شهدت الأيام القليلة الماضية حرب تصريحات بين الأممالمتحدة والحكومة الصهيونية بقيادة "بنيامين نتنياهو"، اتهامات ألقاها الأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون" على تل أبيب بشأن حرب غزة الأخيرة والتي حصدت أرواح الآلاف، وهو ما أثار غضب وحفيظة "نتنياهو" الذي سعى في الفترة الأخيرة إلى قيادة حملة صهيونية موسعة ضد مؤسسات الأممالمتحدة التي توجه اتهامات للكيان الصهيوني بارتكاب جرائم حرب. وجه الأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون" اتهامًا واضحًا لإسرائيل باستهداف الأطفال الفلسطينيين، وطالبها بأن تتخذ بشكل عاجل إجراءات لحماية الأطفال الفلسطينيين، مشيرًا إلى الحرب الاسرائيلية على غزة صيف 2014 على وجه الخصوص. وأدلى "بان كي مون" بتصريحاته أثناء نقاش عام في مجلس الأمن الدولي حول مصير الأطفال في النزاعات المسلحة، وتطرق خلاله إلى الأطفال الفلسطينيين، وقال "أنا قلق جدا للآلام التي كابدها الكثير من الأطفال الفلسطينيين بسبب العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة العام الماضي"، واصفًا إياه أنه "كان واحدا من أسوأ الأزمات التي واجهها الأطفال في البلدان المتأثرة بالصراعات"، وأضاف "أحض إسرائيل على أن تتخذ فورا إجراءات ملموسة بما فيها مراجعة الممارسات والسياسات السارية لتفادي قتل أطفال أو إصابتهم ولإحترام الحماية الخاصة الممنوحة للمدارس والمستشفيات". تصريحات "بان كي مون" أثارت غضب واستياء القيادة الصهيونية، فرد رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو"، على تصريحات "كي مون"، بوصفها بال"اليوم الأسود في الأممالمتحدة"، وقال نتنياهو "بدل الإشارة إلى حركة حماس التي حولت أطفال غزة إلى دروع بشرية عبر إطلاقها النار على الإسرائيليين من روضات الأطفال، وقامت بحفر أنفاق الإرهاب للمس بالإسرائيليين، اختارت الأممالمتحدة مرة أخرى أن تعظ إسرائيل"، على حد زعمه. تصريحات "بان كي مون" تؤكد فشل الحملة الإعلامية الإسرائيلية ضد مؤسسات الأممالمتحدة في اتهامات لها بارتكاب جرائم حرب، حيث أصبحت تل أبيب تكن الضغائن للأمم المتحدة التي سبق وحملت الجيش الصهيوني المسئولية عن إطلاق نار على مدارس الأممالمتحدة في غزة، التي لجأ إليها مدنيون فلسطينيون أثناء حرب غزة الأخيرة. سبق واتهم الكيان الصهيوني ممثلة الأممالمتحدة للأطفال في النزاعات المسلحة "ليلى زروقي" بانتهاج سلوك غير لائق خلال إعدادها تقريرًا انتقدت فيه بشدة الجيش الاسرائيلي بسبب الحرب التي شنها في غزة عام 2014، وقال سفير إسرائيل لدى الاممالمتحدة "رون بروسور" إن مبعوثة الأممالمتحدة "تنتهج سلوك منحاز ضد إسرائيل"، وتمارس "الانحياز المنهجي ضد إسرائيل"، وردًا على ذلك بادر "بان كي مون" في حركة غير معتادة بمغادرة المجلس للدفاع عن ممثلة الأممالمتحدة وقال "أريد التعبير عن دعمي الكامل لليلى زروقي". هذه الحرب الباردة بين الطرفين لا تنفي تعرض الأممالمتحدة للعديد من الضغوط الإسرائيلية بشأن بعض التقارير التي تحاول إسرائيل منع خروجها للعلن، وهو الأمر الذي تنجح فيه إسرائيل في الكثير من الأحيان وتخضع الأممالمتحدة لرغبة القيادة الصهيونية، مثلما حدث بشأن إدراج إسرائيل ضمن "لائحة العار" للدول التي انتهكت حقوق الأطفال أثناء نزاعات مسلحة، فاستماتت القيادة الإسرائيلية لمنع هذا الإدراج وهو ما رضخت له الأممالمتحدة في النهاية، رغم دعوات المنظمات الحقوقية للأمم المتحدة بعدم الرضوخ.