وصل وزير الخارجية السوري وليد المعلم الخميس إلى العاصمة العمانيةمسقط في زيارة هي الأولى لدولة خليجية منذ بدء الأزمة في سوريا قبل أكثر من 4 سنوات، حيث التقى "المعلم" بنظيره العماني يوسف بن علوي، وتركزت المباحاثات حول العلاقات الثنائية بين البلدين والأزمة السورية، بجانب التطورات الإقليمية والدولية. اتفق الجانبان السوري والعماني على حان الوقت لتضافر الجهود من أجل وضع حد لهذه الأزمة على أساس تلبية تطلعات الشعب السوري لمكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار والحفاظ على سيادة ووحدة وسلامة أراضي سوريا. حرص سلطنة عُمان منذ بدء الأزمة في سوريا على استمرار علاقاتها الدبلوماسية مع دمشق ولم تقطعها كباقي دول الخليج، يمهد الطريق أمام لعبها دور الوسيط الإقليمي في المنطقة من أجل نزع فتيل الحرب الدائرة بسوريا، لاسيما وأن منطقة الشرق الأوسط شهدت تقدما كبيرا خلال الشهر الماضي بالاتفاق التاريخي الذي تم التوصل إليه بين إيران والدول الست الكبرى حول برنامج طهران النووي. ولعل ما يعزز الاحتمالات السابقة ما نشرته بعض الصحف العربية خلال اليومين الماضيين من معلومات بشأن إمكان عقد لقاء ثلاثي بين وزراء خارجية سوريا والسعودية وإيران في مسقط، خاصة وأن "المعلم" جاء لمسقط قادما من طهران حيث التقى عددا من المسؤولين أبرزهم الرئيس حسن روحاني، كما التقى هناك ممثل الرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف. يعتبر اللقاء الذي جمع وزيرا خارجية دمشقومسقط استكمالا لما جرى خلال الأيام القليلة الماضية، حيث التقى وزير الخارجية الأمريكية "جون كيري" بوزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي في العاصمة القطرية، بجانب لقاءات منفردة جمعت "كيري" بنظيره الروسي "سيرجي لافروف"، والسعودي "عادل الجبير"، وهو ما يفتح الباب أمام تحقق توافق إقليمي على تسوية الأزمة السورية دبلوماسيا، لاسيما وأنها تصدرت مباحاثات كافة المسئولين بجانب الوضع في اليمن وانعكسات الاتفاق النووي. توقعات لعب مسقط والدبلوماسية العُمانية دور الوسيط من أجل تسوية الأزمة السورية لم تأت من فراغ، حيث استضافت سابقا لقاء دول الخمسة زائد واحد مع إيران وتوّجته بلقاء الوزيرين جون كيري ومحمد جواد ظريف واللقاء الثلاثي الذي جمعهما بالوزير العماني يوسف بن علوي، يوم لم يكن ممكناً أن يتجرأ خليجي آخر على فعل ذلك والتقدّم كصديق مشترك للأميركيين والإيرانيين معاً، ولقاءات مسقط تعتبر القواعد التي حكمت مسار التفاهم. ما يعزز فرص نجاح الوساطة العُمانية بخلاف كونها وسيطا مقبولا لدى جميع الأطراف الإقليمية والدولية، فإن إيران طرحت مبادرة لتسوية الأزمة السورية خلال الأسبوع الماضي تضمنت وقفًا فوريًا لإطلاق النار في سوريا، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، وتعديل الدستور بهدف ضمان حقوق الأقليات الإثنية والدينية، وإجراء انتخابات يشرف عليها مراقبون دوليون. وليس من الواضح حتى الآن صورة الدور الذي من الممكن أن تلعبه مسقط في حل الأزمة السورية، لكنها تحتفظ بسجل وافر من الجهود الدبلوماسية السرية لحل الأزمات. بخلاف ما سبق، فإن وسائل إعلام إيرانية قالت إن مساعد وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف، أطلع وزير الخارجية السورية وليد المعلم على نتائج المباحثات الثلاثية التي شارك فيها وزير الخارجية الروسي "سيرجي لافروف" مع نظيره الأمريكي "جون كيري" والسعودي "عادل الجبير" في الدوحة.