لم تكتف وزارة الآثار برفض تسجيل قصر فؤاد باشا سراج الدين، رئيس حزب الوفد الراحل بجاردن سيتي كأثر، لكنها وقفت موقف المتفرج من المذبحة التي أقامها ملاك القصر الحاليون بتقطيع مجموعة من الأشجار العتيقة فيه. من جانبها، قالت سالي سليمان، المرشدة السياحة وصاحبة مدونة البصارة المهتمة بالآثار والتراث، إنها نبهت سابقا أن مالكة القصر لن تحترم القانون، وسيتم تخريبه ونفقد نحن كمصريين أحد الشواهد الدالّة على تاريخنا، مضيفة: «بالفعل في محاولة للحفاظ على حق كل مصري، رفعنا قضية لتسجيل القصر كأثر لحمايته». وأوضحت أن القصر بنى سنة 1908 لصاحبه كارل بايرلي، مؤسس بنك كريدي فونسييه ايجيبسيان، وهو أول بنك للتمويل العقارى فى مصر، اشترى الأرض من شركه النيل للأراضى الزراعية سنه 1905، ثم كلف المهندس كارلو براومبوليني لتصميمه سنه 1906 وتم بناؤه سنه 1908. وأضافت: «فى عام 1930، اشترى سراج الدين باشا القصر هدية لزوجته زكية هانم البدراوى، وعاش الابن فؤاد سراج الدين فى القصر إلى أن توفي سته 2000، وبيع القصر للشيخة موزة سنه 2013، وندد مهتمون كثر ببيع القصر وإهمال الحكومة فى تسجيله كأثر مع مرور أكثر من 100 سنة على تشييده، وكان شاهدا على أحداث سياسية مهمة فى تاريخ مصر الحديث». القصر مكون من طابقين عدا البدروم، وكان يطلق عليه بيت العائلة، كما يعد من أجمل قصور حى جاردن سيتى، ويقع فى مواجهة قصر النحاس باشا، غير المسجل أيضا، مع قيمته التاريخية. شهد القصر العديد من الحفلات وغنت به أم كلثوم وعبد الحليم، ومن الشخصيات التى زارت القصر الملك فاروق والنحاس باشا وعبد الناصر وأنور السادات والعديد من الشخصيات التى لعبت أدوارا فى حياه مصر السياسية والثقافية. كما شهد القصر أيضا تصوير بعض الأفلام السينمائية أشهرها فيلم شروق وغروب بطوله سعاد حسنى، وكتب أيضا رواية عن القصر بقلم سامية سراج الدين، وهي رواية بيت العائلة التى تصف فيه الحياة فى القصر وكان من إصدارات دار الشروق.