السينما ليست مشاهد مضحكة أو مبكية تروى خيال مؤلف، ولكنها كانت ولاتزال مرتبطة ارتباطا قويا بالواقع الذى نعيش لحظاته بين التغيرات الاجتماعية والسياسية بالمجتمع، فبدونها لم نكن نعرف قصصا وحكايات عن التاريخ الموثق عبر الفن"هى فوضى، حين ميسرة، كشف المستور"وغيرها من الأفلام التى قصت حكايات واقع المواطن المصرى ومعاناته اليومية من سياسات تتخذ ضده. ولم يكن الوسط الفنى يوما بمنأى عن أحداث المجتمع، فنجد من الفنانين من يؤكد رفضه لسياسات النظام الحالى ويرون أن ما يفعله هى ضربة فأس لوجود، وأن أداء السلطة ستتسبب يوماً فى غضب شعبى عارم كما حدث من قبل. لقد تسربت حالة من الغضب بين عدد من الفنانين بدأت من "عمرو واكد" وانتهت ب"محمد عطية"، مروراً بالفنانين"محمود حميدة و خالد أبو النجا "، ولم ترض تصريحاتهم قطاعا كبيرا من الفنانين الذين بدورهم حاذوا حذو السلطة الحالية، ووصفوا كل معارضيها بالخونة والعملاء المأجورين إن لم يكونوا إرهابيين، ومنهم " إلهام شاهين ، طلعت ذكريا، زينة ، سماح أنور"،وهو ما دفع الثوارلعمل قائمة سوداء تضم هؤلاء وغيرهم من الفنانين. تصريحات " أبو النجا وعطية " تصدرت أخبار الفن وتسببت فى سخط كبير بين زملاء المهنة واعتبروهما "خارجين على السرب"، فتصريحات أبو النجا أدت إلى غضب بين زملائه من الفنانين، حين قال" النظام الحالى فشل وطالب الرئيس الحالى بالرحيل إن لم يستطع إدارة شئون البلاد " . أما محمد عطية فأعلن دعمه ل"أبو النجا" ، قائلاً: "حاولت من فترة أن أضع على صفحتى بعض المعلومات عن (المكارثية ).. و كيف تم اتباع منهج جوزيف مكارِثى فى الخمسينات بأمريكا وهو تخوين المعارضة و إلصاق التهم بهم وإقصائهم وكيف نالت المكارثية من شخصيات عامة ورموز مثل تشارلى تشابلن وأرثر ميلر وألبرت أينشتين ومارتن لوثر كينج. وكيف كانت تحظى بشعبية، وكيف تعامل معها الموالون لها من الشخصيات العامة كالمخرج( إليا كازان ) وقام بامتطاء الموجة بل وخان زملاءه لصالح النظام والسلطة و كيف قوبل بالاستهجان من الجمهور فيما بعد حينما كرم فى الأوسكار عن مجمل أعماله. وأضاف: بعد الإستفاقة من هذه الموجة التى ينظر لها الآن كحقبة تاريخية سوداء فى التاريخ الأمريكي ، ما يحدث الآن فى مصر هو مكارثية حديثة ..فمع إختلاف الشخصيات المعارضة و فكرهم و توجهاتهم ، الإغتيال الأخلاقى و الإتهامات تنال منهم جميعا و ويوظف الإتهام حسب فكر أو إتجاه الشخصية العامة المعارضة ، فنجد باسم يوسف رغم أنه كان بطل فترة حكم الإخوان أصبح ممول من أمريكا التى تدعم الإخوان حسب قولهم ، سبحان الله، و نجد أبو تريكة الذى لا يختلف إثنان على أخلاقة و إنجازاته الى أسعدت الملايين يتهم بأنه إرهابى الفكر و يدعم الإرهاب . وتابع:"نجد "أبو النجا" الذى لم يغير موقفه منذ اندلاع الثورة يوصف بالشذوذ الجنسى لمجرد طرحه رأى يوضح فشل السيسى، وعصام حجى بالخيانة والعمالة والجهل لمعارضته جهاز الكفتة رغم أنه عالم فى ناسا و إنجازه الأخير تاريخى، وغيرهما كثر". وأضاف"لنفترض جدلا صحة الاتهام.. لماذا لا يناقش ما يتم طرحه أو يفكر فيه على الأقل ؟، ولماذا يتم الاكتفاء بالهجوم الشخصى عليهم". وقال:"كن متأكدا أن هناك خللا فى فكرك وأن المكارثية الحديثة قد طالت عقلك وجعلتك تسلم بأن السلطة منزهة من الأخطاء وأن كل من يعارضها إما شاذ أو خائن أو ممول أو عميل".