عادت قضية سوء معاملة العمالة، في المشاريع الجارية بقطر، تحضيراً لاستضافة كأس العالم 2022 إلى الأضواء، بعد أن كشف تحقيق أعدته صحيفة بريطانية، أمس الأربعاء، موت العمال بها بمعدل عامل يوميا. وكشف تحقيق أجرته صحيفة "ذا جارديان" البريطانية، أن عشرات العمال من نيبال، يلقون حتفهم في قطر بمعدل وفاة يوميا، فيما يعاني كثيرون منهم انتهاكات كبيرة بحقهم، تتضمن التلاعب برواتبهم وظروف عيشهم الصعبة. وأشارت الأرقام الواردة للصحيفة من سفارة نيبال في قطر، إلى أن 44 عاملاً على الأقل، لقوا مصرعهم في الفترة بين الرابع من يونيو والثامن من أغسطس، علماً بأن قرابة 1100 ألف عامل جاءوا من نيبال العام الماضي للعمل في قطر. وأوردت الصحيفة رد اللجنة العليا ل"قطر 2022″ بأنه لم تبدأ بعد أي مشروعات مباشرة ذات صلة بنهائيات كأس العالم. وعبرت اللجنة عن "قلقها بشأن ما أثير بخصوص مقاولين بالباطن يعملون في لوسيل، وترى أن القضية يجب التعامل معها بجدية". وقضية موت العمال وإصابة الآلاف في قطر، سبق أن رفعها الاتحاد الدولي لنقابات العمال في منتصف شهر أبريل العام الجاري، الأمر الذي تم الرد عليه بتعهدات من قطر والفيفا بتحسين ظروف العمال، منذ أن فازت قطر بحق استضافة كأس العالم لكرة القدم في أراضيها في ديسمبر من عام 2010. وعلى الرغم من إطلاق الوعود إلا أن تقارير مصورة أشارت إلى أن العمال يعرضون أنفسهم للمخاطر بغياب أساسيات السلامة والحماية أثناء عملهم الشاق، لتشييد المنشآت الرياضية، وهم يقطنون في ظروف قاسية بمساكن جماعية، تغيب فيها أبسط الظروف الصحية، عدا عن عملهم في جحيم من الحر، الذي قد يصل لخمسين درجة مئوية، بغياب التكييف. ولا يزال موعد استضافة قطر لكأس العالم في عام 2022 مبهماً، وسط انقسام بالآراء حول تفضيل إقامة الفعالية صيفاً أم شتاءً والسبب في ذلك هو الارتفاع الكبير في درجات الحرارة، على الرغم من وعد قطر بإنشاء أنظمة تبريد صديقة للبيئة في الملاعب. ومن المتوقع مناقشة هذا الأمر، ضمن جدول أعمال اجتماع اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم، المقرر انعقاده في الثالث والرابع من أكتوبر.