الخلاف حول طبيعة القضية الكردية في تركيا، وسقف حلها، وآلية تطبيقه، والضمانات المستقبلية بخصوصه، هو على أشده بين الجانبين المعنيين مباشرة بحل هذه المسألة التركي والكردي من جهة، وكذلك القوى الفاعلة في كل جانب من جهة ثانية. وفي هذا السياق، قالت صحيفة "حرييت" التركية إنه بعد بضعة أسابيع ستبدأ الانتخابات البرلمانية في تركيا، وحاليا تستعد الأحزاب السياسية الترويج لحملاتها، ولكن من ناحية أخرى يعقد الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" اجتماعاته وحملاته اليومية موجها الاتهامات القاسية لخصومه السياسيين. وتضيف الصحيفة أن "أردوغان" هو من يمتلك مقاليد الحملة الانتخابية لحزب العدالة والتنمية، كما يرى بعض أعضاء الحزب أن "أردوغان" أحد الركائز المهمة للحزب الحاكم، فهو يرسل بعض الرسائل البلاغية القومية خاصة التي تدين الحركة السياسية الكردية. وتشير الصحيفة إلى أن الحملة الانتخابية ل"أردوغان" في عام 2011، ركز فيها بقوة على الهوية العلوية، مما أسفر عن فوز ساحق لحزبه، والآن مجددا يركز الرئيس التركي على الأكراد والعلويين. وترى الصحيفة أن حزب العدالة والتنمية يستغل نقطة الأقليات للفوز في الانتخابات، فقد تم إطلاق عملية السلام الكردية في أواخر عام 2000، من خلال مفاوضات سرية مع قيادة حزب العمال الكردستاني، ولكنها فشلت بعد هجوم الحزب المثير للجدل على جنود أتراك في منتصف عام 2011. وذكرت الصحيفة أن الجزء الثاني من عملية السلام الكردية بدأ في أواخر عام 2012، وكان أكثر تضافرا وتنسيقا، خاصة بعد وضع زعيم الأكراد "عبد الله أوجلان" والذي يقبع حاليا في السجن، ضمن مشهد العملية والمفاوضات واستخدام الحزب الديمقراطي الكردي كمحور سياسي. وترى الصحيفة أن الحكومة التركية حتى الآن فشلت في معالجة مطالب الأكراد ورفضت بيانهم حول المواد المقترحة، على الرغم من أن "أوجلان" أشار إلى عقد مؤتمر عام لمناقشة نزع السلاح. وتلفت "حريت" إلى أن حزب العدالة والتنمية لا يرغب في إنهاء القضية الكردية أو البدء في حلها، رغم المبادرات الكردية، حيث يحاول "أردوغان" استغلالها في سياق الحملة الانتخابية لكسب الأصوات في الانتخابات المقبلة. وترى الصحيفة أن أيا كانت نتائج الانتخابات، فمن الصعب على الطرفين استئناف المحادثات بعد الانتخابات، ومن المحتمل أن يقوم حزب العدالة والتنمية بتشكيل حكومة الحزب الواحد، وينتظر إطلاق عملية سلام جديدة مع الأكراد وفقا للضرورات الإقليمية والحساسيات الأخرى، وحال خسر الحزب الديمقراطي الكردي سيكون من الصعب الحفاظ على الاستقرار في بعض أجزاء البلاد. وتختتم الصحيفة بقولها: قد يكون حزب العدالة والتنمية جيد في إنجاز مشاريع البناء، وبناء الجسور والمستشفيات والبنية التحتية، ولكن حين يتعلق الأمر بالقضايا الاجتماعية مثل القضية الكردية والقضية العلوية والديمقراطية في البلاد وعملية الاتحاد الأوروبي، يعمل الحزب على استغلالها لتحقيق النتائج الانتخابية الناجحة، ولكنه يجهل أهمية ذلك على السلام المجتمعي في البلاد.