يعد تشايكوفسكي من أوائل الموسيقيين الروس الذين اشتهروا عالميا, فقد كان متمكنا من الكتابة الأوركسترالية فلديه مقدرة فذة علي مزج أصوات الآلات الموسيقية في تكوينات ومجموعات آلية مختلفة. كما تتضح موهبته الخاصة في كتابة المقطوعات الغنائية والتعبيرية حيث تعتمد مؤلفاته علي قوة التعبير الدرامي وجمال الألحان المميزة والمعبرة الممتلئة بالشحنات العاطفيةولد بيتر اليتش تشايكوفسكي في سانت بطرسبرج لأسرة ميسورة الحال وظهرت موهبته منذ نعومة أظافره حيث بدأ تعليم البيانو وهو في الخامسة من عمره والتحق بكونسيرفتوار موسكو وبعد تخرجه عين أستاذا لمادة الهارموني في نفس المعهد. وبدأ تشايكوفسكي بتأليف كونشرتو البيانو الأول وهو في الخامسة والثلاثين من عمرة ولقي الكونشرتو نجاحا كبيرا في روسيا وخارجها, حيث كانت موسيقاه تحظي بالاعجاب في كل مكان, وبرغم مسحة الحزن التي اتسمت بها بعض أعماله نظرا لبعض الظروف الحياتية التي مر بها, إلا أنه ألف العديد من الألحان المبهجة في كونشيرتو الكمان وموسيقي بعض الأوبرات والباليهات الشهيرة والتي ضمت مجموعة من الرقصات المرحة. وتتسم مؤلفاته الغزيرة بالجمال والابداع حيث كتب غير الباليهات والأوبرات ست سيمفونيات بالاضافة إلي الكثير من المؤلفات الآلية وموسيقي الحجرة. وكان لتشايكوفسكي مكانة خاصة في تاريخ الفن الموسيقي الروسي, مما دفع بلاده لاطلاق اسمه علي كونسيرفتوار موسكو, وعلي مدينة في منطقة الأورال, وشوارع في الكثير من المدن الروسية. كما دأبت روسيا علي تنظيم مسابقة دولية تحمل اسمه منذ عام1958. كما أنه من المؤلفين القلائل الذين حالفهم الحظ ونالوا كثيرا من التكريم في حياتهم وبعد وفاتهم, فقد كانت مؤلفاته تعزف في أغلب دول العالم في أوروبا وأمريكا فتتلقاها الجماهير بحماسة, كما تمتع بسمعة كبيرة في أوساط الموسيقيين. وبدأ يتلقي آيات التكريم حيث انتخب عضوا مراسلا في أكاديمية الفنون الفرنسية, كما منحته جامعة كامبريدج درجة الدكتوراه الفخرية في الموسيقي خلال زيارته لبريطانيا. ويعد تشايكوفسكي من أوائل الموسيقيين الروس الذين اشتهروا عالميا, فقد كان متمكنا من الكتابة الأوركسترالية فلديه مقدرة فذة علي مزج أصوات الآلات الموسيقية في تكوينات ومجموعات آلية مختلفة, كما تتضح موهبته الخاصة في كتابة المقطوعات الغنائية والتعبيرية حيث تعتمد مؤلفاته علي قوة التعبير الدرامي وجمال الألحان المميزة والمعبرة الممتلئة بالشحنات العاطفية والتي تنهمر منه كالفيض الغزير. أيضا استخدامه للايقاعات غير التقليدية أحيانا وإيقاعات الموسيقي الفولكلورية الروسية والتي تضفي طابعا خاصا علي أعماله, كما تعكس مؤلفاته تأثره بالمدرسة الغربية بالمقارنة إلي معاصرية الذين تزعموا المدرسة الروسية في التأليف الموسيقي, حيث تتميز موسيقاه بقوة مؤثرة جدا علي المستمع وتصل إلي أحاسيسه مباشرة. وأعتقد أن مهما اختلفت درجة اهتمام الشخص أو ثقافته إلا أن موسيقي تشايكوفسكي تستطيع أن تتخلل إلي وجدان السامع بمنتهي البساطة واليسر, عكس كثير من المؤلفين الذين يحتاجون إلي ثقافة معينة لادراك موسيقاهم. فتشايكوفسكي هو المؤلف الموسيقي المبدع صاحب التراث الجمالي الذي ينتشر في جميع أرجاء العالم, والذي لاتخلو أي من المسارح والأوبرات العريقة من تقديم مؤلفاته سواء السيمفونيات والافتتاحيات الشهيرة مثل مانفرد و روميو وجوليت و هاملت و1812, وباليهاته الرائعة بحيرة البجع و كسارة البندق فهو لديه قدرة علي الانتقال بين المشاعر الانسانية وتحريكها كما ينبغي في أي اتجاه شاء. لذا يبقي اسم تشايكوفسكي دائما عاليا في كل الآفاق الموسيقية العالمية وتتهافت الجماهير المصرية والأجنبية لزيادة الرغبة في الاستماع والاستمتاع بموسيقي تهذب النفوس وترقي بالمشاعر والأحاسيس الداخلية إلي أعلي درجات من السمو العقلي والوجداني والتي تصلح لكل مكان وزمان ويستطيع أن يتذوقها كل محبي هذا الفن الرفيع.