كان أول رمضان يشهده الوليد الإعلامي الجديد «التليفزيون»، لذلك قرر القائمون عليه، أن يقدم أحد الفنانين شخصية المسحراتي، ووقع اختيارهم على فنان ذو طلة مميزة وأداء ساحر، هكذا أطل الراحل محمود شكوكو، كأول مسحراتي للتليفزيون المصري. كرر التليفزيون التجربة مع الفنان الكبير سيد مكاوي، حيث قام بإخراج وتصوير الأغاني التي قد لحنها الأخير للإذاعة المصرية وكتبها الشاعر الكبير فؤاد حداد، ولاقت نجاحًا مماثلًا للنجاح الذي حققته عبر الإذاعة، وظل التليفزيون يعرض تلك التجربة دون غيرها لفترات طويلة، إلى أن قام عمار الشريعي برفقة الشاعر جمال بخيت بتصوير حلقات مسحراتي مصر البهية عام 2010، ولم تعرض مرة أخرى، كما لم يحتفى التليفزيون بتجربة شكوكو، التي لولا بعض الكتابات التوثيقية لما عرفت عنها الأجيال الجديدة شيئًا. تميّزت تجربة «شكوكو» مع الوسيط الجديد، حيث الصوت والصورة، والتواصل المستمر مع الجمهور طوال الشهر الفضيل عبر 30 حلقة، كانت تذاع بعد منتصف الليل، بينما جاءت التجارب الأولى لعبد العزيز محمود وبعده محمد فوزي عبر الإذاعة أو من خلال السينما، وبينما اعتمد الأول شكل الأغنية الدينية المعروفة، حافظ «فوزي» على شكل الأغنية العادية في تلحين كلمات العم بيرم التونسي، حيث لم يتميز غناء المسحراتي عن المطرب التقليدي وكانت أغنية وحيدة. بينما جاءت حلقات شكوكو التي كانت من تأليف إبراهيم حسني وسيد أحمد، في أشكال جديدة تناسب الطريقة والشخصية التي ابتكرها، وبالتالي تناسب الوسيط الإعلامي الجديد. وبينما تحقق أغاني ومونولجات «شكوكو»، المنشورة على المواقع الإليكترونية، مثل يوتيوب وساوندكلاود، مشاهدات مرتفعة وتفضيلات، لم يفرج التليفزيون المصري عن تلك التجربة المهمة، ولم يتحها، كما يحدث مع أعمال فنية مهمة أخرى، ولذلك نادت بعض الأصوات بتخصيص قناة لعرض الأعمال التليفزيونية الأولى، أو اتاحتها في شكل مكتبة إلكترونية.