشاريع توليد الطاقة، حيث خلال السنوات القليلة الماضية، أصبحت الرياح ومشاريع الطاقة الشمسية عطاءات تنافسية على الإنترنت في جنوب إفريقيا، وخففت هذه المشاريع ليس فقط من أزمة الطاقة في البلاد، لكن نظرًا لتكلفتها المنخفضة، وفرت أيضًا المال الكثير على المستهلكين. على الرغم من اعتبار الرياح والطاقة الشمسية أكثر عرضة لتحمل مخاطر أقل من حيث الجيولوجية والسياسية والاقتصاد والمناخ، على عكس استخدام الفحم والطاقة الناجمة عن السدود المائية إلّا أنه يمكن نشر الطاقة النظيفة بسرعة، خاصة أن مشاريع طاقة الرياح والطاقة الشمسية، تعتبر تجربة متوسطة التكاليف تترواح من 2% إلى 8%، مقارنة مع تكاليف مرتفعة تصل إلى أكثر من 71% للطاقة المائية، و120% لمحطات الطاقة النووية، و13% للطاقة الحرارية الخاصة بتوليد الكهرباء، مما يعني أن الرياح والطاقة الشمسية مربحة كثيرًا بالنسبة لقارة تعاني من ضائقة مالية.