افتتح منتخب الأرجنتين رحلته في نسخة 2014 لبطولة العالم الجارية في البرازيل وتحديدا على ملعبها الأكبر ماراكانا في ريو دي جانيرو بفوز صعب للغاية على البوسنة والهرسك في ظهورها المونديالي الأول 2-1. الأهداف الثلاث التي عرفها اللقاء تاريخية بكل معان الكلمة ولن تمحى من ذاكرة المونديال، فالهدف الأول في المباراة هو أسرع هدف عكسي في تاريخ المونديال، والذي سجله مدافع البوسنة كولاسيناك بالخطأ في شباك حارسه أزمير بيكوفيتش بعد دقيقتين و10 ثوان، ليتفوق على الهدف الذي سجله مدافع باراجواي أمام إنجلترا في مونديال 2006 بعد دقيقتين و44 ثانية. أما الهدف الثان للأرجنتين فجاء من أقدام ليونيل ميسي وهو أول هدف يسجله حامل الكرة الذهبية 4 مرات بعد هدفه الوحيد بعد 8 سنوات بالتمام والكمال، وذلك يوم 16 يونيه 2006 أمام صربيا ومونتنيجرو في ألمانيا، والمثير أن ثاني أهداف الفتى الأرجنتيني كان في مرمى فريق أيضا منحدر من أصل يوغوسلافي وهو البوسنة والهرسك ومقسم اسمه إلى إقليمين أيضا قبل انفصال صربيا عن مونتنيجرو أو الجبل الأسود. ثالث الأهداف كان تاريخيا أيضا وسجله البديل إيبيسيفيتش، وتمكن أهميته في أنه أول هدف في تاريخ البوسنة المونديالي في ظهورها الأول بالبطولة. بدأت الأرجنتين المبااة بقوة واندفاع وظهر تحفز اللاعبين ورغبتهم في محو الصورة السيئة التي غادروا بها المونديال الماضي برباعية ألمانيا الشهيرة، وساعدهم الحظ عندما أخطأ المدافع البوسني بعد دقيقتين. لم تستفد الأرجنتين من كل تلك المعطيات وسرعان ما ظهر التوتر على اللاعبين، فميسي كان غائبا كالعادة وركز على محاولات الانطلاق الفردي بحثا عن شيء، ولكن الفشل المتتالي في العبور ساهم في انخفاض حاد بمستواه، فيما كان ظهور النجوم دي ماريا وأجويرو باهتا للغاية. الهدف المبكر حرر لاعبي البوسنة من ضغط أول مباراة في تاريخهم المونديالي، وتناقل لاعبوه الكرة وسيطروا على وسط الملعب بقيادة نجم روما بيانيتش، وبرغم أنه لم تلح لهم فرص حقيقية للتسجيل، إلا أنهم نجحوا في اتخاذ الأسبقية، وأسكتوا عشرات الآلاف من الجماهير الأرجنتينية في مدرجات ماراكانا. الشوط الثاني بدأ بتدخل تكتيكي هام من المدرب سابيلا الذي دفع بجاجو في وسط الملعب بدلا من ماكسي البعيد عن مستواه، والثاني بإشراك هيجوايين مكان المدافع جارجانو، وتحولت الطريقة من 3-5-2 إلى 4-4-2. التغييرات أثمرت إيجابيا وظهرت الأرجنتين بشكل أفضل ونشط ميسي، بينما كانت البوسنة أيضا هي الطرف الأفضل. استمرت الأفضلية البوسنية حتى استفاق ميسي في الدقيقة 65 وقدم شيئا من سحره المفقود بعد انطلاقة من وسط الملعب وتمريرة مزدوجة مبهرة مع دي ماريا اختتمها البرغوث بتسديدة على الطريقة الكتالونية في شباك بيجوفيتش. تحررت الأقدام الأرجنتينية بعد الثنائية وخاصة لميسي الذي تأكد من العبء الكبير الملقى عليه. وفي الوقت الذي كانت تبحث فيه الأرجنتين عن هدف ثالث، يفاجئه إيبيسيفيتش بهدف جيد بعد ضرب مصيدة التسلل في الدقيقة 84. البوسنة كانت قريبة فيما تبقى من دقائق على إدراك التعادل لولا عدم إيمان لاعبيه بقدرتهم في التعادل مع العملاق الأرجنتيني، إلا أن الفريق البوسني في المجمل أكد أنه اسم لا يستهان به ولديه كافة الإمكانيات لمصاحبة التانجو للدور الثاني، ولما لا في أبعد من ذلك، حيث إن منافسه في ثمن النهائي لو تمكن من العبور له سيكون في المتناول بين كولومبيا وكوت ديفوار واليابان واليونان، فرق المجموعة الثالثة.