رأت صحيفة" فاينانشيال تايمز" البريطانية أن سقوط مدينة الموصل العراقية في أيدي مسلحي تنظيم "داعش" يعد "تجسيدا لمأساة دولة منهارة". وقالت الصحيفة، في تقرير أوردته على موقعها الالكتروني اليوم الخميس، أنه في أعقاب الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 كانت الموصل خير نموذج للتغلب على الجماعات المسلحة الناشئة، مشيرة إلى احتفال الجنرال ديفيد بترايوس، الذي كان قائدا آنذاك للفرقة 101 المحمولة بالعراق قبل أن يقود جميع القوات الأمريكية هناك بحملة تمكنت من تأمين المدينة في وقت احترقت فيه معظم باقي مناطق السنة بالعراق. وأضافت الصحيفة أن بترايوس كان يعلم جيدا وقتها أن الطرق العسكرية وحدها لن تستطيع هزيمة فلول نظام الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين مما جعله يعطي السكان المحليين مسئولية إدارة شئونهم، وذلك حسبما جاء بوكالة أنباء "الشرق الأوسط". وأشارت الصحيفة إلى أن السلام لم يدم كثيرا في الموصل، فقد سيطر عليها مسلحون مرة أخرى بعد رحيل الجنرال الذي أصبح متقاعدا، ودمرت بعد ذلك في خضم الحرب الأهلية التي نشأت بين السنة والشيعة على مدار عامين. ومضت الصحيفة تقول إن سقوط الموصل الآن في أيدي أعضاء تنظيم داعش هذه المرة ليس ببساطة مجرد فصل مأساوي آخر في الملحمة العراقية، بل يعتبر تجسيدا للمأساة التي يعيشها العراق الآن: دولة منهارة تضعف قبضة حكومتها المركزية تدريجيا على أجزاء كبيرة من أراضيها بعد أكثر من عشر سنوات على سقوط نظام حزب البعث. ولفتت الصحيفة إلى انه مع تقدم تنظيم داعش نحو الجنوب، تبدو الحكومة العراقية عاجزة أكثر من ذي قبل، وتظهر قوات الأمن العراقية التي أنفقت الولاياتالمتحدة مليارات الدولارات على تدريبها وتزويدها بالمعدات غير متكافئة أمام قوة من الجهاديين قوامها اصغر بكثير لكنها أكثر حماسا. وقالت الصحيفة في ختام تقريرها إنه رغم أن معظم الأحزاب السياسية تعارض عودة نورى المالكي ورؤيتهم له بمثابة جزء من المشكلة العراقية، فقد حصل حزبه على 92 من أصل 328 مقعدا في البرلمان، مما جعله يتقدم الكتل البرلمانية الأخرى، غير أنها أكدت انه في خضم ذلك الصراع على السلطة في بغداد الذي يتزامن مع تقدم جريء للجهاديين، سينتهي الأمر بجميع الأطراف السياسية إلى الفشل.