قالت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية اليوم، إن تتار القرم يحتفلون برحيل الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش منذ أسبوع، ولكن اجتاحتهم مشاعر القلق منذ تنصيب حكومة جديدة موالية لروسيا أمام برلمان سيمفروبول المستقل يوم الخميس الماضي ومحاصرة القوات الروسية للأماكن الاستراتيجية بشبه جزيرة القرم. وأوضحت الصحيفة أن التتار يتحدثون اللغة التركية وينتمون إلى الإسلام، وقد أسس التتار خانية القرم عام 1441، وبعد قيامهم بالاستيلاء على موسكو وحرقها عام 1571، صاروا في حرب مستمرة مع الإمبراطورية الروسية. وقد أدى الغزو الروسي عام 1792وحرب القرم عام 1853 إلى نزوح كبير للتتار الذين وجدوا أنفسهم أقلية في مقاطعة أصبحت روسية، وبعد أن تعاونت أقلية منهم مع المحتل الألماني خلال الحرب العالمية الثانية، فرض ستالين عقابًا جماعيًا على التتار في 18 مايو 1944 عن طريق ترحيلهم إلى سيبيريا وأوزباكستان. وأشارت الصحيفة إلى أن التتار تبلغ اليوم أعدادهم 250 ألف شخص أي 12% من سكان المنطقة مقابل 20% عام 1939، وقد حصل مليون منهم على الجنسية التركية، لافتة إلى أن موقف التتار في المجتمع صار أضعف أمام الروس الذين يبلغون 58% والأوكرانيين البالغين 24%. ويقيم التتار بصفة أساسية في أطراف المدن مثل حي التتار في سيمفيروبول، وبسبب قانون الجنسية، يعانون من التمييز الاقتصادي والبطالة اللذين يؤثران على ما يقرب من 60% من مجتمع التتار. وكشفت الصحيفة عن زيادة حدة التوتر نهاية الأسبوع الماضي، عندما حاصرت القوات الروسية ميناء سيمفيروبول، حيث تم تنظيم دوريات لتأمين المساجد في سيمفيروبول في الليل، ناقلة عن أحد الشباب المكلفين بحماية المساجد قوله "نحن لا نشعر بالأمان، فمنذ وصول الجنود الروس، صرخ الشباب الروس معلنين الانتصار وشعرنا أنهم أكثر عدوانية وتعجرفًا، كما خشينا أن تتعرض المساجد لهجوم، ويجب أن نحميها". وفي مقر قناة "كازارني" المنتمية للتتار، أبدى المدير قلقه حيث قال "إن التتار يدعمون الحكومة الجديدة في كييف، ونحن لدينا موقفًا واضحًا: نحن نريد السلام وليس القتال، ليس من الطبيعي أن يفعل هؤلاء الجنود ما يريدون بأسلحتهم، القرم لا يجب أن تنتمي إلى روسيا". من جانبه، قال أحد النشطاء المؤيدين لميدان الاستقلال أن التتار هادئون الآن وقادتهم معتدلون ولكن كل المؤشرات تقول إنه إذا بدأ الروس في ممارسة الضغط أو اعتقال أفراد منهم، فإن نشطاء التتار سيُظهرون أسلحتهم.