ب«138 ألف تابلت و5737 فصل».. «التعليم» تكشف جهود تطوير التعليم بسيناء ومدن القناة    شيخ الطرق الصوفية ومحافظ الغربية يناقشان الاستعدادات النهائية لمولد السيد البدوي    رهبنة مار فرنسيس للعلمانيّين في لبنان... منتسِبة تروي اختبارها الروحانيّ    أعضاء «العدل» يتوافدون على مقرات الحزب بالمحافظات للمشاركة في انتخابات الهيئة العليا    محافظ الوادي الجديد: إنشاء محطة عملاقة لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية    قبل أن تشتري سيارة عبر الإنترنت.. نصائح مهمة لا تتجاهلها    محافظ القاهرة يناشد المواطنين بالاستفادة من خدمات مبادرة بداية    المبادرة الرئاسية «حياة كريمة».. رؤية شاملة للتنمية المستدامة وإشادة دولية    التموين ل المواطنين: مخزون السلع آمن وطرح المنتجات بأسعار مخفضة    غارات إسرائيلية تستهدف الضاحية الجنوبية لبيروت وعدد من المناطق في جنوب لبنان وشرقه    الكرملين: بوتين منفتح على الحوار مع بايدن لكن لا خطط لعقد محادثات بينهما    استشهاد 4 مسعفين بغارة على الهيئة الصحية قرب مستشفى مرجعيون جنوب لبنان    أول قرار من النادي الأهلي بعد تصريحات قندوسي الصادمة    الشوط الأول.. الأهلي يتقدم على الزمالك في أول قمة تاريخية لكرة القدم النسائية المصرية    حكاية "مينا" مع لصوص الزاوية.. قصة ممرض المنيا تشعل السوشيال ميديا    القومي للسينما يعرض فيلم "المحارب أحمد بدوي" بالمجلس الأعلي للثقافة    فريد شوقي سبب عشقي للسينما.. الناقد مهدي عباس بندوة تكريمه بمهرجان الإسكندرية    واعظ بالأزهر: الله ذم الإسراف والتبذير في كثير من آيات القرآن الكريم    جيفرسون كوستا: أسعى لحجز مكان مع الفريق الأول للزمالك.. والتأقلم في مصر سهل    باحث سياسي: الاحتلال الإسرائيلي عاجز عن دخول لبنان بريا    مصرع شاب في تصادم دراجة نارية وتوكتوك بالغربية    وزير الاتصالات يلتقي مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للتكنولوجيا    "المرصد العربي" يناقش إطلاق مؤتمر سنوي وجائزة عربية في مجال حقوق الإنسان    وزارة الثقافة تحتفي بنصر أكتوبر على مسرح البالون    تامر حسني وابنه يظهران بالجلابية البيضاء: «كنا بنصلي الجمعة»    ب«إهداء 350 كتابًا».. جامعة القاهرة تبحث مع «النشر للشعب الصيني» مجالات الترجمة وتبادل الثقافات    مباشر دوري السيدات - الزمالك (0)-(0) الأهلي.. فرصة خطيرة    منظمة الصحة العالمية تحذر من خطر انتشار فيروس ماربورغ القاتل    سلوت: اسألوني عن عقد صلاح بعد التوقف الدولي    نائب وزير الصحة: الدولة مهتمة بتعظيم الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين    خبير: بعض اتهامات القرصنة بين أمريكا والصين غرضها «الدفاع»    انطلاق القافلة الدعوية المشتركة بين الأزهر والأوقاف والإفتاء بشمال سيناء    الإسكان: إزالة مخالفات بناء وظواهر عشوائية بمدن جديدة - صور    عادل حمودة: أحمد زكي كان يندمج في التمثيل إلى درجة المرض النفسي    عاجل.. أول رد من الأهلي على عقوبات مباراة بيراميدز.. طلب خاص لاتحاد الكرة    أذكار يوم الجمعة.. كلمات مستحبة احرص على ترديدها في هذا اليوم    السيطرة على حريق بخط غاز زاوية الناعورة بالمنوفية    بالصور- ضبط 4.5 طن لحوم ودواجن فاسدة بالمنوفية    حملة للتبرع بالدم في مديرية أمن البحر الأحمر لإنقاذ حياة المرضى    ضمن «حياة كريمة».. فحص 1703 مواطنين في قافلة طبية ببني سويف    فحص 1703 مواطنين في قافلة طبية ببني سويف    الاستعلام عن حالة فتاة سقطت من شرفة منزلها بأكتوبر.. وأسرتها: اختل توازنها    في يوم الابتسامة العالمي.. 5 أبراج تحظى بابتسامة عريضة ومتفائلة للحياة    جيش الاحتلال يصدر أوامر إخلاء عاجلة لسكان 20 قرية في جنوب لبنان    «وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ».. موضوع خطبة الجمعة اليوم    تحقيق عاجل في مصرع وإصابة 7 في انقلاب سيارة ميكروباص بطريق مصر إسكندرية الصحراوي    اللجنة الأولمبية الجزائرية: ما يحدث مع إيمان خليف حملة ممنهجة    «الأوقاف» تفتتح 25 مسجدًا في عدد من المحافظات اليوم    الأنبا عمانوئيل يهنئ رئيس الجمهورية وقيادات الدولة بذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة    هيئة الأرصاد تكشف عن موعد بدء فصل الشتاء 2024 (فيديو)    حقيقة نفاد تذاكر حفلات الدورة 32 من مهرجان الموسيقى العربية.. رئيس الأوبرا ترد؟    أسعار الفراخ البيضاء في بورصة الدواجن اليوم الجمعة 4-10-2024    لازم يتجوز.. القندوسي يوجه رسائل إلى كهربا لاعب الأهلي (فيديو)    هل يجوز الدعاء للزواج بشخص معين؟ أمين الفتوى يجيب    دعاء أول فجر في ربيع الثاني.. «اللهم بارك لنا في أعمارنا»    حقيقة اغتيال هاشم صفي الدين    نائب مدير الأكاديمية العسكرية: نجحنا في إعداد مقاتل بحري على أعلى مستوى    خروج عربة ترام عن القضبان في الإسكندرية.. وشهود عيان يكشفون مفاجأة (فيديو وصور)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«تفجيرات باريس».. استغلال أمريكي وغزو غربي وتحريض ضد المسلمين واللاجئين
نشر في البديل يوم 17 - 11 - 2015


تقرير: محمود علي وهدير محمود
لم تتوقف تداعيات التفجيرات التي شهدتها العاصمة الفرنسية خلال الأسبوع الماضي، عند باريس فقط، بل امتدت لتطال الكثير من الملفات والأزمات الدولية والإقليمية، بدءا من انتخابات الرئاسة الأمريكية، مرورا بتأثير التفجيرات على اللاجئين والمسلمين في أوروبا، فضلا عن انعكاسات الحادث على الوضع في سوريا ومنطقة الشرق الأوسط.
على جثث «تفجيرات باريس».. مرشحو الرئاسة الأمريكية يتنافسون
في الوقت الذي شهدت فيه فرنسا أحداثا إرهابية دامية، لم تشهدها منذ فترة طويلة، كانت لهذه الأحداث انعكاسات على كافة المشاهد الدولية والصراعات الإقليمية، فواشنطن التي سارعت رسميًا بإدانة هذه الهجمات الإرهابية عبر رئيسها "باراك أوباما"، واصفا هذه الهجمات بالاعتداء على الإنسانية جمعاء، كانت لها نصيبا آخر من الانعكاسات، حيث استغل أغلب المرشحين في انتخابات الرئاسة الأمريكية هذا الحادث للتعبير عن وجهة نظرهم في التعامل مع التنظيمات الإرهابية.
وفي استغلال واضح لأحداث باريس التي ضربتها الجمعة الماضية، ركز المرشحون على ما حدث في فرنسا، مطالبين بالقضاء على التطرف، وذلك في محاولة منهم لكسب مزيد من أصوات الاقتراع، لاعبين على نغمة التهديد وضرورة التوحد في وجه الخطر.
كان من بين هؤلاء المرشح الجمهوري "بن كارسون" الذي لم يفوت الفرصة، على نفسه لتوبيخ الرئيس الأمريكي باراك أوباما، فخرج عقب الانفجارات، وأكد أن معلوماته عن الإرهاب أفضل من التي حصل عليها البيت الأبيض، منتقدًا أداء "أوباما" خلال الفترة الأخيرة، وقال المرشح المحتمل للرئاسة الأمريكية لعام 2016 خلال مؤتمر صحفي: هناك بعض المتعطشين لدماء الأبرياء الذين يحاولون نشر فلسفتهم وإرادتهم عبر هذا العالم، ويجب علينا مضاعفة جهودنا وإصرارنا على مقاومة هؤلاء والتخلص من هذا النوع من الكراهية، ويعتبر "بن كارسون" أكثر المرشحين الأمريكيين تطرفًا في تعقيبه على حاث فرنسا، إذا طالب بطرد اللاجئين السوريين والقادمين من الشرق الأوسط، وعدم استقبال أي لاجئ بدعوى أنهم تسببوا في مثل هذه الكارثة.
المرشحة الديموقراطية للانتخابات الرئاسية 2016 هيلاري كلينتون لم تفوت الفرصة لتؤكد أنها الأجدر والأحق بأن تكون رئيسة أمريكا في الفترة المقبلة، قائلة: صلواتنا مع الشعب الفرنسي الليلة، وأضافت "كلينتون": علينا أن نقف جنبا إلى جنب في كل خطوة من الطريق مع فرنسا وحلفائنا حول العالم لشن وكسب المعركة ضد الإرهاب والتطرف العنيف، كما دعت كلينتون إلى تفتيش دقيق للاجئين الذين تقبلهم الولايات المتحدة.
وفي مناظرة للمرشحين الديموقراطيين لانتخابات الرئاسية الأمريكية، لم تدع هيلاري كلينتون العالم إلى الاتحاد للقضاء على الفكر المتشدد، بل قالت: علينا أن نكون مصممين على توحيد العالم والقضاء على الفكر المتشدد الذي يحرك تنظيمات مثل الدولة الإسلامية، التنظيم الإرهابي العنيف والهمجي وعديم الرحمة، منوهة إلى أن الانتخابات الأمريكية لا ترتبط بانتخاب رئيس فحسب، بل كذلك باختيار قائد أعلى للقوات المسلحة.
منافس كلينتون الأبرز الاشتراكي الديموقراطي بيرني ساندرز رد عليها بأن الولايات المتحدة تتحمل جزءا من المسئولية عن ولادة تنظيم داعش، لأنها اجتاحت العراق في 2003، وكانت كلينتون صوتت يومها في الكونجرس لصالح السماح للرئيس جورج بوش الابن باستخدام القوة العسكرية ضد نظام صدام حسين، وقال ساندرز: الاجتياح الكارثي للعراق والذي عارضته بشدة زعزع بالكامل استقرار المنطقة وأدى إلى صعود تنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية.
هل «تفجيرات باريس» إعادة لسيناريو 11 سبتمبر بعد دمار العراق وأفغانستان؟
رأي الكثير من المحللين والسياسيين أن ما شهدته فرنسا من أحداث إرهابية الأسبوع الماضي يشبه كثيرًا أحداث 11 سبتمبر في أمريكا، محذرين من عواقبها الوخيمة على منطقة الشرق الأوسط، فبعدما استغلت أمريكا الأحداث الإرهابية التي ضربتها في بداية القرن ال21، للتدخل في شئون الشرق الأوسط بحجة محاربة الإرهاب، وحشدها للدول الأوروبية الحليفة والمجتمع الدولي للتدخل في العراق وأفغانستان، حذر الكثير من أن أحداث 13 نوفمبر في فرنسا قد تكون محاولة لإعادة نفس السيناريو لتشريع غزو دول أخرى في المنطقة.
ويؤكد المحللون أنه مثلما اتخذ الغرب أحداث 11 سبتمبر لغزو العراق، سيوظف تفجيرات فرنسا كنقطة انطلاق، لتنفيذ تدخلات عسكرية خلال الفترة المقبلة في دول إسلامية وعربية أخرى، كما ستكون حجة لمدعي الإسلام فوبيا بالتضييق أكثر على المسلمين والعرب في الدول الأوروبية.
ما يعزز هذه الاحتمالات، ما أشارت له صحف أمريكية بعد يوما واحدا من الحادث، ففي يوم السبت نشرت صحيفة "فورين بوليسي" الأمريكية تقريرًا لها تعليقًا على حادث أكدت فيه أن دول حلف الناتو استخدمت القوة الناعمة في وقت طويل خلال الفترة السابقة، إلا أن الهجمات الأخيرة في باريس تثبت أن هذه القوة أصبحت نظرية متأخرة للقضاء على داعش في الشرق الأوسط، وأضافت الصحيفة أن الحكومة الفرنسية تستعد لاستجابة عسكرية محتملة، لحلفاء فرنسا العسكريين في حلف الشمال الأطلسي – بما في ذلك الولايات المتحدة – مؤكدة أنه سيكون من الحكمة أن تستوجب لذلك في ضوء حقوقها بأن تستعين بحلف شمال الأطلسي، للعب دور هام في التنظيم لعمل عسكري كبير ضد التنظيمات الإرهابية التي تزعزع استقرار فرنسا، على حد قولها.
واستعرضت الصحيفة المادة الخامسة من معاهده تأسيس حلف الشمال الأطلسي، موضحة أنه يحق لفرنسا أن تطلب هذا الأمر من الدول الأعضاء في المعاهدة والتي تنص على أن يتفق الأطراف على أي هجوم مسلح ضد واحد أو أكثر منهما في أوروبا أو أمريكا الشمالية يعتبر هجوما ضد كل منهم، وبالتالي فإنهم يتفقون على أنه إذا حدث مثل هذا الهجوم المسلح، فكل واحد منهم له الحق، في ممارسة حق الدفاع عن النفس الفردي أو الجماعي المعترف به بموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، ومن الجدير بالذكر أن البلد الوحيد الذي استخدم المادة الخامسة في وقت مضى هي الولايات المتحدة بعد هجمات 11 سبتمبر عام 2001.
وأكدت الصحيفة في معرض حديثها أنه إذا كانت فرنسا ترغب في أن تصبح ثاني دولة من هذا القبيل، فإن الخطوة الأولى تتمثل في الدعوة لمشاورات المادة 4، الذي يتطلب عقد سفراء 28 دولة، اجتماعات مناقشة الوضع وتقرر على إثره مسار العمل، مؤكدة أنه حدث مؤخرًا في عام 2014، عندما طلبت تركيا اجتماعا بعد هجمات داعش عليها، وأشارت الصحيفة إلى أنه إذا عقد اجتماع وهو شيء مرجح بالمادة 4 في العاصمة البلجيكية بروكسل، سيخلص إلى أن هناك مجازر في باريس حصلت في الأحداث الأخيرة، مضيفة أنه سينبغي على الزعماء أن ينظروا في الهجوم الأخير بموجب المادة 5، ومن شأن ذلك أن يكون مناسبا تماما على افتراض أن داعش هي في الواقع المسئول عنها.
ويقول مراقبون إن السلطات الفرنسية كانت تعلم مسبقًا أن هناك تهديدًا إرهابيًا محتملا سيضرب باريس في هذا التوقيت، وهو الأمر الذي عززه البعض بكثرة الإجراءات الأمنية التي شهدتها باريس خلال الأيام القليلة الماضية، إلا أن محللون ربطوا هذا الحادث وتداعيته وعواقبه المتوقعة ب 11 سبتمبر 2001، والتي استهدفت برجي التجارة العالميين في نيويورك، مؤكدين أن هذه الحوادث تساهم بما لا يدع مجالًا للشك في نشر الكراهية ضد الإسلام وتؤدي إلى الخلط بين مفهوم الإرهاب والإسلام، حيث تم على أساسه اجتياح أفغانستان في 7 أكتوبر 2001 ثم العراق 2003 في حرب أتت على الأخضر واليابس، بحجة محاربة الإرهاب وتنظيم القاعدة، واليوم بعد مقتل أكثر من 160 قتيلًا في فرنسا، قد يتكرر السيناريو في سوريا بحسب صحيفة فورين بوليسي التي يؤكد مضمون تقريرها أنه يجب أن تطلب فرنسا حلف الناتو كما فعلت أمريكا قبيل حرب العراق وأفغانستان، بالتدخل في سوريا وفي أي دولة يتواجد فيها تنظيم داعش الإرهابي بعد أحداث فرنسا، مما يعزز تصريحات المحللين أننا أمام نفس السيناريو ولكن بثوب جديد مع تغير الزمان والمكان والأدوات.
مصير اللاجئين مجهول.. والمسلمون يدفعون الثمن
تتجه أصابع الاتهام إلى اللاجئين بعد تفجيرات باريس، ويصبح القصاص منهم أمر واجب لدى بعض الأوروبيين المتطرفين، وهو ما ظهر سريعًا عقب هجمات باريس الأخيرة، خاصة مع معارضة أغلب الفرنسيين لفكرة فتح بلادهم للاجئين من الأساس، حيث نشرت الصحافة الفرنسية منذ فترة تقريرًا حول نتائج استفتاء تظهر أن 56% من الرأي العام الفرنسي يعارض فكرة استقبال المهاجرين واللاجئين على الأراضي الفرنسية، إلى جانب الحملة الفرنسية التي أطلقها نشطاء الجبهة الوطنية التي ترأسها "مارين لوبان" ضد اللاجئين، والتي أطلق عليها اسم "أنا فرنسي، لا أريد مهاجرًا"، سعيًا منهم لتقليب الرأي العام على التمسك بالشعور الوطني لا التوجه نحو تحويل فرنسا إلى "مخيم للاجئين".
وفى أعقاب الهجمات الدامية التى تعرضت لها باريس الجمعة الماضية، بدأت مظاهر الاعتداء على اللاجئين والانتقام منهم تظهر سريعًا، حيث اشتعلت النيران فى مخيم "كالاي" شمال العاصمة الفرنسية، حيث يقطن هذا المخيم 6 آلاف لاجئ، أغلبهم من سوريا وبلدان أخرى شرق أوسطية وإفريقية، وقال عامل إغاثة: إن الحريق نشب بعد الساعة ال11 مساءً، وأوضح أنه تم اصطحاب اللاجئين إلى مركز "أشرام" ومراكز إيواء أخرى مخصصة للنساء حتى يتم الانتهاء من إخماد الحريق.
على الرغم من أن السلطات الفرنسية لم تهتم بالحريق، ولم تحدد السبب الحقيقي وراءه، إلا أن وسائل الإعلام الفرنسية أعتبرته متعمدًا بدوافع انتقامية، حيث قالت إن تزامن نشوب الحريق مع وقت وقوع الهجمات بباريس، يثير التكهنات بشأن وجود دوافع انتقامية وراءه.
موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" كان شاهدًا على احتدام الجدل حول استقبال فرنسا للاجئين، وهل هو السبب الرئيسي في التفجيرات، حيث رصد موقع "هافينجتون بوست" الأمريكي، تباين الآراء بين مؤيد ومعارض على هاشتاج "Paris Attacks"، الذي أصبح الأعلى تداولاً في فرنسا، حيث جاءت التعليقات متفاوتة، ففي حين أرجع البعض أسباب الحادث إلى فتح فرنسا أبوابها للاجئين، قال آخرون إن هذا ليس صحيحًا وأن اللاجئين يهربون من أمثال مرتكبي تلك العمليات، كما أن فرنسا لم تستقبل الأعداد التي استقبلتها الدول الأخرى كألمانيا.
على مستوى الإجراءات الأمنية والاحترازية التي قد تمس اللاجئين، سارع المسئولون داخل فرنسا وخارجها إلى إعلان ما يشبه حالة الترقب والتخوف من وجود اللاجئين في بلادهم، فقد سارع الرئيس الفرنسي "فرانسوا هولاند" بإعلان حالة الطوارئ في البلاد وإغلاق الحدود مع دول الجوار لمنع فرار منفذي الهجمات الأخيرة، الأمر الذي سيعرقل في أحسن الأحوال، تنفيذ قرار استيعاب 24 ألف لاجئ، الذي أعلن عنه هولاند سبتمبر الماضي، ولم يمر الكثير من الوقت حتى أعلنت فرنسا وقف تأشيرة "شنغن"، التى تسمح لجميع حامليها بالتنقل بين الدول الأوروبية، والسماح لمواطني الدول الأوروبية فقط بالسفر إلى باريس.
على المستوى الدولي، أعلنت هولندا عن تشديد الإجراءات الأمنية حول مراكز إيواء اللاجئين، تحسبًا لوقوع هجمات انتقامية ضدها من جانب أنصار اليمين المتطرف، وفى الدنمارك، أعلن رئيس الوزراء "لارس ليكا راسموسن"، عزمه اتخاذ إجراءات لجوء جديدة متشددة، للحيلولة دون وصول اللاجئين إلى بلاده، أما فى بروكسل، فقد أعلن وزراء مالية الاتحاد الأوروبى عن توصلهم إلى اتفاق مع البرلمان الأوروبى بشأن ملامح الميزانية العامة للاتحاد الأوروبى لعام 2016، إلى جانب الاتفاق على تخصيص مليارى يورو لمواجهة أزمة الهجرة واللجوء، ألمانيا أيضًا سارت على النهج، حيث دعا رئيس جهاز المخابرات الألماني، إلى تطبيق إجراءات منظمة فيما يتعلق بالدخول اليومي لآلاف اللاجئين إلى ألمانيا، قائلا إن المتطرفين قد يستغلون وضع اللجوء الذي يتسم بالفوضى أحيانًا.
الإسلاموفوبيا
بعد كل حادث إرهابي تتجه أصابع الاتهام إلى الدول العربية عامًا والمسلمين بشكل خاص، وتتعالي صيحات اليمين المتطرف الأوروربي ضد وجود الإسلام هناك، وهو ما يجعل مسلمي الدول الغربية يدفعون ثمن تطرف الإرهابيين، من خلال المزيد من التضييق على حرياتهم وحملات الاعتقال التي تستهدفهم لمجرد "الاشتباه"، كما أنهم يصبحون أكثر عرضة لأعمال انتقامية وهجمات ورقابة مُشددة.
على الرغم من أن المسلمين دائمًا ما يكونوا أول المبادرين بالتنديد بالحوادث الإرهابية، وبالرغم من التطمينات التي تصدر دائمًا من قادة الغرب للمسلمين عقب كل حادث إرهابي، إلا أن الاعتداءات سريعًا ما تتحدث عن الاحتقان المتزايد من جانب المجتمع الغربي تجاه المسلمين، وهو ما يدفع المسلمين في أوروبا إلى الخشية على أنفسهم.
الجالية العربية والمسلمة في أوروبا، أعربت عن قلقها من دعوات المتطرفين لمهاجمة المسلمين وطردهم من الدول الأوروبية، مثلما حدث عقب حادث "شارلي إيبدو"، حيث كشف "المرصد الوطني لمناهضة الإسلاموفوبيا"، عن ارتفاع عدد الهجمات على المسلمين في فرنسا، لتسجل 128 اعتداءً منذ هجمات مقر صحيفة "شارلي إبدو" الساخرة، وأوضح المرصد أن السلطات الفرنسية وصلتها بلاغات بشأن وقوع 33 حالة اعتداء على مساجد، إضافة إلى 95 تهديدًا، ويقول المرصد إن الحوادث التي تستهدف المسلمين كانت قد تراجعت بنسبة 41 في المائة في عام 2014 مقارنة مع 2013، لكن المرصد أوضح أن هذه الأرقام "لا تعكس الواقع" حيث لا يرغب الكثير من المسلمين في تقديم شكوى عند تعرضهم لأي من الحوادث التي تنم عن كراهية الأجانب.
في ذات الإطار، تحاول الدول الغربية والأوروبية إلصاق التهم الإرهابية جميعًا بالدول العربية، فأي حادث اعتداء يقع في إحدى الدول الغربية يتم توجيه التهمة إلى الدول العربية من خلال استباق التحقيقات، حيث سارعت وسائل الإعلام الفرنسية إلى تداول الأنباء التي تفيد بالعثور على جواز سفر سوري على جثة أحد منفذي هجمات باريس، فيما أشار التلفزيون الفرنسي إلى العثور على جواز سفر مصري على جثة أحد منفذي تفجيرات باريس بالقرب من ملعب المدينة الرئيسي، وهو ما يتضمن تلميح بأن منفذي العملية ينتمون إلى الدول العربية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.