" قرية السلاموني" إحدي قري مركز أخميم، صورة حية للواقع الأليم والمر الذي يعيش فيه المواطن المصري، بشكل عام والسوهاجي بشكل خاص، علي مر سنوات حكم النظام السابق والأسبق. تقع "قرية السلاموني" في الجهة الشرقية لمركز أخميم، في حضن الجبل الشرقي ويبلغ عدد سكانها أكثر من 10 آلاف نسمة، لا توجد بها "مياه شرب"، ويعتمد أهالي القرية علي مياه الترع والمصارف، وسيارة مياه " كسح – فنطاس" تأتي مرة كل أسبوع. يقول ممدوح عيد محمود، أحد أبناء القرية، إن أهالي القرية يشربون من "مياه الترع والمصارف" من نفس المكان الذي تشرب منه " الماشية والدواب" وأنه رغم إرسال عشرات الشكاوي والفاكسات إلي المسئولين في المحافظة " شركة المياه و محافظ الإقليم والهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحي والوحدة المحلية لمركز ومدينة أخميم، إلا أن كل تلك الشكاوي والاستغاثات راحت أدراج الرياح. وأضاف " ممدوح " أن أهالي قرية السلامون بأخميم ، ضاعوا بين كل هذه الجهات والشركات، كل جهة تلقي بالمسئولية علي الأخري ، شركة مياه الشرب تلقي الأمر علي الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحي، بحجة أن الهيئة هي المنوط بها إنشاء خطوط مياه ومدها للقرية، وهو ما جاء بالخطابات أرقام 3058 و 4891 و 9021 الصادر من شركة المياه للهيئة القومية، والذي أكدت فيه الشركة علي الهيئة بضرورة تطوير مأخذ مياه محطة نيدة – المرشحة السطحية – تطويرا كاملا من آلة الإطماء والكشف علي مواسير المدخل ليتناسب مع كمية المياه العكرة الكلية للمحطة اللازمة لدخول التوسعات ومد خط قطره 12 بوصة من الخط قطر 24 بوصة عند قرية – أبار الوقف – بطول 3385 مترا إلي نجوع الصوامعة شرق و بطول 1877 مترا إلي قرية السلاموني، بالإضافة إلي توريد وتركيب وحدة توليد كهربائي بقدرة 2,5 ميجا وات داخل المحطة، وذلك للاستفادة من توسعات المحطة وسد حاجة المواطنين في القرية ونجوع الصوامعة شرق. وتابع " ممدوح " أنه رغم ورود الخطاب رقم 7583 في 25 /6/2014 من رئيس فرع قطاع وسط الصعيد، والذي يفيد أن شركة مياه الشرب والصرف الصحي بسوهاج، تم عمل دراسة للخط المطلوب مده لقرية السلامون، وأنه تمت مخاطبة الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحي، إلا أنه وحتي الآن ما زال أهالي قرية " السلاموني بأخميم " يعيشون علي مياه الترع والمصارف والطلمبات الحبشية. ويقول – محمود هاشم بيومي " أحد أهالي القرية، إن المياه الحلوة تأتي مرة واحدة في الأسبوع، سيارة " فنطاس" ترسلها شركة مياه الشرب لأهالي القرية، وهو ما يؤدي وجود مشاجرات بين أبناء القرية بسبب احتياج الناس للمياه ، وتكالب الجميع رجال ونساء وأطفال علي السيارة من أجل الحصول والفوز بجركن مياه حلوة. وتضيف – سعاد بخيت – ربة منزل أنها تضطر للجلوس وسط القرية تنتظر السيارة " فنطاس الميه الحلوة" التي ترسله الشركة، و تترك أطفالها الصغار بالمنزل بمفردهم لساعات حتي تأتي السيارة، وأنها قد تعود للمنزل بلا مياه حلوة بسبب التزاحم الشديد من قبل أهالي القرية. وأضافت – أن لها أطفال صغار، يحتاجون إلي كوب مياه نظيف ، فهل أصبح الحصول علي كوب مياه نظيف يقي أطفالها الإصابة بأمراض الكلي، أمرا مستحيلا، أم أن أهالي قرية السلامون، خارج حسابات المسئولين، وليس لهم أي سند حتي يلجأون إليه سوي الله سبحانه وتعالي. ويؤكد – الليثي شبيب من أهالي القرية، أن أهالي القرية لم يستغلوا الفترة التي مرت علي البلاد خلال السنوات الثلاثة الماضية ولم يقم أحد من أبناء القرية، بقطع طريق أو التظاهر من أجل الحصول علي حقهم في كوب مياه نظيف، ورغم إصابة العشرات من أبناء القرية بأمراض الفشل الكلوي بسبب تلوث المياه، إلا أن أهالي القرية، التزموا بالطرق القانونية ومخاطبة المسئولين والجهات المعنية، لكن للأسف وحتي الآن ما زال الوضع علي ما هو عليه، أهالي القرية يعيشون علي مياه الترع والمصارف، التي يلقي فيها الحيوانات النافقة، والتي تصيب المواطنين بالكثير من الأمراض. طالب " الليثي " المسئولين في الهيئة القومية لمياه الشرب وشركة مياه الشرب و رئيس مركز ومدينة أخميم وقبل هؤلاء محافظ سوهاج، بسرعة إنقاذ الآلاف من أهالي قرية "السلاموني " بأخميم ، قبل فوات الأوان، وبدلا من أن يضطر الأهالي لفعل ما لا يرضي أحدا لإنقاذ حياة أطفالهم.