يمثل مجلس الأمن، موازين القوى في العالم؛ فيعتبر هو المسئول عن التغيرات الدولية المعاصرة التى تحدث في العالم ، لذا تسعى الدول دائمًا إلى الانضمام إلى عضوية مجلس الأمن ، وهذا ما أوضحة الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال خطابه امام الاممالمتحدة امس الاربعاء، حيث طالب بعضوية مؤقتة لمصر في مجلس الأمن. ومنذ إنشاء مجلس الأمن الدولى كجهاز رئيسى من أجهزة الأممالمتحدة عام 1945 وبتكوينه المحدود (من 11 ثم 15 دولة)، تحددت العضوية ل5 دول عضوية دائمة و10 غير دائمين. وعلّق الدكتورسعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية، على طلب السيسي انضمام مصر لعضوية مجلس الأمن: "الرئيس طالب بالحصول على عضوية مؤقتة لمجلس الأمن لمدة عامين فقط، وهذا يعني ان تلك العضوية ليست دائمة، موضحًا أن هذا الطلب يتطلب العديد من الشروط للموافقة عليه وعلى رأسها التنسيق مع الدول الإفريقية للحصول على تأييد مصر لتكون ممثلا عن القارة الإفريقية وأن تحصل مصر على موافقة 9 أصوات من بين 15صوتا من أصحاب العضوية الدائمة في المجلس. وأوضح اللاوندي، أن مصر إذا أرادت الحصول على عضوية مجلس الامن لابد ان تتقدم بطلب رسمي يعرض على الجمعية العامة للامم المتجدة، فحديث السيسي ليس كافيًا. وهناك 15 دولة عربية تم تمثيلها في مجلس الأمن منذ بدايته وحتى ذلك الحين، فالبداية كانت مصر وهى إحدى الدول المؤسسة للأمم المتحدة، وقد اختيرت فى أول تشكيل للمجلس عام 1946 ولمدة عام واحد، وتعود علاقة مصر بمجلس الأمن إلى السنوات التمهيدية التى سبقت إنشاؤه. وأوضح الدكتور فهمي أحمد، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، أن طلب السيسي الحصول على عضوية مجلس الامن بشكل مؤقت، يدل على هدف الرئيس في تحقيق أمر هام من تلك العضوية خلال عامين فقط ، موضحًا أن الأمر ليس صعبا، ويتوقف فقط على موافقة الدول الإفريقية. وأكد أستاذ العلاقات الدولية أن الرئيس كان حكيما حينما طلب الانضمام إلى عضوية مجلس الامن، لان انضمام مصر له في الوقت الحالي انتصار لإرادتها. يذكر أن مصر، أبدت مصر اهتماما بأعمال مؤتمر سان فرانسيسكو، بشأن إنشاء الأممالمتحدة ومنظماتها المختلفة وقدم وفدها، إلى المؤتمر مقترحات لتعديل نصوص الميثاق، أبرزها تقييد حق الاعتراض (الفيتو). وعلى الرغم من عدم الأخذ بهذا الاقتراح، فإن البرلمان المصرى صدّق على ميثاق الأممالمتحدة، وانتخبت مصر عضوا فى المجلس بأول تشكيل له. ومع توسيع عضوية الدول غير الدائمة فى المجلس من 6 إلى 10 دول منذ منتصف الستينات أصبح للدول العربية تمثيل مستمر بمقعد واحد ابتداء من عام 1968 وجرى العرف على أن يكون تمثيل الدول العربية فى المجلس بالتناوب بين المجموعة الآسيوية والمجموعة الإفريقية.