حوالى 5000 شهيد بين طفل وسيدة ورجل خلال 3 أيام من القتل عملاء الداخل فى لبنان ينفذون المجزرة بقيادة "شارون" سفير فلسطين : مازالت المجازر الصهيوينة مستمرة "مجدى" : المجازر الصهيوينة تتم غالبا بعصابات العمالة من الداخل "سيد أحمد": المقاومة هى السبيل الوحيد لوقف المجازر بحق الفلسطينيين "صبرا وشاتيلا" واحدة من أبشع المجاز التى عرفتها البشرية، لم تتم أحداثها فى ساحة حرب أو منطقة متنازع عليها، بل فى خيام اللاجئين، ففيها وحدها قتل لا يقل عن 5000 ما بين طفل وإمرأة ورجل، ولأنهم هم الصهاينة أصحاب التاريخ الأسود فى ممارسة القتل والتدمير والتخريب، فربما لا نستغرب كثيرا أن اسمها يعرفه الأحرار فى كل شتى بقاع العالم، إنها مجزرة "صبرا وشاتيلا" والتى مر عليها 31 عاما حتى اليوم. وقعت المجزرة بمخيم "صبرا وشاتيلا" الفلسطيني بعد دخول القوات الصهيونية الغازية إلى العاصمة اللبنانية "بيروت"، وإحكام سيطرتها على القطاع الغربي منها، وكان دخول القوات الصهيونية إلى بيروت في حد ذاته بمنزلة انتهاك للاتفاق الذي رعته الولاياتالمتحدةالأمريكية، والذي خرجت بمقتضاه المقاومة الفلسطينية من المدينة. و "صبرا" هو اسم حي تابع إداريا لبلدية الغبيري في محافظة جبل لبنان، تحده مدينة بيروت من الشمال، والمدينة الرياضية من الغرب، ومدافن الشهداء وقصقص من الشرق، ومخيم شاتيلا من الجنوب، يسكنه نسبة كبيرة من الفلسطينيين، لكنه لا يعد مخيمًا رسميًّا للاجئين، رغم ارتباط اسمه باسم شاتيلا؛ مما يولد انطباعًا بكونه مخيمًا. أما شاتيلا فهو مخيم دائم للاجئين الفلسطينيين، أسسته وكالة الأممالمتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأنروا) عام 1949م؛ بهدف إيواء المئات من اللاجئين الذين تدفقوا إليه من قرى أمكا ومجد الكروم والياجور في شمال فلسطين بعد عام 1948م، ويقع المخيم جنوببيروت، ولا تزيد مساحة مخيم شاتيلا عن كيلو متر مربع، ويسكنه أكثر من 12000 لاجئ، وبذلك يكون المخيم من أكثر المناطق كثافة بالسكان. وحدثت مجزرة صبرا وشاتيلا بعد يوم من اجتياح القوات الصهيونية بقيادة شارون وزير الدفاع آنذاك في حكومة مناحيم بيجن- غرب بيروت وحصارها المخيم، بناء على مزاعم بأن منظمة التحرير الفلسطينية التي كان مقاتلوها قد غادروا لبنان قبل أقل من شهر خلّفوا وراءهم نحو ثلاثة آلاف مقاتل في المخيم. وقد قام هؤلاء بعمليات قتل واغتصاب وتقطيع جثث طالت النساء والأطفال والشيوخ بصورة رئيسية، امتدت إلى مستشفيي عكا وغزة القريبين لتشمل طواقمهما من الممرضات والأطباء، إضافة إلى عائلات لبنانية تقيم في صبرا و"حرج ثابت" القريب. ففي أيام الخميس والجمعة والسبت "16و17و 18″ من سبتمبر عام 1982م استيقظ لاجئو مخيمي صابرا وشاتيلا على واحدة من أكثر الفصول الدموية في تاريخ الشعب الفلسطيني الصامد، بل من أبشع ما كتب تاريخ العالم بأسره في حق حركات المقاومة والتحرير ، ففى تلك المذبحة تحالف أعداء الداخل مع صهاينة وخونة، فانضم الجيش الصهيوني إلى حزب الكتائب اللبناني ليسطروا بالدم صفحة من صفحات الظلم والبطش في مجزرة لتصفية الفلسطينيين وإرغامهم على الهجرة من جديد. وبلغ عدد الشهداء في مجزرة صبرا وشاتيلا 3500 و5000 شهيد من الرجال والأطفال والنساء والشيوخ المدنيين العزل من السلاح، أغلبيتهم من الفلسطينيين، ولكن من بينهم لبنانيون أيضًا. ويقول السفير الفلسطينى فى القاهرة "بركات الفرا": "المجزرة بالنسبة لنا ذكرى آليمة ارتكبتها قوات الاحتلال الصهيونية، بقيادة المجرم شارون ضد معسكر من معسكرات اللاجئين فى لبنان وراح ضحيتها عدد كبير جدا من الرجال والنساء والاطفال، وهذا هو الوجة الحقيقى للكيان الصهيونى الذى لا يعرف السلام، ومازال يرتكب العديد من المجازر والمذابح بحق الشعب الفلسطينى كل يوم". ويضيف "الفرا" :"هذه الذكرى رغم كل ما شهدناه من مأساة، فإنها تقوينا وتدفعنا إلى الدفاع عن حقنا فى العودة وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، ويحب توحيد الصف الفلسطينى وإنهاء حالة الفرقة والانقسام التى تعيشها الفصائل الفلسطينية". ويشيرا الفرا إلى أن حجم الجرائم التى ارتكبها العدو الصهيونى بحق فلسطين هائل جدا منذ وعد بلفور المشئوم عام 1917، حتى وصل عدد الشهداء إلى 650 ألف شهيد فلسطينى، والعالم يتفرج والأممالمتحدة تشاهد والولاياتالمتحدة الأمركية تتفرج والأمة العربية لا تستطيع أن تفعل شيئا. وتابع "الفرا": علينا أن نتوحد خلف الرئيس محمود عباس أبو مازن وإنهاء حالة الفرقة التى أنشأتها حركة حماس، وأن يحصل الشعب الفلسطينى على الحد الأدنى من مطالبة فى إقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967 وعودة جميع اللاجئين، وتحرير الأسرى من السجون الإسرائيلية، وهو ما يجب أن نفعله فى هذه الذكرى الأليمة". وأكد الفرا: "سنحاسب الإسرائيلين على كل المذابح التى ارتكبتها فى حقنا يوما ما سواء كانت دير ياسين أو صبرا وشاتيلا ، فلن يضيع حق وراءه مطالب، فلا يوجد فى التاريخ إمبراطورية ظالمة استمرت وإذا كانت تستقوى بالولاياتالمتحدةالأمريكية فإسرائيل جسم غريب علينا وسنطرده يوما ما للأبد، لكن مع الأسف فالأمة العربية منكفئة على ذاتها وكل دولة تعانى من مشاكلها الداخلية". وقال الدكتور مصطفى مجدى الباحث المتخصص فى الشئون الفلسطينية بمركز البحوث العربية والإفريقية: "إنها مذبحة بكل معانى الكلمة تواطأ فيها اليمين اللبنانى والقوات الإسرائيلية، وحتى إن المجرمين لم يلقوا عقابهم حتى اليوم، نعلم أن "شبير الجميل" قد لقى عقابة وتم قتله بعدها وهو قائد حزب الكتائب وهو الذى تواصل مع شارون قائد القوات الإسرائيلية، لكن حتى الآن المجتمع الدولى لم يعاقب المجرمين. ويؤكد "مجدى": " الأمر المهم الذى يجب التأكيد عليه فى هذه المجزرة، أن تاريخ إسرائيل الإجرامى، كان بمساعدة العصابات الموالية لهم فى أى بلد عربى حتى يستطيعوا أن ينتقموا من المدنيين والشعب الفلسطينى وكتائب المقاومة، ففى كل بلد عربى يوجد مجموعة من الخونة لديهم الاستعداد للذهاب إلى أبعد مدى للتحالف مع العدو الصهيونى. ولما تحالف الرئيس المخلوع حسنى مبارك مع الأمريكان فإنما هو فى الحقيقة تحالف مع العدو الصهيونى، ونرى ما يسمى بالجيش السورى الحر الذى يؤكد دائما على عدم وجود تناقض بينه مع إسرائيل بل ذهب الأمر إلى ذهاب المصابين بين صفوفة للعلاج فى إسرائيل وهو الدرس الأساسى الذى يجب أن نتعلمه ولا نستبعد أن يكون فى مصر قوى الإرهاب التى إذا ما شعرت لحظة بالخطر ربما تسعى الى تنفيذ مخططات صهيونية وأمريكية لتوطين الفلسطينين فى سيناء". من جهته يقول الدكتور "رفعت سيد أحمد" مدير مركز يافا للدراسات والأبحاث :" هذه المذبحة تؤكد أننا أمام عدو حقيقى لا ينبغى أن نفكر للحظة واحدة أنه يدعو إلى السلام، فهو عدو ليس لديه أى استعداد للسلام، فقد شارك العدو الصهيونى فى المذبحة بقيادة شارون فى تنفيذ المذبحة". وأضاف "سيد أحمد": "هناك بعض الخونة من اللبنانيين والعرب ولا غريب أن نقول إنهم موجودون فى مصر وسوريا وفلسطين، يستترون وراء اسم الثورات والديمقراطية أو حتى الإسلام". وتابع :" الخونة منذ "صبرا وشاتيلا" يتسمون بأسماء جديدة وهم موجودون فى الوطن العربى من الخليج الى المحيط ، وهؤلاء الخونة ينبغى كشفهم وتعريتهم أولا بأول، وقد ثبت عمليا أن المقاومة هى وحدها من تستطيع أن تمنع المجازر التى يرتكبها العدو الصهيونى بحق الفلسطينين، فلا ينبغى أن ندعوا إلى السلام أو الهدنة، لكنها المقاومة كما يفعل حزب الله فى لبنان والجهاد الإسلامى وبعض من حركة حماس وفتح فى فلسطين". ويشدد "سيد أحمد" على ضرورة وضع العدو الصهيونى تحت ضغط المقاومة؛ لنحول دون تنفيذ مجازر جديدة تجاه الشعب الفلسطينى، وغير ذلك ستمتد المجازر إلى ما هو أبشع من صبرا وشاتيلا وإلى المزيد. ويطالب "سيد أحمد" أهل القضية الفلسطينية وهم العرب جميعا والمقاومة الفلسطينية، تحويل المجزرة إلى إجراءات قانونية ودولية لمحاكمة العدو الصهيونى كمجرمى حرب، وكما فعل هذا العدو فى الهولوكست رغم أن بعض منها أكذوبة، فنحن لدينا مذابح مثل دير ياسين وصبرا وشاتيلا ومحو أكثر من 400 قرية من على الخريطة الفلسطينة، ومئات المذابح، فإذا ما امتلكنا جهات تحول الذكرى إلى قضايا دولية مع استمرار المقاومة، فستصبح صبرا وشتيلا وغيرها من المجازر مجرد ذكرى سنوية كما هو الآن.