أصدرت المنظمة المصرية لحقوق الإنسان تقريرها السادس بشأن التغطية الإعلامية للساحة السياسية والانتخابات خلال شهر ديسمبر الماضي، والذي يتناول بالرصد والتحليل الكمي والكيفي لبعض وسائل الإعلام المصرية هي صحف “الأهرام” و”الأخبار” و”المصري اليوم” و”الشروق” و”الوفد”، بالإضافة إلى بعض المواقع الإليكترونية مثل “اليوم السابع” و”مصراوي” و”بوابة الأهرام” و”البديل”، وبعض البرامج الحوارية هي “بلدنا بالمصري” و”العاشرة مساء”. وأوضح التقرير الصادر اليوم انحياز “الجرائد المملوكة” للدولة لنشر أخبار التيارات الإسلامية علي صفحاتها، حيث انحازت “جريدة الأهرام” لنشر أخبار الإخوان والسلفيين، ولكن اختلف هذا الانحياز نسبياً بعد نتائج المرحلتين الأولى والثانية، حيث بدأت الأخبار والتقارير عن “التخوف” من التيارات الدينية تظهر على صفحات الأهرام. أما “صحيفة الأخبار” فكانت للتيارات الإسلامية أيضا نصيب الأسد من التغطية بها، بعدما ركزت في كثير من الأحيان على الإخوان باعتبارهم الوجه المعتدل للدين مقابل التشدد السلفي. في المقابل قامت بتشويه المنظمات غير الحكومية عبر نقل الاتهامات الموجهة لها وتسريبات نقلا عن “مصادر قضائية” و”مصادر مطلعة”، وغيرها من المصادر غير المحددة. وأضاف التقرير أن الصحف الخاصة والحزبية “انشغلت بالدعاية الانتخابية للتيار الذي يمثلهم” فصحيفة “المصري اليوم” اهتمت من خلال الدعاية غير المباشرة للتيار الليبرالي الذي تمثله والدعاية المضادة للمنافسين وخاصة جماعة الإخوان المسلمين وحزبها “الحرية والعدالة”، وأيضا التيار السلفي وأحزابه التي يأتي حزب “النور” على رأسها. أما بالنسبة “لصحيفة الوفد” كان التركيز علي قيادات الحزب ومن بينهم السيد البدوي الذي أفردت له على سبيل المثال صفحة كاملة يوم 19 ديسمبر لتغطية كلمته في مؤتمر انتخابي دون اهتمام بباقي المشاركين في المؤتمر. فيما اهتمت “صحيفة الشروق” بأحداث الشهر الماضي، وهي قمع متظاهري مجلس الوزراء، ونقل وجهة نظر المجلس العسكري في الأحداث الجارية. وأكد التقرير اهتمام “المواقع الإخبارية ” بالتركيز على الفلول المتقدمين للانتخابات والتأكيد على تعريفهم بالاسم وبمكان ودائرة الترشح ومن يدعمهم أو يتحالف معهم. وأضاف أنه في تغطية موقع “اليوم السابع” للانتخابات ظهرت الخلافات قوية من خلال العناوين من نوعية “حرب الشائعات بين الكتلة والإخوان بحدائق القبة”, فيما ركزت تغطية” موقع مصراوي” على التصريحات المثيرة للجدل والخلافية التي يمكن من خلالها إثارة قضايا للنقاش وكشف هذا الطرف أو ذاك بناء على تصريحات المنتمين له, كما تابع الموقع أحداث مجلس ا لوزراء وبعد الحياد في البداية، وأخذ موقفا أقرب لمساندة المتظاهرين في مواجهة المجلس العسكري. فيما أكد التقرير استمرار انحياز موقع ” البديل ” للمتظاهرين ضد تجاوزات المجلس العسكري الذي استخدم جنود الجيش للاعتداء على المتظاهرين خلال الشهر الماضي، وتابع أولا بأول تطورات الأحداث، على الأرض وفرد مساحات لردود المتظاهرين على ما يقوله المجلس العسكري. وأضاف أنه بالنسبة للانتخابات فقد حرص الموقع على متابعة العملية الانتخابية، وكانت المساحة الأكبر للتيارات الإسلامية التي فازت بالأغلبية في الانتخابات، وفي نقله لأخبار التجاوزات الانتخابية، حرص على نقل كل الاتهامات الموجهة لكل الأطراف، بناء على تقارير مختلفة من المنظمات التي تراقب العملية الانتخابية. وبالنسبة للبرامج محل الرصد, قال التقرير إن “العاشرة مساء” حاول أن يكون محايدا، إلا أن بعض الحلقات التي ناقشت الانتخابات، خرجت منحازة ولو نسبيا، وكان الإنحياز العام- نسبيا وبطريقة غير مباشرة- للتيارات المدنية في مواجهة التيارات الدينية وخاصة السلفيين. أما “برنامج بلدنا بالمصري”، فقد حاول قدر الإمكان تقديم أكثر من تيار سياسي خلال الفترات التي لا تشهد انتخابات كي لا يخترق الصمت الانتخابي، إلا أن الأحداث في مجلس الوزراء بخلاف فترات الصمت عرقلت الفقرة التي كان يقدمها البرنامج في السابق، فلم تظهر توجهات سياسية بعينها، رغم بعض انتقادات للتيارات الدينية واستغلال الدين. فيما حاول “برنامج مباشر من مصر” التركيز على الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة خلال متابعته لأخبار الانتخابات.