كانت مفاجأة بالنسبة للشعب المصري والعالم دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى دعم طلب مصر الحصول على العضوية غير الدائمة في مجلس الأمن الدولي، خلال كلمته التي ألقاها بالأممالمتحدة. بحيث وقعت كوقع السرور على قلوب المصريين والديبلوماسيين، بينما انتقدها آخرون معتبرين أنها طلب غير موفق من رئيس ذكي كالرئيس السيسي، واعتبروا أن تلك الدعوة لا تثمن ولا تغني من جوع. استطلعت "بوابة الوفد" آراء بعض الديبلوماسيين حول مدى إمكان قبول مجلس الأمن الدولي لدعوة السيسي، خصوصاً عدم وجود ممثل للأمم الأفريقية كعضو دائم في مجلس الأمن. فاعتبر محمد حسين, أستاذ العلاقات الدولية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن طلب الرئيس السيسي في الانضمام الى الأعضاء غير الدائمين لمجلس الأمن الدولي يدل على عدم الدراية وعدم فهم طريقة السياسات الدولية، لأن مصر عضوة بالفعل في المجلس ومن الأعضاء غير الدائمين. أكد حسين، أن هذا خطأ علمي من المندوب المصري بالأممالمتحده، مضيفا أن دول القارة الأفريقية تدخل تحت لائحة الأعضاء غير الدائمين. أعرب حسين عن قلقه الشديد إيذاء عدم موافقة المجلس لانضمام مصر، مشيرا إلى أن مجلس الأمن لن يوافق لانضمام أى دولة عربية إليه، قائلا"إن هذه الدعوه لا تثمن ولا تغني من جوع". بينما قال محمد المنيسي, مساعد وزير الخارجية السابق، إن طلب قبول دعوة مصر في الإنضمام إلى مجلس الأمن الدولي لابد أن يسبقه أولًا زيادة عدد الأعضاء الدائمين بالمجلس. وأوضح المنيسي، أنه لابد من إعادة تعديل ميثاق الأممالمتحدة، حتى يقرروا زيادة عدد الأعضاء الدائمين بالمجلس ويعقب ذلك اختيار الدول التى تمكنها المشاركة في قرارات المجلس، مشيرا إلى أن أكبر ثلاث دول بالقارة الفريقية تتنافس على عضوية مجلس الامن الدولي وهي: مصر وناجيريا وجنوب السودان. وأشار المنيسى إلى أن مصر بدأت تستعيد مكانتها في المنطقة الدولية، موضحا أن حضور السيسي للدورة 69 لجمعية الأممالمتحده لا يطفى عليه أنه اعترف به دوليا كرئيس لمصر. أما سعيد اللوندي، الخبير بالعلاقات الدولية والسياسية لمركز الاهرام، فأشاد بالدور الذي يقوم به الرئيس السيسي في دعواه، لافتا إلى أن علاقة مصر بالدول الأفريقية تطورت كثيرا وفي طريقها للتحسن في عهد الرئيس السيسي. وأكد اللوندي، أن المجموعة الافريقية ستقوم بترشيح مصر لتنوب عنها بالخارج، نظرا للدور التوفيقي الذي تلعبه مصر مع دول العالم، إضافة إلى دورها كدولة محاربة للإرهاب. وتابع الدبلوماسي، أن مصر جديرة بالحصول على مقعد غير دائم بالوقت الحالي فضلا عن مقعد دائم بالمستقبل، مؤكدا أن هذا سيحدث عقب تعديل ميثاق الأممالمتحدة ليصبح عدد الدول الدائمة بالمجلس أكثر من الخمسة الحاليين. وعلى الجانب الأخر, صرح الدكتورعادل الصفتي, مساعد وزير الخارجية الأسبق, أن هناك عدة خطوات لحصول مصر على عضوية مجلس الأمن غير الدائمة, مضيفًا أن الخطوة الأولى هي ترشيح المجموعة الأفريقية مصر باعتبارها ممثل عن الدول الأفريقية. وأعلن الصفتي, أن المجموعة الأفريقية لديها قواعد صارمة في اختيار الدولة الممثلة للقارة, حيث أنها تعمل بنظام معين يتيح للدول الأفريقية أن تحصل على حق الإنضمام لمجلس الأمن كعضوغير دائم بشكل متساوي. وأفاد الصفتي, أن عضوية مجلس الأمن غير الدائمة ستعطي مصر الحق في التصويت علي مسائل الأمن والقضايا الدولية الهامة, بالإضافة للتصويت على الحروب والعقوبات التي توقع على الدول المخالفة. وبين الصفتي, أن طلب السيسي الحصول على عضوية غير دائمة بمجلس الأمن لن يغير كثيرًا, لأن الحصول على العضوية يكون بناء على قوانين وإجراءات معينة وليس بناء على رغبات وتمني.