انتهي مساء أمس الثلاثاء مؤتمر "كلنا ايد واحدة يا مصر" الذي نظمه "بيت العائلة" بمشاركة "المركز الدولي للتدريب والتنمية" بمسرح ديوان عام محافظة المنيا؛ لبحث إنشاء فرع له بالمحافظة والمراكز التسع برعاية الأزهر والكنيسة, بحضور صلاح زيادة محافظ الإقليم وعدد من الشخصيات العامة ورجالات الدين الإسلامي والمسيحي, وسط غياب القوي السياسية والثورية التي تعمدت عدم الحضور, في حين تم توزيع ملصقات المركز الدولي علي الحضور كنوع من الترويج ما استنكره الجميع. افتتحت ماجدة الصيادة منظمة المؤتمر اللقاء لتؤكد علي أهمية دور بيت العائلة في ترسيخ وإرساء قواعد الحب مؤكدة أنه بالحب والعلم يتم القضاء علي الأزمات وأن يكون الاختلاف علي أساليب التنمية والبناء, ليتحول لاختلاف إيجابي هادف. وقال الدكتور مصطفى كامل عيسى محافظ المنيا: "احنا في حالة حرب, ونحن أمة واحدة قبل الأديان وكذا في الإيمان بالله, وعلينا أن ننقل إحساسنا بالسماحة للي ما يعرفوش, عندنا جهل وفقر ولا بد وأن نتحدث مع من لا يعلم بوقوفنا خلف بيت العائلة, وإنشاء بيت عائلة في كل مركز وكل قرية المنيا هيكون فيها حب ونهضة". وأكد الدكتور محمود عزت ممثل الأزهر أن فشل منظومة التعليم والثقافة والإعلام, أهم ما شهدته مصر في الفترة الأخيرة وأن بيت العائلة هو تكليف صعب ومعقد يجب أن يركز على قيم الإسلام السمحة والقيم المشتركة بيننا والأقباط وهو ما لم يتحقق بدون ضبط الخطاب الديني، مضيفًا أن الثورة تمثل هدم واقع مريض و "فرقعة" في كل المجالات, لافتًا إلى ضرورة الاعتراف بالعيوب والمشكلات لمواجهتها بطرق سليمة, واستطرد: "نحتاج لثورة علي الذات كي يتحرر الإنسان من عبودية الجهل والمال, ولابد من تخصيص حصة سياسية في المدارس". وخلال كلمته, أكد الأنبا مكاريوس, ضرورة تغيير ثقافتنا في 6 محاور وهي (التربية المنزلية المناهج التعليمية المدرس وسائل الإعلام الخطاب الديني الأجهزة الحكومية)، موضحًا أن تغيير الثقافة العامة يتطلب عشرات السنين, مشددًا على دور المؤسسات التنموية, واستنكر وصف المنيا التي كانت تحكم مصر عصر الفراعين ب"أرملة الجنوب" بدلًا من "عروس الصعيد". شهد المؤتمر غيابًا ملحوظًا لمعظم القوى السياسية والثورية بالمحافظة في مقدمتها حركة تمرد وحركة 6 إبريل وحزب الدستور, كما غاب كل من وكيل ومدير وقيادات الأوقاف بالمنيا, واقتصر الحضور على كل من ياسر السيد دياب عضو اللجنة العليا لحزب المصريين الأحرار, ومجدي هنري أحد منسقي حزب المؤتمر بالمحافظة. وكانت أعلنت حركة تمرد بالمنيا يوم 20 سبتمبر انسحابها من "بيت العائلة" معللة انضمام أشخاص بعيدين عن القوى سياسية, أو الأزهر أو الكنيسة, تم تقديمهم من خلال مكتب المحافظ, وتضامن مع موقفها حزب الدستور وحركة 6 إبريل. وأعلن مساء الاثنين حزب الدستور بالمنيا، رفضه المشاركة والحضور موضحا أن "بيت العائلة" صنعه سمير سلام المحافظ الأسبق، كما يزج ببعض الشخصيات سيئة السمعة، معظمهم تابعين لمجلس الثوار ويستغلون اسم "بيت العائلة" لتزكية "محمد ك" لمنصب مستشار محافظ المنيا، في حين تشوب هذا الشخص شبهات النصب والاحتيال من خلال عمله بإحدى شركات توظيف الأموال "جلوبال أد" وأضاف البيان أن القوي السياسية في طريقها لمقاطعة المحافظ إذا استمر في نفس سياساته المتبعة حاليًا وعدم تطهيره لجهاز المحافظة من العناصر الفاسدة والمفسدة. في الوقت نفسه دعت حركة 6 إبريل المنيا المحافظ إلى اختيار شخصيات تكنوقراط من خارج القوى السياسية شريطة أن يكونوا من خارج مجلس قيادة الثورة، الذي وصفته الحركة بمجلس بيع الخدمات للمواطنين.