أصبح الإضراب عن الطعام ورقة الضغط الوحيدة التي تستخدمها القوى المعارضة الآن للإفراج عن السجناء السياسيين وإسقاط قانون التظاهر، وبدأت منذ أشهر معدودة بعدما ضاق الحال بالسجينين محمد سلطان وعبد الشامي مراسل الجزيرة، فاختاروا نضال "الأمعاء الخاوية" ضد التعذيب وتلفيق التهم والحبس الاحتياطي، الذي طال أشهر إن لم يكن عامًا كاملًا، مثلما حدث مع محمد سلطان، الذي ما زال محبوسًا احتياطيًّا لأسباب لا يعلمها سوى قوات الأمن التي القبض عليه فقط، ولا يزال مضربًا عن الطعام حتى يتم تحقيق مطالبه. ومع طول مدة الإضراب تدهورت حالتهم الصحية، فمنهم من استطاع إبلاغ ذويه، ومنهم من فشلت محاولته للتعنت في الزيارات. "البديل" رصدت بعض الحالات الصحية التي تدهورت نتجة للإضراب داخل محبسهم. في هذا الصدد قالت سارة شقيقة محمد سلطان المضرب منذ 230 يومًا بسجن طرة: إن هناك مصادر من داخل السجن أكدت لنا نقله من زنزانته الانفرادية بسجن ليمان طرة لفقده الوعي إلى العناية المركزة المرفقة بمستشفى السجن؛ لطول مدة إضرابه الكلي وبلوغها حالة حرجة، ثم أعادوه مرة أخرى إلى الزنزانة رغم تدهور حالته. وأضافت: المؤشرات كانت في غاية الخطر،ضغطه 80/30 و السكر 45 و الاسيتون في عينة البول +3، مؤكدة أن التقرير الطبي الموثق موجود لدى إدارة السجن بتاريخ الأربعاء 11 ديسمبر الماضي"، وتابعت "إننا نحمّل السلطات المصرية المسئولية الكاملة، خاصة وزير الداخلية ومساعديه والمجلس القومي لحقوق الإنسان. من جانبها قالت منى سيف، شقيقة الناشطة سناء سيف المسجونة سياسيًّا على خلفية أحداث قصر الاتحادية: سناء من وقت إضرابها موجودة بمستشفى السجن لمتابعة حالتها الصحية، الثلاثاء الماضي انخفض ضغطها جدًّا وأصابتها حالة قيء رغاوٍ بيضاء، ورفضت أن يعلق لها جلوكوز وتمسكت بإضرابها عن الطعام, فعلقوا لها محلول Ringer وتحسنت نسبيًّا، أما الأربعاء الماضي قياس السكر كان 52 والضغط 90/50. من ناحية أخرى قالت نورهان حفظي، زوجة الناشط السياسي أحمد دومة المحكوم عليه بموجب قانون التظاهر: أحمد أضرب عن الطعام من 28 أغسطس فجر الأحد، ومنذ ثالث يوم للإضراب بدأت تصيبه حالة قيء بشكل هستيري، حتى المياه وأقراص العلاج بعد 5 دقايق من بلعها، وخلال 48 ساعة تقيأ 29 مرة، أصيب بنوبة إغماء أكثر من مرة بزنزانته، والمساجين استخدموا حالة التخبيط بالمعالق والحلل على أبواب الزنازين؛ لنقل أحمد للمستشفى، واختتمت: في أقل من 6 أيام من إضرابه، أصبح هيكلًا عظميًّا، ويتحرك بالكرسي؛ لأنه للأسف لم يحقن حتى بمحلول الملح؛ لأن معدته لم تتحمل ذلك". وتابعت: "الحالة الصحية لأحمد أصبحت في خطر، ما أكده الوفد الذي أرسله المجلس القومي لحقوق الإنسان وحتى الآن إدارة السجن ترفض نقله إلى مستشفى خارج السجن، مؤكدة أنه لم يعد يستطيع صلب طوله؛ لأنه أصبح "جلد على عضم"، وأضافت: قدمت بلاغًا للنائب العام ضد الوزير والمساعد ولا حياة لمن تنادي". وفي نفس السياق، قال شقيق الصحفي المصور أحمد جمال زيادة: أحمد مراسل صحفي لشبكة يقين الإخبارية، ألقى القبض عليه في 28 ديسمبر 2013 أثناء أدائه عمله في تغطية تظاهرات جامعة الأزهر، حول إلى محكمة الجنايات بالقضية رقم رقم 7399 لسنة 2013 جنح ثان مدينة نصر، ولم يتم تحديد جلسات له، وهوالآن محبوس احتياطيًّا ومحتجز بسجن أبو زعبل منذ ما يقرب من العام بموجب قانون التظاهر، والتهم الموجهة إليه حرق وتخريب عمد مباني كلية تجارة الأزهر وتظاهر بدون إخطار واستعمال القوة والعنف والتعدي على الأمن، دخل زيادة في إضراب مفتوح عن الطعام عن الطعام منذ 25 أغسطس الماضي". وتابع: تم نقله إلى مستشفى سجن أبو زعبل بعد تدهور حالته الصحية.