تمر أحداث اليوم بظروف متشابهة لما مرت به مصر خلال انتصارات أكتوبر 1973، من استرداد كرامة الدولة وهيبتها واستنهاض همم أبنائها، وهو ما حدث في ثورة 30 يونيو، والتى قام فيها الجيش بدور لا يقل عن دوره فى أكتوبر 1973. وكما لعب الجيش دورًا هامًّا في الحدثين، كان للأزهر الشريف أيضًا دور فى 30 يونيو وحرب أكتوبر من شحذ لهمم وعزيمة أبناء مصر، فكان أبناؤه يطوفون أرجاء البلاد؛ لتخليص مصر من الإحباط الذى انتاب المصريين إبان نكسة يونيو 67.. وعن دور الأزهر يقول الدكتور أحمد عمر هاشم عضو مجمع البحوث الإسلامية "كان للأزهر وعلماؤه دور فاعل لرفع الروح المعنوية وتعريف الناس أن نكسة يونيو ما هى إلا ابتلاء من الله كالذى أصاب المسلمين فى غزوة أحد، مؤكدًا في ذات الوقت أن النصر قادم لا محالة". وأضاف أن "الأزهر لعب دورًا هامًّا مع قيادات وجنود الجيش على الجبهة نفسها، عن طريف إرسال علمائه إلى أرض الجبهة وتقديم دروس العلم هناك وشحذ همم وعزيمة أبنائنا البواسل". وطالب هاشم المصريين باستحضار روح أكتوبر فى كل مجالات الحياة، مؤكدًا أن الشعب المصرى قادر على صنع المعجزات إذا أراد ذلك، بشرط توفير المناخ المناسب. وأكد الدكتور محمود عاشور وكيل الأزهر السابق أن أبرز سمات حرب أكتوبر المجيدة أنها استطاعت أن تجعل المصريين على قلب رجل واحد، وهو ما كان عاملاً مهمًّا فى تحقيق النصر. وطالب وكيل الأزهر السابق جموع الشعب المصرى بكافة طوائفه باستلهام روح أكتوبر وإعلاء مصلحة الوطن فوق أية مصالح سياسية أو حزبية ضيقة؛ لتفويت الفرصة أمام أعدائنا، مشددًا على أن الخطر يحيط بنا من كل اتجاه،"لكن إرادة المصريين وعزيمتهم تلين لها الجبال، وهذا ما نعول عليه من شعب مصر الأبى". فيما طالب الدكتور أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر باستلهام روح السادس من أكتوبر من أجل بناء مصر ما بعد 30 يونيو التى يواجهها الكثير من التحديات التى تحتاج لعزيمة رجال لا تعرف الهوان. وأكد أن ما حدث فى 6 أكتوبر يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن مصر محفوظة من الله تعالى، وأن المولى لن يتركها، وهو ما تعيد الأيام تأكيده بعد 30 يونيو، مضيفًا أن مصر كنانة الله فى أرضه ودرع الإسلام الحصين.