ومنذ صدور القرار يعمل المسرح الذي تشهد عروضه جمهورًا ضخمًا ونجاحًا فنيًا دون ميزانية في انتظار الميزانية القادمة، كما عانى من عدد من المشاكل وصلت حد الإغلاق بسبب انقطاع المياة والكهرباء عنه بسبب خلافات في دفع الفواتير، إضافة إلى حرب معلنة على العاملين فيه بسبب تخوف البعض من قرار إنفصاله عن البيت الفني باعتباره خطوة لتفتيت مسرح الدولة. في المقابل شهد المسرح احتشاد من شباب المسرحيين، وجهود عدد من المبدعين المتطوعين في إقامة الورش التي تنتج عنها عروض فنية وحقق عرض "رجاله وستات" للمخرج إسلام إمام نجاحًا جماهيريًا ضخمًا وهو آخر عرض أنتجه البيت الفني للمسرح، قبل إنفصال أوبرا ملك، ومايزال يحقق نجاحًا رغم ما عاناه من صعوبات لاستمرار العرض، رغم نجاحه لرفض البيت الفني، ليكون نموذجًا لما أراد مدير ملك التحرر منه في جمود قواعد مسرح الدولة في تحديد فترات استمرار العرض بغض النظر عما يحققه من نجاح، كما يحفل المركز بعدد من الورش في مجالات مختلفة تنتج عروضا من اخرها ورشة البلكونة للحكي النسائي و ورشة رقص للمخرج مناضل عنتر تستعد لتقديم عرض عن رواية 1919 للكاتب احمد مراد. ويشهد مركز ملك مهرجانات قامت على فلسفة مختلفة عن المعتاد من خلال مشروع "كيميت" للمهرجانات وفيه ينظم المركز 6 مهرجانات في كل موسم يقوم على إدارتها فريق من الشباب يضم المخرجين محمد مبروك، هاني عبد الهادي ومنار زين وآخرين، وحتى الآن كلهم متطوعين، يختص كل مهرجان بفكرة مختلفة منها عروض الشخص الواحد وعروض ال20 دقيقة، وكان خامسها مهرجان "فرق بلا مكان" الذي اختتمت فعالياته الأسبوع الماضي ولم يكتف المركز بإقامة المهرجان بل حرص على تقديم الدعم الفني للفرق قبل العرض وتفاني المخرجين عمر المعتز بالله ومناضل عنتر في مساعدة الفرق، لتمكينها من تقديم رؤاها الفنية. فيما أشار فريق الدعم ل«البديل» إن دورهم يقتصر على تقديم مساعدات فنية دون تدخل في رؤية العمل، كما ينظم المركز ورشًا بعد انتهاء المهرجانات، تتيح الفرصة للمتميزين لتطوير أدواتهم بعد ذلك، وتشمل جوائزه ليالي عرض جماهيرية في ملك للعروض الفائزة بجائزة أفضل عرض. جذب «ملك» قطاعات واسعة من الشباب ومن المبدعين المتطوعين من المسرح المستقل وجدوا صيغة مختلفة للتعاون مع مؤسسات مسرح الدولة وخلق حالة من الحراك والثراء الفني، فصار موقع جذب رئيسي للشباب يجدوا فرصتهم وحقهم في الوقوف على مسرح الدولة وهي ذات فكرة مهرجانه الآخير، إتاحة الفرصة لفرق لا يتوفر لها مكانًا للعرض. تنافست 9 عروض على جوائز المهرجان التي يقدمها قطاع الإنتاج الثقافي، تم اختيارها من 75 عرض، تمت تصفيتها إلى 41، شاهدتها لجنة ضمت الفنانين عمر المعتز باالله، هاني عبد الهادي، محمد مبروك، ومناضل عنتر، التي اختارت عشرة منها واعتذر إحدها عن المشاركة، وتكونت لجنة تحكيم المهرجان من الفنان ماهر سليم، محمد سمير الخطيب، محمود صبرى، باسم قهار وعمرو الأشرف، كما شاركت لجنة تحكيم من الجمهور من عشرة مشاهدين اختيروا بشكل عشوائي لتقييم مدي جماهيرية العروض. شهدت العروض التسع تنوعًا كبيرًا بدءًا من موضوعاتها حتى أعمار المشاركين فيها، ففي إحدها «فنان مجهول» لا يتجاوز أكبر أعضاء الفرقة، ال21 عامًا، وضمت عرضًا من محافظة قنا «نقطة ومن اول السطر»، تحمل فريقه مشقة المشاركة والسفر والانتقال رغم عدم تمكن إدارة المهرجان من توفير إقامة للفرقة، وهو ما دعى إدارة المهرجان للتفكير في إيجاد سبل للخروج بمشروع المهرجان لإقامتة في المحافظات، حيث يأمل فريقه أن يتحول إلى قافلة فنية تجوب المحافظات. اختار المهرجان تيمة لهذه الدورة "الطاقات الشابة المهدرة.. أسباب وحلول" وتناولتالعروض الكثير من القضايا، كان أبرزها إدمان المخدرات التي شغلت عرضين هامين الأول «الدخان» إخراج محمود طنطاوي، عن نص ميخائيل رومان الشهير "خطأ لحظى في العقل". جوائز المهرجان.. فاز عرض "الدخان" لفرقة كلية الألسن بجامعة عين شمس، بجوائز أفضل عرض، أفضل مخرج وأفضل إعداد، جائزة لجنة التحكيم الخاصة في التمثيل رجال لميشيل ميلاد مناصفة مع محمد الحلواني من عرض "المصحة"، والسينوغرافيا مناصفة مع عرض "نقطه ومن أول" وفاز بجائزة المركز الثاني لأفضل عرض "دراما الشحاتين" لفرقة مسرح كلية تجارة، بجامعة القاهرة، وكان العرض فاز بعدد من الجوائز من مهرجان نجوم المسرح الجامعي الذي نظمه مركز الإبداع العام الماضي. كما فاز بجائزة الجمهور، وجائزة أفضل ممثل دور ثاني لأحمد عادل وأفضل ممثل دور أول أحمد سعد، مناصفة مع صلاح إيهاب من عرض "المصحة"، وفازت إيمان منصور بجائزة التمثيل دور أول، عن "رجال لهم رءووس"، وريتا هاني بجائزة المركز الثاني عن "المصحة". جائزة أفضل عمل جماعين فاز بها عرض "فنان مجهول"، وفاز وائل محمد بجائزة لجنة التحكيم الخاصة عن مونودراما "خطأ لحظى في العقل" من بطولته وإخراجه كما قدم المهرجان جوائز للتقنيين لأول مرة، الإضاءة لوليد درويش، الصوت فريد فخري، تقني خشبة مسرح محمد سعيد.