كلما يستمر الكيان الصهيوني في انتهاكاته ضد الشعب الفلسطيني وتجريده من حقوقه المشروعة، نرى ونفهم ونتيقن أن الأمة العربية وحكامها في نومٍ دائم، لم يسمعوا أصوات الصراخ، ولم يروا تدمير المنازل، ولم يستوعبوا تهويد الأقصى، في الوقت نفسه نرى أصواتا تأتي وتمر عبر البحار والمحيطات لتوصل الدعم للشعب الفلسطيني أمام عدو غاشم ذهب بأفعاله وجرائمه إلى أبعد ما يتخيله أي عقل. وعلى مر الأعوام السابقة لم تتوقف القارة اللاتينية عن دعم القضايا العربية، فشكّلت دولها نصيراً للعرب في المحافل الدولية ودعمت قضايا عديدة له على رأسها القضية الأمّ فلسطين، عام 1973 اعتبرت نقطة تحول رئيسة في تقويم دول أميركا اللاتينية لموقفها تجاه قضية فلسطين بعد حرب أكتوبر المؤيدة فكانت تلك المجموعة التي انضمت إلى حركة عدم الانحياز وأخرى متعاطفة معها كالأرجنتين وتشيلي وكوبا وكولومبيا والإيكوادور والبيرو ونيكاراغوا وغيرها. وخلال الفترة الأخيرة عقد مؤتمر فلسطينوأمريكا اللاتينية في العاصمة البريطانية لندن حضره نخبة من رجال السياسة والكتاب وناشطي السلام من دول أمريكا اللاتينية، وأكد المجتمعون على ضرورة تقديم كل أنواع الدعم للشعب الفلسطيني في نضاله المشروع ضد المحتل الإسرائيلي من أجل نيل حقوقه المشروعة، مشددين على أن «الحرية لن تكتمل في أميركا اللاتينية من دون حرية الفلسطينيين». مدير مرصد الشرق الأوسط في بريطانيا داوود عبدالله قال "لاحظنا خلال السنوات الأخيرة خاصة في أزمات الحروب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة تعاطف كبير في أوساط شعوب أمريكا اللاتينية، لذلك نحن أردنا أن نبني على هذا أرضية مشتركة ونستغله لتعاون مستمر بين المنطقتين". أظهر ايضًا العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة ، وقوف الدول اللاتينية إلى جانب فلسطين، حيث استدعت البرازيل والبيرو والسلفادور والإكوادور وتشيلي سفرائها من إسرائيل احتجاجا على العدوان ، فيما شهدت غالبية هذه الدول تظاهرات داعمة للفلسطينيين، ونددت كلا من الأوروغواي والمكسيك بالعدوان، أما بوليفيا فأدرجت إسرائيل على قائمتها للدول الإرهابية، وهي التي قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع تل أبيب عام 2009 بعد هجوم واسع النطاق شنته سرائيل على القطاع، ومثلها فعلت فنزويلا. في المؤتمر الداعم للقضية الفلسطينيةبلندن حضر سفير كوبا في بريطانيا جورجي لويس غارسيا الذي أشار في كلمته إلى مقاطعة الاحتلال، حيث أكد ، أن "هناك جدل كبير في أمريكا اللاتينية حول مسألة مقاطعة البضائع الإسرائيلية"، مشيرًا إلى أن "هذا الأمر تتخذه الحكومات لا الأفراد»، لافتاً إلى أن "هناك دولاً اتخذت إجراءات بهذا الخصوص، لكن من دون شك فإن المقاطعة لابد من دراستها في المستقبل". أما السيناتور بيتر دايفيد مستشار حكومة غريندا في شؤون أمربكا اللاتينية فقال بدوره إن "هناك مغالطات كبيرة حيث أنك إذا وقفت مع الفلسطينيين أنك معاد للسامية، لكن الحقيقة أن الوقوف مع الفلسطينيين لا يعني التقليل من حقوق الآخرين". ومن أهداف المؤتمر بحسب القائمين عليه إنه يسعى إلى ترسيخ علاقة أكثر فاعلية مع الفلسطينيين لمواجهة الممارسات الإجرامية الإسرائيلية، فضلاً عن العمل لتنسيق الجهود مع الدول الأوروبية وأمريكا للمساعدة في نيل الشعب الفلسطيني حق تقرير المصير. بلاد لم تبخل يوماً بدعم فلسطين، فكانت من أوائل الدول التي اعترفت بالدولة الفلسطينية، كما ساندت القضية الفلسطينية في المحافل الدولية، ولا سيما عند تصويت جميع دول أمريكا اللاتينية عام 2012 لمصلحة الاعتراف بفلسطين كعضو مراقب في منظمة الأممالمتحدة، في المقابل يحدث يوميًا إعدامات ميدانية بحق أطفال وشباب فلسطين كما نشهد استمرار الحرب الصهيونية على المسجد الأقصى، واقتحام قوات الاحتلال ساحاته يوميًا مدججة بالسلاح ولم نرى أي تحرك من قبل الدول العربية، ما أجبر رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدسالمحتلة أن يعلق، قائلًا: "إن انشغال العالم العربي بالاقتتالات الداخلية والحروبات الأهلية لا يعفيهم من مسؤوليتهم تجاه القدس والأقصى والدفاع عن حقوق فلسطين". دعا عكرمة صبري إلى "تحرك عربي وإسلامي عاجل لإنقاذ القدس والمقدسات وحماية المقدسيين خاصة والفلسطينيين عامة من اعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلي.