علقت صحيفة "هآرتس" على أن الغرب بقيادة الولاياتالمتحدة يثبت جهله مرة تلو الأخرى في منطقة "الشرق الأوسط"، ويرتبط هذا الجهل بشيء عميق في قلب التجربة الأمريكية، التي كانت سر نجاح أمريكا، وما صاحبها من القوة العظمى. لكن على عكس منطقة الشرق الأوسط التي لها تاريخ طويل وقديم، أمريكا لديها تاريخ قصير وهو الأمر الذى يعد أحد مصادر قوتها، وتشبه الصحيفة الشرق الأوسط بمن تقع عينيه خلف رأسه، ولا يمكنه النظر للأمام، وسيسير دائما للوراء، حيث أن هذا الاتجاه هو الوحيد الذي يتمكن من رؤيته. وتوضح أن تريليونات الدولارات التي أنفقتها أمريكا على الحرب ضد الإرهاب، التي قهرت من خلالها العراق وأفغانستان والجهود المبذولة لنشر الرؤية الديمقراطية في العالم الربي والإسلامي، يضيع هباءا مع انتصار "داعش" في الأراضي العراقية. لكن الغرب بقيادة الولاياتالمتحدة فوجئ بانهيار الجيش العراقي السريع أمام "داعش" الجيش الذي تم تمويله وتدريبه من قبل الغرب وأمريكا أيضا. لكن ليس من المفاجئ هذا الانهيار للجيش العراقي، فقبل عقد من الزمان انهار تماما أمام الغزو الأمريكي، لذا فيجب استيعاب حقيقة واحدة وهي أن الجيش العراقي قديما أو الآن لا يجب أن يتم تسميته "جيش الشعب العراقي"، حيث لا يوجد ما يسمى بالشعب العراقي، فالدولة مؤلفة من مناطق صناعية، لم يتمكنوا أبدا من توحيد وطني عبر القبلية أو العرقية.