شهدت مسارح روسيا ليلة خاصة مساء أمس الأربعاء، الذي يوافق الذكرى ال 120 لوفاة الموسيقار الروسي بيوتر تشايكوفسكي الذي ترك إرثًا موسيقيًّا خالدًا، وضعه في مصاف كبار الموسيقيين العالميين، إذ إنه يدخل في القائمة التي تضم 10 من ملحني الموسيقى الكلاسيكية الأوسع انتشارًا في العالم حتى يومنا هذا. ولد بيوتر تشايكوفسكي في 7 مايو 1840 في فوتكينسك، والتحق بمدرسة القانون في مدينة سانت بطرسبورغ في 1855، لكنه فضل التخلي عن القانون ليبدأ بدراسة الموسيقى في الفترة ما بين 1862 و1866. اختار الصفارة عوضًا عن القانون، وسط وصف عائلته لقراره هذا ب "العار"، لكن تشايكوفسكي واصل إثبات موهبته، وظل يؤلف الموسيقى حتى وفاته في عام 1893 في سانت بطرسبورغ وهو في ال 53 من عمره. اللافت للنظر أن انتشار أعمال تشايكوفسكي لا يقتصر على قاعات الموسيقى والحفلات التقليدية، بل يشمل كذلك الأندية الليلية، حيث يقوم العديد من ال DJ بإعادة توزيع ألحانه لتتماشى مع روح العصر، فتصبح مستساغة أكثر بالنسبة للجيل الروسي الشاب الذي لا يزال يعتز بالموسيقار العبقري، الذي تحولت ألحانه إلى إحدى أهم بطاقات التعريف بروسيا وشعبها وثقافته. بيوتر تشايكوفسكي أكثر من مجرد اسم لموسيقي عاش قبل 120 عامًا وأبدع، فهو علامة مميزة في مسيرة العالم الفنية، اشتهرت ألحانه ومسمياتها في الكثير من الأحيان أكثر مما اشتهر اسمه، فليس من الغريب أن يكون قارئ هذه السطور معجبًا بالكثير من مقطوعاته الموسيقية دون أن يعرف أنها من إبداعاته، فمن منا لم يسمع ب "بحيرة البجع" أو "كسارة البندق"، بل ربما سمع الكثيرون ألحان هذه الأعمال الفنية واستمتع بها دون علم بالأسماء التي تحملها، ويعود ذلك إلى انتشار الكثير من ألحان الموسيقار الروسي الكبير من خلال العديد من الفرق الأوركسترالية التي أدت أعماله وأعاد توزيعها أشهر قادة الأوركسترا في العالم، بالإضافة إلى أن أعمال بيوتر تشايكوفسكي تجذب اهتمام الذواقين للموسيقى الكلاسيكية، فهي تستقطب اهتمام الموسيقيين المحترفين ونظراءهم الناشئين، الذين يبدءون بتعلم أبجديات الموسيقى من خلال ألحانه. وبحسب منظمة الأممالمتحدة للتربية والتعليم والثقافة (يونيسكو)، فإن أعمال تشايكوفسكي تصدح على مدار ال 24 ساعة في العالم، مما يعني أن موسيقى هذا الفنان العملاق تعزف الآن في مكان ما أثناء قراءة هذا الخبر.