فضل الشاعر المعتقل عمر حاذق، أن يوجهه رسالته السابعة من سجن برج العرب، إلى الغلابة والبسطاء الذين لا يتابعون السياسية ويفضلون المشي جنب الحيط، ويحثهم في تلك الرسالة على متابعة ما يحدث خلف القضبان للكثير من الثوار وعلى رأسهم الناشطة ماهينور المصري المعتقلة بسجن الأبعدية بدمنهور. جاءت رسالة «حاذق» تحت عنوان "إلى المواطن المصري على كنبة كأس العالم..صباحك حرية"؛ وتنشر «البديل» نص الرسالة كاملًا: "هذا صباح لطيف، صباح الخميس 12/6/2014، منذ قليل فرغت من مراجعة البروفة الرابعة من روايتي الجديدة، التي بدأتها في سجن الحضرة، على ضوء شمعة وأكملتها هنا في سجن الغربانيات- برج العرب، من عادتي أن تكون نصف الكتابة أو أكثر في المسودة الأولى، ثم في البروفات يكتمل النص بعد التعديل حذفًا وإضافة، لذلك أظن أن هناك بروفة خامسة أو سادسة، ظهرت ملامح الرواية الآن واضحة، وأنا شديد الفرح بها، صباحكم محبة إذن، يا أصدقائي القليلين ويا إخوتي الكثيرين في محبة هذا الوطن. مع ذلك، هناك سبب آخر يجعل هذا الصباح لطيفا، عرفت البارحة أن اليوم بداية المونديال، الذي يفرح به الملايين، لا أحب كرة القدم، وأكره صناعتها الرأسمالية غير الرشيدة، سيفرح ملايين الفقراء بانتصارات وهمية لمنتخبات بلادهم، ليفرح الغلابة الذين لا يجدون أسبابا حقيقية، صادقة، ليفرحوا، هؤلاء الغلابة والبسطاء الذين لايتابعون السياسة ويفضلون "المشي جنب الحيط" وأحيانا داخل الحيط نفسه، هؤلاء هم الذين أخاطبهم هنا. أذكر، قبل 30 يونيو بأيام، دار حوار طويل على الفيس بوك على حائط زميل وصديق بمكتبة الأسكندرية عن المشاركة في 30 يونيو، أذكر الآن أنني كتبت مهما تعدد الخلاف حول المشاركة سأشارك، لأن ملايين الفقراء ثاروا على نظام "مبارك" حالمين بحياة أفضل، فازدادوا فقرًا، وهذا سبب كاف للثورة على أي رئيس ولو كان منتخبًا. أقول لك أيها الفقير، يا أخي، حين تجهز كوب شايك وباكو بسكوت من أبو 1/2 جنيه، وحين تشغل المروحة القديمة وتجلس على الكنبه أمام التلفزيون اللي بالقسط، حين تنبهر برقصات السمبا في حفل الافتتاح، حين لا تملك نفسك من شدة الإنفعال بجون ملعوب أو ترقيصة محكمة، فتهلل أو تهتف أو تشتم، حين ينتهي ماتش جامد جدًا، وتقوم بصينية الشاي والباكو الفارغ، أو تقوم من على القهوة مع أصدقائك لتعودوا وأنتم تستكملون تحليل الماتش، حين يحدث شيء من ذلك ، فافرح، هنيئا لك الفرح، لكني من هنا أريدك أن تفكر في فكرة صغيرة، بسيطة، ملهمة. فكر في فتاة استثنائية اسمها ماهينور المصري، مسجونة حاليًا في سجن الأبعدية بدمنهور، بسبب جريمة واضحة فاضحة: أنها تحلم لك بغد أجمل، أكثر حرية وعدلاً وكرامةً، «ماهينور» التي قادت مظاهراتنا منذ نظام مبارك، التي علمتني الكثير، مسجونة لأنها تدافع عن أحلامها، لا أخاف عليها لأني أعرفها جيدًا. عرفت الآن، أن علاء عبدالفتاح ورفاقة حكم عليهم بالسجن 15 سنة، فكر أيضا في مئات الشباب الذين دفعوا حياتهم والآلاف الذين دفعوا عيونهم واصاباتهم ثمنا لحريتنا، لحريتك وحريتي، فلا تنس ذلك ولا تضيع حقوقك يا أخي الفقير لأن الحياة جميلة بالحرية.