في أول نهائي لدوري الأبطال الأوروبي بين فريقين من مدينة واحدة، يسعى ريال مدريد الإسباني إلى الفوز بلقبه العاشر في المسابقة، عندما يلتقي جاره ومنافسه التقليدي أتليتكو مدريد، اليوم السبت، في النهائي بالعاصمة البرتغالية لشبونة. ويراهن الريال بشكل كبير على أداء نجميه البرتغالي "كريستيانو رونالدو" والويلزي "جاريث بيل"، في هذه المواجهة الصعبة مع كتيبة محاربي أتليتكو تحت قيادة مديرهم الفني الأرجنتيني "دييجو سيميوني". ولعبت أهداف «رونالدو»، التي بلغ عددها 16 هدفًا في المسابقة هذا الموسم، دورًا هائلاً مع الأداء الخططي لمديره الفني الإيطالي "كارلو أنشيلوتي" في قيادة الريال إلى النهائي الأول له في البطولة، منذ أن أحرز لقبه التاسع «رقم قياسي» في دوري الأبطال عام 2002 . ويمتلك «أنشيلوتي» فرصة ذهبية لمضاهاة إنجاز البرتغالي جوزيه مورينيو، المدير الفني السابق للريال والحالي لتشيلسي الإنجليزي، ومدربين آخرين فيما يتعلق بإحراز لقب دوري الأبطال مع ناديين مختلفين، حيث سبق لأنشيلوتي أن أحرز اللقب مع ميلان الإيطالي في 2003 و2007 . وقال «رونالدو»: «اللقب العاشر هو اللقب الذي يحلم به كل مشجع مدريدي، انتقلت لهذا النادي من أجل الفوز بألقاب كهذه». ويتفق «بيل» مع زميله قائلًا: «هذه هي الأسباب التي تأتي من أجلها إلى ريال مدريد، أن تلعب في أكبر مباريات نهائية في العالم وأن تحاول الفوز بالبطولات، أتطلع إلى المباراة كأي شخص آخر». وفي المقابل، يستطيع «سيميوني» أن يصبح ثالث مدرب فقط غير أوروبي يحرز لقب البطولة. وإذا أحرز أتليتكو اللقب، سيستكمل بهذا الفريق ومدربه الأرجنتيني هذا الموسم المدهش لهما بتتويج آخر بعد فوز الفريق بلقب الدوري الإسباني يوم السبت الماضي متفوقًا على برشلونة والريال. وتُوج أتليتكو بأول لقب له في الدوري الإسباني منذ 1996، وذلك بعد تعادله «1-1» مع برشلونة، السبت الماضي، في المرحلة الأخيرة من الدوري الإسباني. وما زالت الشكوك تحيط بمشاركة المهاجم "دييجو كوستا" في هذه المباراة على ستاد «النور» في لشبونة. ولكن فريق «سيميوني» سطع هذا الموسم بفضل الأداء الجماعي أكثر من الاعتماد على الأداء الفردي لأي لاعب. وقال «سيميوني» إن فرص الفريقين متكافئة تمامًا، موضحًا أن الريال لديه لاعبون يتميزون بالأداء الفردي أفضل من لاعبي أتليتكو، كما أن الفريق سيخوض المباراة برغبة جامحة بينما يخوض أتليتكو المباراة بحافز هائل للغاية. وأضاف: «المباراة ستكون قوية للغاية، وخط الوسط سيكون له أهمية بالغة». وفي منتصف الملعب، لن يستطيع «أنشيلوتي» الاعتماد على لاعبه البارز "تشابي ألونسو" بسبب الإيقاف للإنذارات. كما تحوم الشكوك حول مشاركة كل من المدافع البرتغالي "بيبي" والمهاجم الفرنسي "كريم بنزيمة" مع الريال في هذه المباراة بسبب الإصابات، ولكن «رونالدو» سيكون جاهزًا لخوض هذه المباراة التي تقام في عاصمة بلاده وذلك بعدما غاب عن آخر مباريات فريقه في الدوري الإسباني والتي التقى فيها إسبانيول، السبت الماضي، وذلك بسبب القلق من الإصابة. وقال «أنشيلوتي»: «رونالدو وبيل سيشاركان»، مشيرًا إلى أنه لا ينتظر أن يبدو فريق أتليتكو ضعيفًا إذا غاب كوستا عن اللقاء. وأوضح: «ما من أسرار في المباراة، كل من الفريقين يعرف الآخر، ستكون مباراة قوية ومتكافئة». وأعاد "أنشيلوتي" السلام والاستقرار إلى الريال من خلال نظام أكثر هدوءًا في قيادة الفريق من نظام مورينيو الذي رحل عن تدريب الفريق في نهاية الموسم الماضي. ونال «أنشيلوتي» قدرًا أكبر من الإشادة بعدما قاد الريال للفوز الساحق «4-0» على بايرن ميونيخ الألماني في عقر داره، في إياب الدور قبل النهائي لدوري الأبطال، ليتأهل إلى النهائي بالفوز «5-0» على بايرن في مجموع المبارتين. وقال «رونالدو»: «أنشيلوتي نجح في تغيير كل شيء هنا، العقلية والخطط وكل شيء». ورغم هذا، قدم سيميوني العجائب أيضًا مع أتليتكو الذي وصل للنهائي للمرة الثانية فقط في تاريخه، علمًا بأنه وصل للنهائي بعد فوز ثمين على تشيلسي الإنجليزي «3-1» في عقر داره في إياب الدور قبل النهائي للبطولة التي لم تشهد أي هزيمة للفريق هذا الموسم. وكانت المشاركة الوحيدة السابقة لأتليتكو في النهائي قبل 40 عاما وكان الفريق على بعد ثوان من التتويج باللقب من خلال الفوز على بايرن ميونيخ، ولكن شباكه استقبلت هدف التعادل في الدقيقة 120 قبل أن يفوز بايرن «4-0» في المباراة المعادة. ويسعى أتليتكو إلى محو ذكريات هذه الهزيمة السابقة، ولكن سيميوني استنكر الادعاءات بأن الفريق لديه حافز آخر وهو التخلص من ظلال الريال، النادي الأكثر شهرة وثراء من جاره أتليتكو. وقال «سيميوني»: «القدرة على التحفيز هي أن نظهر لهم قميص النادي، الحافز هو أن تلعب لأتليتكو مدريد وليس المهم هو من سنلعب أمامه». وكشف أتليتكو عن مرونته وقدراته في المباراة أمام برشلونة يوم السبت الماضي، حيث حقق الفريق التعادل الذي كان يحتاجه رغم خروج لاعبيه "كوستا" و"أردا توران" من المباراة مبكرًا بسبب الإصابات. وتحدث "دييجو جودين"، مدافع ونجم أتليتكو، والذي سجل هدف التعادل في هذه المباراة، عن التحدي «الهائل والمثير» الذي سيشهده نهائي دوري الأبطال. وقال «جودين»: «سنخوض آخر مباراة لنا هذا الموسم بأفضل شكل ممكن وبكثير من الثقة، نعلم أنها فرصة رائعة لأننا خضنا مباراة نهائية أمام برشلونة في الدوري يوم السبت الماضي، وفزنا بالدوري، والآن، سنخوض نهائيا آخر أمام ريال مدريد». وهذه هي المباراة النهائية الأولى للبطولة بين فريقين من نفس المدينة، بينما شهد تاريخ البطولة أربع مباريات نهائية سابقة بين فريقين من جنسية واحدة. وكان "إيكر كاسياس" حارسًا للريال في المباراة النهائية للبطولة عام 2000 عندما فاز الفريق على "فالنسيا" الإسباني «3-0»، كما فاز رونالدو باللقب مع فريقه مانشستر يونايتد الإنجليزي في 2008 رغم إهدار ركلة ترجيح في المباراة النهائية أمام تشيلسي الإنجليزي. وقاد "أنشيلوتي" فريق ميلان للفوز على يوفنتوس الإيطالي في نهائي البطولة عام 2003 وكان آخر نهائي سابق بين فريقين من نفس الجنسية في الموسم الماضي عندما تغلب بايرن ميونيخ على بوروسيا دورتموند الألماني «2-1» في النهائي على ستاد «ويمبلي» الشهير. وفاز أتليتكو بلقب مسابقة الدوري الأوروبي قبل عامين بعد الفوز «3-0» على أتلتيك بلباو في نهائي إسباني خالص للبطولة، لكنه لم يحرز من قبل لقب دوري الأبطال. وكانت المواجهة الأوروبية الوحيدة السابقة بين الريال وأتليتكو، عندما التقيا في المربع الذهبي لدوري الأبطال عام 1959، وفاز الريال «2-1» ذهابًا ثم فاز أتليتكو «1-0» إيابًا ليتعادلا «2-2» في مجموع المبارتين ويحتكمان للقاء فاصل في مدينة سرقسطة الإسبانية فاز فيه الريال «2-1» ليتوج وقتها بلقبه الرابع على التوالي في البطولة وذلك في أربعة مواسم متتالية.