يعد الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" من أبرز الشخصيات السياسية المثيرة للجدل محليا ودوليا، فبعد أن قضى أكثر من عشر سنوات رئيسا للوزراء، تم انتخابه رئيسا لتركيا في أغسطس الماضي، وتعهد باستخدام التفويض الشعبي لتقوية منصبه الذي ظل شرفيا إلى حد كبير والسعي لإجراء تعديل دستوري للتحول من النظام البرلماني إلى الرئاسي. واليوم يمتلك "أردوغان" قصرا فخما جديدا ومعارضة منزوعة الأنياب وحزب حاكم يؤكد تأييده في كل مناسبة، كل هذه العوامل ساعدته على صياغة دور قوي لنفسه كرئيس للدولة في تركيا، غير أن الانتخابات البرلمانية المقبلة قد تحرمه من هدف تحويل نظام الحكم إلى رئاسة تنفيذية كاملة وتغلف الحياة السياسية بالشكوك، حيث أن السلطة أصبحت في نظر خصومه مركزية وتسممت الأجواء باتهامات بالفساد وكذلك حملات التطهير لخصومه في الشرطة والقضاء. تشير استطلاعات الرأي إلى أن حزب العدالة والتنمية الحاكم سيواجه صعوبات في تحقيق الأغلبية التي يحتاجها خلال الانتخابات، حيث يبدو أن أردوغان يعول على الخطة البديلة المتمثلة في نظام حكم رئاسي كأمر واقع يقول المحللون إنه يحمل في طياته بذور عدم الاستقرار. وفي هذا السياق، قالت صحيفة "توداي زمان" التركية إن استطلاعات الرأي في تركيا، ووفقا لمركز جيزيشي، فإن الغالبية الساحقة من الأتراك يعارضون النظام الرئاسي الذي يسعى إليه الرئيس "رجب طيب أردوغان" ويعمل على الترويج له، وتضيف الصحيفة أن النتائج كشفت عن ان 77% من الأتراك لا يوافقون على النظام الرئاسي المقترح، في حين أن 22.9% موافقين، حيث أجري الاستطلاع على 36 محافظة تركية وعلى 4860 شخص. وتلفت الصحيفة إلى أن حزب العدالة والتنمية الحاكم، رفض النظام الرئاسي الذي يريده "أردوغان" ولكن وسائل الإعلام الموالية له ترفع من شأن هذا النظام، حيث يعتقد البعض أن 72% منهم يرون أن النظام الرئاسي يزيد من السلطوية، ويقود إلى تقسيم أراضي البلاد. وتوضح الصحيفة التركية أن الاستطلاع أجري في شهر مارس الماضي، ووجد أن نسبة التأيد لصالح حزب العدالة والتنمية 40%، مما يعد تناقض صارخ مقارنة بالاستطلاعات الأخرى. من جهة أخرى، قالت صحيفة "حرييت" التركية إن "صلاح الدين دميرتاز" الرئيس المشارك لحزب الديمقراطية الكردية، أوضح أنه معارض للنظام الرئاسي الذي يسعى إليه الرئيس "أردوغان" بعد أن أصبح رئيسا للبلاد منذ أغسطس الماضي، حيث أشار:" أنا لست طرفا في المساوة حول مبادئنا، ولكن لا يمكن تجاهل أخطاء حزب العدالة والتنمية الحاكم من أجل الحوار الكردي، ونظام الحكم في البلاد". وتوضح الصحيفة أن الأحزاب الكردية تستعد للانتخابات البرلمانية المقبلة في 7 يوليو، للتصويت على الدستور الجديد والذي من شأنه أن يحول البلاد إلى نظام رئاسي قوي بدلا من البرلماني الحالي، كما أن الأكراد يرغبون في نيل حقوقهم الواسعة في تركيا، حيث ترى الصحيفة أن الأكراد يقفون في وجه خطط "أردوغان" لتحويل النظام إلى رئاسي، لاسيما وأن نددت الأحزاب الكردية بطريقة حكم الرجل الواحد التي يتبعها "أردوغان" وسعيه لإقامة الدكتاتورية.