ما زال التليفزيون المصري يغرد خارج نطاق الحدث، ففى الوقت الذى شهدت فيه منطقة شبرا الخيمة انفجار سيارة مفخخة فى الساعات الأولى من صباح اليوم الخميس، بمحيط مبنى الأمن الوطنى، كان التليفزيون المصري يذيع الأغاني والمسلسلات، فى واقعة لم تكن الأولى من نوعها. أصبح التليفزيون الرسمي للدولة غير مهتم بتغطية تطور الأحداث الجارية، في ظل تزايد العمليات الإرهابية التى تلاحق المصريين، ومن المفترض أن يكون تليفزيون الدولة هو الجهة الوحيدة التي تبث وتغطي الأحداث على نطاق واسع وكبير؛ لنقل الحقيقة للمواطن البسيط. يقول بشير العدل، مقرر لجنة الدفاع عن استقلال الصحافة، إن الإعلام المصري وماسبيرو يسيران في فلك الأنظمة السابقة من تضليل وعدم معرفة، وهذا يعد كارثة حقيقية، لأن التليفزيون الرسمي لا يعرف كيفية ممارسة الإعلام، والقائمين عليه يحتاجون إلى إعادة تأهيل – بحسب تعبيره. وأضاف "العدل": "عندما يكون لدينا عملية إرهابية كالتي استهدفت مبنى الأمن الوطنى بشبرا الخيمة فى الساعات الأولى من صباح اليوم، وراح ضحيتها أكثر من 20 مواطنًا مصريًّا، ونجد التليفزيون المصري يذيع على الهواء الرقص والغناء والمسلسلات دون قطع البث لنشر الخبر، فإننا أمام كارثة حقيقية تواجه الإعلام المصري". وأوضح مقرر لجنة الدفاع عن استقلال الصحافة أن الأداء داخل ماسبيرو يحتاج إلى إعادة هيكلة، خاصة أنه لم يقدم شيئًا في عهد وزارة الإعلام أو بعدها، متابعًا أن "الإعلام المصري فشل في مهمته لتوصيل الحقيقة ونقلها إلى الرأي العام، مما أدى إلى هروب المتلقي للقنوات والإعلام الخارجي". وطالب بضرورة التركيز داخل التليفزيون المصري على المهنية؛ لأن ماسبيرو الآن أصبح يعمل بالوراثة، ما أدى إلى ظهور عناصر كثيرة غير كفء فى أماكنها تعمل كمذيعين ومعدي برامج، لذلك يجب دعم التليفزيون المصري بالكفاءات المهنية بعيداً عن التحزب والمصالح الشخصية. من جانبه قال عامر الوكيل، عضو مجلس نقابة الإعلاميين (تحت التأسيس)، إن المشكلة تكمن في مركزية اتخاذ القرار، بمعنى أن رئيس تحرير النشرة لا يستطيع قطع الهواء لإذاعة أهم الأنباء إلا بأوامر من رئيس قطاع الأخبار، الأمر الذى يعمل على تأخير اتخاذ القرار. وأكد "الوكيل" على غياب الرؤية لدى المسئولين، لدرجة أنهم يخشون نقل الحدث، مشيراً إلى أنهم لا يعرفون قيمة نقل الحدث وحق المواطن في المعرفة وإنقاذ المواطن المصري مما يبث له من الخارج.