عرف القدماء المصريون التوحيد ودونوه في كتاباتهم، وتم العصور علي لوحات وتماثيل توضح العبادة التي كان يؤمن بها المصريون، وكان "إخناتون" أول من ابتكر فكرة الأناشيد الدينية للمعبود، حيث كان يقول "يا من يضىء المشرق بنوره، فتملأ الأرض بجمالك، أيها الجميل القوى الرائع العلى فوق الأرض، تعاليت فامتد نورك على الأرض". يقول أحمد شهاب، رئيس اتحاد آثار مصر، إن أقدم النصوص التوحيدية في مصر القديمة هي متون قديمة ترجع نصوصها إلى العصر الحجري الحديث أي في العصر الذي نشأ فيه سيدنا إدريس عليه السلام، متابعا أن المؤرخين ذكروا أن من الفقرات التي وردت في تلك المتون "الخالق لا يمكن معرفة اسمه لأنه فوق مدرك كل عقل". وأضاف "شهاب": "ذكر في دائرة معارف البستاني أن سيدنا أدريس ملأ 300 كتابا بإلهاماته، وكان أول من نزل عليه جبريل عليه السلام بالوحي، فقد ذكر في حديث عن أبي ذر الغفاري قال: قلت يا رسول الله: كم من كتاب أنزل الله عز وجل؟ فقال رسول الله: أنزل الله تعالى على إدريس ثلاثين صحيفة، لذا نجد أن المصريين القدماء أول من عرفوا التوحيد". وأوضح "شهاب" أن الملك مينا يعد أول ملوك الأسرة الفرعونية، وأنه تم اكتشاف نصوص مؤلفة، ترجع إلى الأسرات الأولى والثانية في المقابر المصرية، وأنهم عبروا بكل دقة عن فكرة الوحدانية، مضيفا أنه في عام 1869 كتب عالم الآثار، دي لاورج، مقالة توضح أن التسابيح الموجهة ل"الإله الواحد" كانت تسمع في وادي النيل قبل خمسة آلاف عام "قبل 3000 ق.م". وتابع: "المصريون القدماء كانوا موحدين بالله منذ عهد أول ملوكهم مينا، ففي عهد الأسرة الثالثة كتب أحد الحكماء "كاجمني" عدة نصائح، منها "اسلك طريق الاستقامة لئلا ينزل عليك غضب الإله"، و"لا تكونن فخورا بقوتك لأن الإنسان لا يعرف ماذا سيكون مصيره"، مضيفا: "استمر التوحيد أيضا في عصر الأسرة الرابعة والخامسة والسادسة، فكان الحكيم بتاح حتب، وزيرا لأحد ملوك الأسرة الخامسة، وقد كتب مواعظ وحكم كثيرة، منها "بيد الإله مصير كل حي.. ولا يجادل في هذا إلا الجاهل"، و"إن تدبير الخلق بيد الله الذي يحب خلقه"، و"إذا كنت عاقلا فربي ابنك حسبما يرضي الإله"، و"إن الابن المطيع يحبه الله". واستطرد: "جاء عصر الدولة الوسطى، حيث دخول الهكسوس مصر، فكانوا قوما رعاه ساميين يتحدثون اللغة الآرامية، وغلبت الملامح الآسيوية عليهم، وكانوا كفارا يعبدون الأوثان، وعندما جاءوا إلى مصر أفسدوا فيها، وأصبح الملك هو الرب الأعلى عندهم، لذلك أرسل الله الأنبياء والرسل في مصر لهداية هؤلاء القوم وليس لهداية المصريين القدماء"، مشيراً إلي أن سيدنا إبراهيم عليه السلام، كان آرامي الجنس واللغة، أرسله الله إلى مصر لهداية الهكسوس في عهد أول ملوكهم "سنان". واختتم "شهاب" بأن المصريين القدماء كانوا أول الموحدين عبر العصور، والدليل أن إخناتون ملك مصر يعتبر من أبرز الموحدين عندما قال إن هناك إلها واحدا ورمز له بالشمس باعتبارها رمز الكون، حيث اتخذ الشمس رمز وليس إلها.