تتواصل أزمة المصريين العالقين على الحدود الليبية التونسية، بسبب احتدام المعارك بين التنظيمات المسلحة في ليبيا. ويعاني آلاف المصريين المتكدسين على الحدود أشد معاناة بسبب رفض السلطات التونسية عبورهم إلى أراضيها دون تذاكر سفر للقاهرة صالحة، في وقت فيه تشهد ليبيا انهيارًا في مؤسساتها، مما يعوق حصول المصريين على تأشيرات وتذاكر سفر صالحة. ونشر النشطاء على موقع التواصل الاجتماعي فيديو يظهر فيه منع قوات الأمن التونسية المصريين الدخول إلى معبر رأس جدير على الحدود مع ليبيا، بعدما هربوا من الاشتباكات في ليبيا وتطورت الأعمال الانتقامية ضدهم. وأظهر الفيديو اعتداء قوات الأمن التونسية على المصريين بإطلاق قنابل الغاز عند محاولتهم الدخول إلى الجانب التونسي، هربًا من استهداف الميليشيات الليبية لهم. واعترفت وزارة الخارجية بوجود أزمة للمصريين العالقين هناك، حيث قررت اللجوء إلى زعماء قبائل ليبية لحماية رعاياها العالقين على الحدود بين ليبيا وتونسن مؤكدة أنها "تتابع بالتنسيق الكامل مع الوزارات والأجهزة المعنية بشكل مستمر أوضاع المصريين المتواجدين على الأراضي الليبية، وأوضاع المصريين على الحدود الليبية التونسية الراغبين في العودة إلى أرض الوطن، حيث تم الدفع بأعداد إضافية للطاقم القنصلي المتواجد على الجانب التونسي من الحدود، كما تم توفير مختلف أشكال الرعاية لهم من مأكل ومشرب حتى يتم نقلهم إلى أرض الوطن من مطارات تونس". وأضافت الوزارة "كما جرت اتصالات مكثفة برموز وعواقل العشائر والقبائل الليبية لتوفير الحماية والرعاية للمصريين الموجودين على الجانب الليبي من الحدود مع تونس إلى حين عبورهم إلى الجانب التونسي تمهيدًا لعودتهم إلى البلاد"، مشيرة إلى أن "رئيس مجلس الوزراء شكل لجنة تضم ممثلين من وزارات الخارجية والدفاع والداخلية والنقل والطيران المدني والصحة لمتابعة تطورات الموقف أولًا بأول لتسهيل إجراءات سفر من يرغب في العودة إلى مصر من دون تحميله أية أعباء". وقال وزير الخارجية سامح شكري إنه وجه سفير مصر في ليبيا بالسفر فورًا للتواجد على الجانب الليبي من الحدود بين ليبيا وتونس؛ لتنسيق عمل الطاقم القنصلي، كما وجه سفير مصر في تونس بالذهاب على الفور إلى منفذ رأس جدير؛ للاطمئنان على أوضاع المصريين الموجودين على الجانب التونسي من المنفذ والتنسيق مع السلطات التونسية لسرعة إنهاء إجراءات عودتهم إلى مصر.