لا يمكنك أن تتحرك في محافظة السويس، دون المرور على ميدان "الأربعين" قلبها النابض، والذي أصبح لا يمكنك التحرك في الميدان، المحتل حاليا من قبل الباعة الجائلين، فأصبح الميدان الواسع الذي عبر بثوار يناير جميعاً، عاجز عن عبور أكثر من سيارة في وقت واحد منذ قيام الثورة . حيث يقول "مصطفي متولي" سائق تاكسي، أن ميدان الأربعين هو الواصل بين الأجزاء السكنية بالمحافظة، وبين منطقة السويس التي تحتوى على كافة المنشئات والمصالح، ف ميدان الأربعين هو قلب محافظة السويس، وفجأة عقب ثورة يناير، أمتلئ الميدان بالأكشاك، ثم فرش الباعة الجائلين، حتى أصبح لا مكان لمرور السيارات، ومع أغلاق شارع محافظة السويس لدواعي أمنية، أصبح لا يوجد لدي أصحاب السيارات، إلا أن يتحركوا جميعاً في نفس الوقت بالميدان الذي أصبح أضيق مكان بالمحافظة . ويقول "محمود حلمي" طبيب، أن ميدان الأربعين هو الميدان الأكثر تلوثاً وخطراً على الصحة في السويس، حيث تصل نسبة التلوث فيه في وقت الذروة، أكبر من نسبة دخان المصانع، حيث أن مرور السيارات في وقت واحد من ميدان ضيق، يمتلئ بالضوضاء والزحام، يحول الميدان لبؤرة للأمراض، إلي جانب صعوبة الحركة في الميدان الذي تحول إلي ميدان شبيه بميدان العتبة في بداية الألفيات أو أواخر التسعينات، حيث أصبح كل من لا يجد شيء يفعله يقف ليعرض بضاعته في الأربعين . وأضاف "حامد محمد" طالب هندسة، أن الدولة هي المسئولة عن حل هذه المشكلة، حيث أنها أباحت التعدي على الطريق في البداية لكبار المحلات في ميادين السويس، وحينما انتشرت الظاهرة في فترة الانفلات الأمني، استوطن عدد كبير من الأهالي بميدان الأربعين، وحينما أدركت الحكومة مدى صعوبة موقفها، حاولت رفع التعديات عن المحلات الكبرى التي سمحت لها منذ البداية، لان من استوطن بالأربعين اعتبروها أرض وضع يد، وسيطروا عليها بقوة أسلحتهم، مما جعل محاولة إخراجهم من الميدان باب سيفتح معركة مسلحة بين الباعة والشرطة، وبالفعل يذكر تكرار حوادث العنف وتبادل إطلاق النار من أسلحة آلية وتبادل القذف بالقنابل بين الباعة في تلك المنطقة، وخاصة منطقة "الصعايدة"، كما أن أغلب أصحاب الأكشاك يستخدمونها في تجارة المخدرات، كساتر لنشاطهم ووكر لهم . ومن جانب آخر قال "عبد الله عدلي" بائع، إنه كان يعمل ك"صنايعي" بالمحافظة، وعقب قيام الثورة وتوقف حركات البيع والشراء، وزيادة الأزمة في مصر، ولأنه يرفض أن يكسب أمواله من الحرام، جاء ببعض البضاعة الرخيصة، والتي تباع بجنيه أو جنيهان، ووقف يبيعها في الميدان الأكثر حيوية في السويس، وأستطرد قائلاً إن أرادات الدولة أن تقوم بعملية إخلاء للميدان، فعليها أن توفر لنا مكان بديل، أو وظيفة أخرى، فالدولة وظيفتها حل مشاكل المواطنين، وليس إراحة نفسها بالحل الأمني، مرددا .. "كل مهنة هناك الصالح وهناك الطالح"، وبالفعل البعض يستغل الميدان في البلطجة وتجارة الممنوعات، ولكن هناك أيضاً من جاء للميدان طلباً للرزق . هذا وقد ازدادت شكوى أهالي السويس، من الانتهاكات في ميدان الأربعين والإشغالات، وقد مر اربع محافظين حتى هذه اللحظة على المحافظة، دون أن يتخذ أي منهم خطوة تجاه تلك الأزمة بل وتتزايد كل يوم عن السابق وخاصا عقب تذايد المرعات وسيارات الامن المركزى والاسعاف ،وتمركزها فى محيط الميدان مما زاد من الزحام بشكل كبير جدا .